تعادلان وعشرة أهداف.. ليلة مثيرة صنعها الكبار في دوري أبطال أوروبا
شهدت انطلاقة الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا ليلة أمس الثلاثاء، غزارة بالأهداف في مباراتين جمعتا ريال مدريد ومانشستر سيتي من جهة، وأرسنال مع بايرن ميونخ من جهة أخرى، حيث انتهى اللقاءان بالتعادل.
فعلى ملعب سانتياغو برنابيو بإسبانيا، تبادل ريال وسيتي التقدم في النتيجة قبل أن يتعادلا 3-3 في مباراة الذهاب، جيث سيقام لقاء الإياب على ملعب سيتي، حامل اللقب، يوم 17 أبريل/ نيسان الجاري.
وسيتجه ريال مدريد لملعب الاتحاد بذكريات سيئة، بعدما خسر 4-صفر في إياب قبل نهائي العام الماضي، ليواصل فريق المدرب بيب غوارديولا مشواره ويفوز باللقب القاري للمرة الأولى.
وقال الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال لشبكة "بي.إن سبورتس": "كنا نريد الفوز بالتأكيد. المباراة كانت متكافئة، سيطرنا على المباراة بشكل جيد. أشعر بالرضا لأننا ظهرنا بشكل جيد بالكرة ودونها". وتابع: "مباراة العودة ستكون متكافئة لو لعبنا بهذه الطريقة. لقد تعملنا من درس الموسم الماضي".
سير المباراة
وأحرز برناردو سيلفا هدفًا مبكرًا لسيتي من ركلة حرة ماكرة، بعدما أطلق تسديدة منخفضة غيرت مسارها، ومرت بجوار الحائط البشري واستقرت في الزاوية الضيقة للحارس أندري لونين. وكان أوريلين تشواميني لاعب ريال مدريد المتسبب في المخالفة، بعد إعاقة جاك غريليش قبل مرور أول دقيقة من المباراة، ليحصل على بطاقة صفراء ويغيب عن مباراة الإياب للإيقاف.
وعاد صاحب الأرض بهدفين في غضون دقيقتين ليشتعل حماس الجماهير التي اكتست باللون الأبيض في المدرجات، بعد أن اصطدمت تسديدة إدواردو كامافينغا في الدقيقة 12 من مدى بعيد في قدم المدافع روبن دياز ليسجل بالخطأ في مرماه، بعد أن خدعت الحارس ستيفن أورتيغا.
وجعل رودريغو النتيجة 2-1 من هجمة مرتدة بعد تمريرة من فينيسيوس جونيور، لينفرد اللاعب البرازيلي بالمرمى ويطلق تسديدة منخفضة بدلت اتجاهها بعدما اصطدمت بقدم مانويل أكانجي.
وصرح رودريغو لاعب ريال لمحطة (موفيستار بلس) بالقول: "أردنا الفوز وأن نمتلك الأفضلية في مباراة الإياب، لكننا استقبلنا أهدافًا كان علينا تجنبها، لقد احتجنا للتحكم في المباراة لكننا فشلنا في ذلك. المواجهة لا تزال مفتوحة على كل الاحتمالات. وسنذهب إلى هناك للاستفادة القصوى من الفرص التي سنصنعها".
وأهدر ريال مدريد عدة فرص في الشوط الثاني ليستغل سيتي الأمر، ويدرك فيل فودن التعادل بتسديدة قوية من حافة المنطقة بالدقيقة 66. واستمر زخم سيتي وبعد سلسلة من التمريرات أطلق المدافع يوسكو غفارديول تسديدة قوية بعدها بخمس دقائق ليجعل النتيجة 3-2.
لكن فيدريكو فالفيردي رفض خسارة فريقه فأطلق تسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء بعد تمريرة عرضية من فينيسيوس الذي قدم تمريرته الحاسمة الثانية في المباراة.
خبرة بايرن ميونخ
وعلى استاد الإمارات في شمال لندن، انتزع بايرن ميونخ الألماني تعادلًا ثمينا، بنتيجة 2-2 من مضيفه أرسنال الإنكليزي، ما يمنحه أفضلية نسبية لبلوغ الدور نصف النهائي، عندما يستضيف مباراة الإياب على ملعبه الأسبوع المقبل.
وافتتح بوكايو ساكا التسجيل لأرسنال (12) ورد بايرن بهدفين عن طريق سيرج غنابري (18)، وهاري كين (32 من ركلة جزاء)، قبل أن يدرك البديل البلجيكي لياندرو تروسار التعادل لارسنال (76).
وخاض العملاق البافاري المباراة في غياب أنصاره بسبب قرار الاتحاد الأوروبي للعبة بمعاقبته على رمي جمهوره مقذوفات نارية، خلال مباراته ضد لازيو الإيطالي على ملعب اليانز ارينا في إياب ثمن النهائي.
ورغم أدائه المحلي، دخل بايرن المباراة ساعيًا لاستغلال خبرته الأوروبية الواسعة، وسمعته في البطولة العريقة التي فاز بها ست مرات، أما أرسنال فيعد الوصول لنهائي بطولة 2006 أفضل إنجاز له في تاريخ البطولة.
ويأتي تعادل بايرن بعد انتقادات يتعرض لها لتراجعه محليًا، إذ يتأخر بفارق 16 نقطة عن باير ليفركوزن متصدر الدوري الألماني، وخرج من كأس ألمانيا على يد فريق ساربروكن المنتمي للدرجة الثالثة، بينما يتصدر أرسنال الدوري الإنكليزي الممتاز بفارق الأهداف عن ليفربول.
كين وشباك لندن
وعاد العملاق هاري كين مهاجم بايرن إلى شمال لندن ليسجل هدفًا معتادًا في مرمى أرسنال، إذ سجل لاعب توتنهام هوتسبير السابق، والذي غالبًا ما كان يتألق في قمة شمال لندن، من ركلة جزاء.
وقال كين: "لم تكن مباراة سهلة. أرسنال فريق جيد جدًا. يتصدرون الدوري الممتاز حاليًا، ونحن كافحنا في بعض الفترات لكنها نتيجة جيدة، ونأمل أن نتمكن من إحداث الفارق على أرضنا".
وكما كان متوقعًا، فإن المهاجم الذي سجل رقمًا قياسيًا بلغ 14 هدفًا لتوتنهام في مباريات قمة شمال لندن، كان يتعرض لصيحات استهجان في كل مرة يلمس فيها الكرة، على الرغم من أن قائد منتخب إنكلترا لم يشارك تقريبًا في الهجمات الأولى.
وقال ميكل أرتيتا مدرب أرسنال، عقب المباراة في تصريحات نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): "تركنا لهم مساحات لكن حتى عندما كانت النتيجة 2-1 حاولنا استعادة الإيقاع. تحلينا بالهدوء ولم نتسرع وكان للتغييرات تأثيرها الكبير على المباراة".
وأظهر بايرن خبرته الأوروبية في الشوط الثاني، حيث امتص بعض ضغط أرسنال بينما بدا خطيرًا في الهجمات المرتدة.
وكاد البديل كينغسلي كومان أن يحسم النتيجة لبايرن قرب النهاية بتسديدة من مسافة قريبة ارتطمت بالقائم.
وقال توماس توخيل مدرب بايرن: "تعادلنا والمسألة باتت واضحة، الفائز فقط يتقدم، نحن بحاجة إلى نفس التفاني والحماس والجودة التي كانت لدينا الليلة لتجاوز هذه العقبة".