لا تزال حالة الجمود تعتري المشهد السياسي في العراق، مع رفض زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مجددًا فتح أي قنوات تواصل مع غريمة السياسي "الإطار التنسيقي"، مؤكدًا تمسكه بشرط حل البرلمان قبل الحديث عن أي تسوية سياسية للأزمة.
ومؤخرًا، نشر الصدر تغريدة طويلة عبر "تويتر" مشددًا فيها على أن لا "حوار مع الفاسدين"، وذلك ردًا على الحوار الوطني القائم في البلاد، قائلاً: انتظروا خطوتنا المقبلة".
والأربعاء، عقد قادة الكتل السياسية العراقية في قصر الحكومة اجتماعًا دعوا فيه التيار الصدري، الذي غاب عن الجلسة، إلى "الانخراط في الحوار الوطني".
كما كشف الصدر عن تقديمه مقترحًا للأمم المتحدة لعقد جلسة حوار علنية مع الفرقاء السياسيين لكن لم يتم التجاوب مع هذه الخطوة.
وبعد عشرة أشهر على الانتخابات التشريعية، لا تزال القوى السياسية عاجزة عن الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.
"معركة وجودية"
وقال الأكاديمي والباحث د. يحيى الكبيسي، إن ما كتبه الصدر عن عدم التجاوب مع مقترحه ليس دقيقًا لأن الإطار التنسيقي ردّ مؤخرًا بأن الأمم المتحدة لم تقدّم أي اقتراح مماثل له، مشيرًا إلى أنه أبدى استعداده للحوار.
وتابع الكبيسي في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، إلى أن هذه الخطوة لن تغير شيئًا في الأزمة، بخاصة أن الجميع ما زال يدور في حلقة مفرغة، مؤكدًا أن ليس هناك أي نقطة تلاقي بين مطالب التيار الصدري والإطار التنسيقي.
ويطالب التيار الصدري بحل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، بينما يريد الإطار التنسيقي إجراء هذه الانتخابات لكن بشروط، مطالبًا بتشكيل حكومة قبل إجراء انتخابات مبكرة.
وتحدث الكبيسي عن إمكانية استخدام الصدر للشارع بطرق مختلفة، وقد يكون اتخذ قراره بالتصعيد خطوة بخطوة، قد تصل إلى العصيان المدني وتعطيل مؤسسات الدولة عبر السيطرة عليها، كما حدث سابقًا مع اقتحام أنصاره للبرلمان.
وأكد أن رفض الطرفين التنازل عن مطالبهما يعود إلى اعتقادهما بأن هيمنة أي منهما على القرار سيتم معه عملية إقصاء للطرف الآخر من المشهد السياسي، مضيفًا: "نحن نتحدث عن معركة وجودية أكثر من معركة سياسية"، مشيرًا إلى أن الأمور قد تنزلق إلى مواجهة مسلحة خاصة أنهما يمتلكان السلاح.
وإلى جانب اعتصام أنصار التيار الصدري منذ أسابيع في المنطقة الخضراء، يقيم مناصرو الإطار التنسيقي كذلك منذ 12 أغسطس/ آب الجاري، اعتصامًا على طريق يؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد.