يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين المقبل، العاصمة البيلاروسية مينسك لإجراء محادثات مع نظيره وحليفه ألكسندر لوكاشينكو، حول "التكامل الروسي البيلاروسي"، حيث شكّلت بيلاروسيا قاعدة خلفية للقوات الروسية منذ بدء حربها على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي.
وذكر المكتب الإعلامي للرئيس البيلاروسي، في بيان، أن الرئيسين سيعطيان الأولوية للمسائل الأمنية، وسيتبادلان وجهات النظر حول الوضع في المنطقة والعالم"، من دون أن يذكر تحديدًا الحرب الروسية على أوكرانيا.
يأتي ذلك فيما كثّفت القوات الروسية قصفها الصاروخي على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.
وأفاد مراسل "العربي" في كييف إياد ستيتية بأن ثلاثة انفجارات على الأقل هزّت العاصمة الأوكرانية، وعملت أنظمة الدفاع الجوي في أنحاء البلاد.
وأشار مراسلنا إلى أن أكثر من 60 صاروخًا أُطلقت على المدن الأوكرانية، وجرى الإبلاغ عن انقطاع الكهرباء والمياه عن مناطق عدة، فيما توقّفت حركة قطارات الأنفاق لاستخدام المحطات كملاجئ.
انقطاع الكهرباء والمياه
وكتب رئيس بلدية كييف فيتالي كليتكو عبر تلغرام: "لا تغادروا الملاجئ! الهجوم على العاصمة لا يزال متواصلاً!"، مضيفًا أنه بسبب الأضرار التي لحقت بمنشآت الطاقة "ثمة انقطاعات في إمدادات المياه في كل أحياء العاصمة".
كما أعلن نظيراه في خاركيف (شمال شرق)، ولولتافا (وسط شرق)، أن مدينتَيهما محرومتان من الكهرباء، والأمر ذاته ينسحب على منطقة سومي في الشمال.
كما استهدفت الضربات الصاروخية منطقة أوديسا في البحر الأسود، وفينيتسيا في الغرب الأوسط، وفقًا لمسؤولين أوكرانيين.
كما ذكرت الشركة المشغّلة للسكك الحديدية الأوكرانية أن عددًا من الخطوط واجهت انقطاعًا في الكهرباء.
#مباشر | دوي انفجار قوي وسط العاصمة الأوكرانية #كييف#أوكرانيا https://t.co/k5gYaYAmWb
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 16, 2022
وفي جنوب أوكرانيا، قُتل شخصان وجرح خمسة آخرون في سقوط صاروخ روسي على مبنى سكني في مدينة كريفي ريغ.
في المقابل، أدى قصف أوكراني، الجمعة، على بلدة ستاخانوف وقرية لانتراتوفكا في منطقة لوغانسك التي تسيطر عليها روسيا، إلى مقتل ثمانية أشخاص وجرح 23 آخرين.
تطوير برنامج تدريب الجنود الأوكرانيين
وفي إطار الدعم العسكري الأميركي لكييف، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن واشنطن ستطوّر اعتبارًا من يناير/ كانون الثاني المقبل، برنامجها لتدريب الجنود الأوكرانيين، بهدف تدريب عدد أكبر من الجنود وتزويدهم بمهارات أوسع، في وقت تترقّب كييف هجومًا روسيًا جديدًا.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الجنرال بات رايدر أنه في حين يقتصر تدريب الجنود الأوكرانيين على الأسلحة التي تمنحها واشنطن لكييف، إلا أن الولايات المتحدة ستنظّم الآن مناورات مشتركة لتعليمهم كيفية تنسيق مناورات قوات المشاة مع دعم المدفعية.
وأوضح أن البرنامج سيتيح "تدريب حوالي 500 جندي أوكراني شهريًا".
وسيُجري هذا التدريب في ألمانيا، وسيُضاف إلى التدريبات على الأسلحة التي تُسلّم لأوكرانيا والتدريب الأكثر شمولًا الذي يُقام منذ أشهر عدة مع الحلفاء، خصوصًا مع الجيش البريطاني.
ودرّبت الولايات المتحدة حوالي 3100 جندي على الأسلحة التي تزوّد كييف بها، كما درّب الحلفاء 12 ألف جندي إضافي.
دعم من البنك الدولي
وفي إطار المساعدات الغربية المقدّمة لكييف، أعلنت مؤسسة التمويل الدولية، وهو فرع في البنك الدولي مخصص لدعم المستثمرين في القطاع الخاص، أنها ستقدّم حزمة مساعدات للقطاع الخاص الأوكراني بقيمة مليارَي دولار.
الدول المشاركة في المؤتمر الدولي لدعم #أوكرانيا تتعهد بدفع مساعدات مالية لـ #كييف بقيمة مليار يورو تقرير: محمد الحاجي pic.twitter.com/yTdiGapu4b
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 14, 2022
وقالت المؤسسة، في بيان، إن هذه المساعدات يُفترض "أن تلبي الحاجات الفورية للقطاع الخاص الذي دمّرته الحرب، وأن تساعد في التحضير لإعادة الإعمار".
وستموّل المؤسسة نصف حزمة المساعدات، أما النصف الآخر فسيعتمد على الضمانات التي أعطتها الحكومات المانحة.
كما أوضحت المؤسسة أنها وقّعت مطلع الأسبوع اتفاقًا مع الحكومة الأوكرانية، لإعطائها نصائح استراتيجية بهدف إعادة بناء اقتصادها وتنفيذ إصلاحات لقطاعها المصرفي.
ومنذ بدء الحرب الروسية، تتلقّى كييف دعمًا ماليًا كبيرًا من المجتمع الدولي في مقدّمته الولايات المتحدة، على المستويين العسكري والمالي.
والثلاثاء، اتفقت الدول المانحة في مؤتمر دولي عُقد في باريس على تقديم أكثر من مليار يورو لأوكرانيا بهدف دعم السكان لتحمل فصل الشتاء، في وقت دمّرت الضربات الروسية منشآت الطاقة في البلاد.
ومنذ بدء الحرب، قدّم البنك الدولي حوالي 18 مليار دولار للحكومة الأوكرانية، للسماح لها بالحفاظ على الخدمات العامة الأساسية.