أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، أن هدف بلاده من خلال ترؤسها لمجلس الاتحاد الأوروبي، مطلع العام المقبل، هو جعل أوروبا "قوية في العالم".
واقترح إصلاح منطقة شينغن لتعزيز حماية الحدود الأوروبية وتعديل اتفاق ماستريخت لوضع إطار جديد للميزانية.
وأبدى ماكرون خلال مؤتمر صحافي في قصر الإليزيه طموحًا قويًا لهذه الرئاسة التي ستتزامن مع حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية في أبريل/ نيسان والانتخابات التشريعية في يونيو/ حزيران.
وقال الرئيس الفرنسي أمام نحو مئة صحافي: "أود أن أقول إننا يجب أن ننتقل من أوروبا تتعاون داخل حدودنا إلى أوروبا قوية في العالم وذات سيادة كاملة وحرة في خياراتها وسيّدة مصيرها".
وأضاف أنه "في مواجهة كل هذه الأزمات التي تضرب أوروبا، يرغب كثيرون في الاعتماد فقط على الأمة، هذه الدول هي مصدر قوتنا وفخرنا، لكن الوحدة الأوروبية مكملها الذي لا غنى عنه".
ودعا ماكرون إلى "وضع توجيه سياسي لمنطقة شينغن" من خلال اجتماعات دورية للوزراء الأوروبيين المكلّفين هذه المسائل من أجل "تعزيز عمليات التدقيق عند الحدود" عندما يكون ذلك ضروريًا.
التعاون مع إفريقيا
وأعلن عقد قمة بين الاتحادين الإفريقي والأوروبي في 17 و18 فبراير/ شباط في بروكسل من أجل "إصلاح جذري" للعلاقة "المتعَبَة قليلاً" بين القارتين على حدّ تعبيره.
وتحدث الرئيس الفرنسي عن "محاور عدة" وخصوصًا عن إعادة تأسيس عقد جديد اقتصادي ومالي مع إفريقيا.
وأكد أن على أوروبا اعتماد استراتيجية مشتركة في الهيئات الدولية مع إفريقيا، فضلًا عن تطبيق أجندة في التعليم والصحة والمناخ.
قمة أوروبية في 10 مارس
ومن المقرر عقد نحو 400 اجتماع، خصوصًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى بسبب الانتخابات الرئاسية في فرنسا.
وستبدأ بكلمة تليها مناقشة في البرلمان الأوروبي في 19 يناير/ كانون الثاني، وستعقد قمة أوروبية غير رسمية يومي 10 و11 مارس/ آذار، قبل شهر من الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية.
وأعلن ماكرون عن رغبته في "تنفيذ عملي لخدمة مدنية أوروبية" مدتها ستة أشهر للشباب دون 25 عامًا، مؤكدًا أن الهدف هو التبادل الجامعي والتدريب المهني والعمل ضمن جمعيات.
ودعا إلى وضع إطار لـ"السيادة الاستراتيجية الأوروبية"، معتبرًا أن هذا المفهوم الذي بدا غير وارد قبل أربع سنوات، يرسخ أن الأوروبيين الأعضاء في حلف شمال الأطلسي وغير الأعضاء في يواجهون تهديدات مشتركة ويمتلكون أهدافًا مشتركة.
اقتصاديًا، إقترح الرئيس الفرنسي "إعادة التفكير في إطار الميزانية" لأوروبا الذي حددته حتى الآن معايير اتفاقية ماستريخت، مشددًا على أن مسألة دعم أو معارضة قاعدة عدم تجاوز العجز عتبة الثلاثة في المئة "عفا عليها الزمن".
أما في موضوع المناخ والبيئة، فعبّر عن إرادته الدفع بالمفاوضات بشأن إنشاء أداة أوروبية لمكافحة إزالة الغابات في الخارج.
وأوضح أن هذه الأداة تهدف إلى "حظر استيراد الصويا ولحم البقر وزيت النخيل والخشب والكاكاو والبن إلى الاتحاد الأوروبي إذا كانت تساهم في إزالة الغابات" في بلدان الانتاج.
لكن هامش تحرك فرنسا سيكون محدودًا، فرغم أن الرئاسة الدورية تعطي زخمًا لأولويات معينة، إلاّ أن بناء توافق بين الدول الأعضاء السبعة والعشرين ليس سهلًا على الإطلاق.
انتقادات
من جهتها رأت مرشحة الحزب "الجمهوريين" للانتخابات الرئاسية فاليري بيكريس التأثير في أوروبا، يتطلب وضع فرنسا حد لصورة الغطرسة الملازمة لها منذ مطلع رئاسة ماكرون.
وأضافت في مقال نُشر في صحيفة "لوموند" الفرنسية أن البلاد يجب أن تدافع عن مصالحها بشكل أفضل مما فعلت في السنوات الأخيرة.
واعتبر الأمين الأول للحزب الاشتراكي أوليفييه فور أن رئيس الدولة ينطق أحيانًا بخطاب صائب، متهمًا إياه بممارسة عكس ذلك، ما يفقد الثقة فيه.
الأجندة الأوروبية
ووفق استطلاع أجرته شركة "أوكسادا" لحساب صحيفة "لوفيغارو"، فإن الفرنسيين يميلون (32% مقابل 15%) لاعتبار أن رئاسة الاتحاد الأوروبي ستكون مصدر قوة لا عائقًا لإيمانويل ماكرون، ويؤكد 63% أن مقترحات المرشحين بشأن أوروبا ستسهم في تحديد اختيارهم للتصويت.
الأجندة الأوروبية لرئيس الدولة حافلة بالأحداث ستبدأ مع استقبال المستشار الألماني الجديد أولاف شولتش الذي سيقوم بزيارة دولية هي الأولى له لباريس الجمعة.
ويسافر إيمانويل ماكرون الإثنين إلى المجر للقاء رئيس الوزراء القومي فيكتور أوربان قبل القمة الأوروبية يومي 16 و17 ديسمبر/ كانون الأول.
وأعد الرئيس مؤتمره الصحافي بالتشاور مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي: رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الإثنين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الذي تناول الغداء معه الخميس.