الجمعة 3 مايو / مايو 2024

الكاميرا الهاتكة للسَّتر

الكاميرا الهاتكة للسَّتر

Changed

تناقل مستخدمو شبكات التواصل اسم محمد جودت باعتباره "متحرش المعادي" الذي كشفته كاميرا مراقبة، لكن كم من العدسات المتلصصة سنحتاج لحماية الجميع؟

يظهر الرجل حسن الهندام، ببذلته كاملة، في وسط ما يبدو مدخل بناية قاهرية (في مصر) أو أحد أدوارها. بابتسامة دافئة يشير إلى الطفلة حتى تقترب منه، ويقول شيئاً لا نسمعه. والبنت التي يبدو على مظهرها تواضع الحال، تستجيب، ببراءة تتقدم نحوه. ويحدث كل شيء بسرعة، بشكل يوحى بأن الرجل متمرس في ما يفعله، نراه وهو يدفعها إلى ركن بعيد، ويشرع في انتهاك جسدها بيده. في اللحظة التالية، تظهر امرأة على الشاشة، ويبدو أنها تنهره، فالفيديو بلا صوت ولا نستطيع سماع الحديث الدائر. وفي لحظة المفاجأة تلك، تجرى الطفلة الفزعة إلى الخارج. وتظهر امرأة أخرى، ونرى ما يمكن تصوره كمواجهة وإنكار بين المرأتين والرجل، ثم تشير المرأة الأولى إلى دليل الإدانة، إلى أعلى، حيث الكاميرا التي رصدت كل هذا وسجلته، ويرفع الرجل رأسه محملقاً فيها مباشرة، فنعاين وجهه المستدير وملامحه بوضوح قوي ومقبض. وبعدها يشيح بيده علامه استياء، ويغادر المكان، فليس هناك ما يمنعه.

مجدداً، يثور غضب واسع على الشبكة، والسبب هو المقطع المصوّر. ويتم التعرف بسرعة على هوية الرجل. ولا تتوانى وسائل الإعلام عن تلقف القضية ما يعني تدخل الأمن أيضاً، وفي خلال ساعات يتم إلقاء القبض على الجاني. ولا نعرف إن كان الجهات المعنية تسعى للوصول للطفلة المجني عليها أم لا، أو إن كانت هناك خدمات عامة مؤهلة للتعامل مع الضحايا من عدمه. وكالعادة تتضارب الأخبار، فتنشر وسائل الإعلام تقريراً عن قيام إدارة محل عمل المرأتين بنهرهما بسبب "الشوشرة"، ويعود بعضها لاحقاً لنفيها. أما في الشبكة، فوسط طوفان من إدانة الجاني، يدعو البعض إلى "الستر".

لا يكاد يمر أسبوع في مصر من دون أن تتفجر قضية مشابهة، الموضوع على الأغلب هو الأجساد المؤنثة، بالغات وقاصرات، ودائماً الوسيط هو الصورة. قد تكون الكاميرات التي تقف أمامها النساء طواعية، حجة إتهام ضدهن، أداة للمراقبة والضبط الذاتي وعين مفتوحة على اتساعها للفضيلة الجماعية. لكن، وفي حالتنا تلك، تفضح الكاميرا الستر، وتلعب دوراً معاكساً، هتك الستر، بغية حماية الأجساد بأثر رجعي، بدلاً من قمعها. لكن ربما علينا تذكير أنفسنا بأن المسافة بين الاثنين أقصر كثيراً مما نظن. فكم من العدسات المتلصصة سنحتاج لحماية الجميع؟ فإذا كانت كاميرا المراقبة التي وثقت الاعتداء مثبتة بواسطة مرفق خاص (معمل تحليل)، في المعادي، حي الشرائح العليا من الطبقة الوسطى، فماذا عن النطاقات البعيدة عن خصخصة المراقبة؟ فأن تقع في دائرة حماية الكاميرا، امتياز لا يملكه الجميع بالتساوي.

لقراءة المقال كاملاً على موقع جريدة المدن الالكترونية
المصادر:
المدن

شارك القصة

مجتمع - العالم
قالت الشرطة إن السائق فقد السيطرة على الحافلة عند منعطف فسقطت في وادي يمر به نهر السند - غيتي
قالت الشرطة: إن السائق فقد السيطرة على الحافلة عند منعطف فسقطت في وادٍ يمر به نهر السند - غيتي
شارك
Share

أوضح مسؤول في الشرطة الباكستانية أن السائق فقد السيطرة على الحافلة عند منعطف فسقطت في الوادي الذي يمر به نهر السند.

مجتمع - فلسطين
طالبت منظمات حقوقية دولية بحماية الصحفيين في قطاع غزة
طالبت منظمات حقوقية دولية بحماية الصحفيين في قطاع غزة - غيتي
شارك
Share

نال الصحفيون الفلسطينيون الذين يغطون العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة جائزة حرية الصحافة من منظمة اليونيسكو التي أشادت بشجاعتهم.

مجتمع - الإمارات
أمطار دبي
أغلقت العديد من الشركات أبوابها في مدينة دبي بعد أن نصحت السلطات القطاع الخاص بالعمل عن بُعد- رويترز
شارك
Share

أدى تجدد سقوط الأمطار الغزيرة لتطبيق نظام التعليم عن بُعد في المدارس الحكومية والخاصة في معظم أنحاء الإمارات.

Close