تناولت صحف عالمية اليوم الإثنين تطورات الحرب الإسرائيلية على غزة ومسار المفاوضات بشأن الهدنة وتبادل الأسرى.
ففي صحيفة "بلومبيرغ"، تناول مقال المساعي الدَّولية لمنع إسرائيل من اجتياح رفح، وجاء فيه: "جولة أنتوني بلينكن الحالية في الشرق الأوسط قد تمثل الفرصة الأخيرة لإقناع إسرائيل بعدم شن هجوم بري على المدينة".
وأضاف الموقع أنّ الهجوم الإسرائيليّ على رفح "يمكن أن يطيل أمد الصراع، ويهدد آمال الرئيس الأميركي جو بايدن في إقناع الدول العربية بالمساعدة في إعادة البناء بعد الحرب".
وتابع أنّ الضغوط على حكومة نتنياهو ليست خارجية فقط، إذ تتزايد المطالب في الشارع الداخلي لوقف الحرب وإعادة المحتجزين في القطاع.
ويؤكّد المقال أن مجال المناورة المتاح لنتنياهو محدود لأنه يترأس الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، التي يهدد بعض أعضائها بإسقاط حكومته في حال وقف إطلاق النار.
"تأجيل" اجتياح رفح يبدو "متاحًا"
وفي صحيفة "فايننشال تايمز" تحدث مقال عن مراوغة إسرائيل بخصوص إمكانية عدم اجتياح رفح، وفيه أنه على الرغم من بدء إسرائيل الاستعدادات لإجلاء المدنيين من مدينة رفح، "فإنّ خيار تأجيل الاجتياح يبدو متاحًا في حال التوصُّل إلى صفقة لإخراج المحتجزين".
وأضافت الصحيفة أنّه مع ذلك، فإن الحكومة الإسرائيلية ترى أن أيّ اتّفاق يحدّ من فكرة القضاء على حماس بشكل كامل يُعد مرفوضًا لدى الأوساط السياسية.
وتابعت أن "إسرائيل قد تبدو وكأنها تبدي مرونة في المفاوضات الأخيرة، لكنها لم توافق على إنهاء الحرب أو سحب كامل قواتها من القطاع".
وختمت أنَّه حتى في البيت الأبيض، فإن الشكوك في قدرة إسرائيل على حماية المدنيين قبل اجتياحِ رفح، تتصاعد في الآونة الأخيرة.
تزايد المساعي الدبلوماسية لوقف إطلاق النار
أمّا في صحيفة "نيويورك تايمز" فناقش الكاتبان إدوارد وونغ وإيزابيل كيرشنير جهود التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وقالا إنَّ المساعي الدبلوماسية تتزايد لمنع اجتياح رفح بالتزامن مع ضغوط دوليّة متزايدة وإجراءات محتملة من جانب المحكمة الجنائية الدّولية على القادة الإسرائيليين.
وأضافا أنّ بلينكن في الرياض ويخطّط للسفر إلى الأردن وإسرائيل بحثًا عن اتفاق، بينما تجري مصر مشاورات مع إسرائيل وتدفع باقتراح لصفقة على مرحلتين، ولا سيما أن قطر ومصر اقترحتا إطلاق سراح المحتجزين على مراحل بدءًا من الأفراد الأكثر ضعفًا، بهدف إنهاء الأعمال العدائية وتأمين اتفاق سلام شامل.
وختما بالقول إنَّ الرئيس بايدن أكّد في اتصال ثان مع بنيامين نتنياهو ضرورة الحدّ من الخسائر البشرية وتحسين تدفُّق المواد الغذائية والإمدادات الإنسانية.
غزة "المنكوبة"
وفي صحيفة "وول ستريت جورنال"، كتبت مارغريتا ستانكاتي عن غزة المنكوبة وصعوبة إحصاء ضحايا العدوان، وفيه أن السلطات الصحية في القطاعِ منهكة تمامًا ولم تعد قادرة على إحصاء ضحايا الحرب بسبب انهيار القطاعِ الطبي وخدمات الطوارئ.
وأضافت أنَّ قلة الآلات وعدم توفُّر الوقود يجبران عمال الإنقاذ على استخدام الأيدي والمجارف، والأولوية لإنقاذ الأحياء.
وتابعت: "السلطات الصحية تعتمد الآن على طرق بديلة للتوثيق، مثل شهادات الأقارب وتقارير وسائل الإعلام ومقاطع فيديو لآثار الغارات، وأن الأرقام المعلنة ربما تكون أقلّ بكثير من الواقع. ولا سيما أن التحقق من عدد الضحايا لتوثيقه لدى المفوضية السامية لحقوق الإنسان يتطلب مصدرين يكونان عادة وثيقة من مستشفى أو مشرحة وشهادة من أفراد الأسرة.