الخميس 2 مايو / مايو 2024

آلاف الحوادث.. الألغام تهدد حياة المدنيين في سوريا

آلاف الحوادث.. الألغام تهدد حياة المدنيين في سوريا

Changed

فقرة ضمن برنامج "شبابيك" تتناول التهديد الذي تشكله الألغام في سوريا (الصورة: غيتي)
سجّلت تقارير الأمم المتحدة ما يزيد على 12 ألف حادثة انفجار لغم أرضي ما بين عامي 2019 و2022 بمعدل 5 حوادث يوميًا.

تضاف صعوبة جديدة إلى أكوام من المصاعب المتراكمة على كاهل أبي محمد؛ حرب وفقر وتشتت وسعي شاق إلى لقمة العيش. وعلى الطريق الذي كان يبيع فيه الحلوى متنقلًا بدراجة هوائية، فقد ساقه بسبب لغم أرضي.

يستذكر أبو محمد أحداث ذلك اليوم. فهو كان يعمل نجارًا في بلدة كفربطنة في الغوطة الشرقية، لكن ورشته دُمرت بالكامل فاضطر لتغيير مهنته كما يضطر الآن للتأقلم مع الوضع الجديد. فقد بات يعمل سائق توصيل بعد أن عدّل شاحنة صغيرة لتتناسب مع إعاقته. ويقول في حديثه إلى "العربي": "أسعى لأكسب لقمة عيشي فقط".

وسجّلت تقارير الأمم المتحدة ما يزيد عن 12 ألف حادثة انفجار لغم أرضي ما بين عامي 2019 و2022، بمعدل 5 حوادث يوميًا في المتوسط.

ومن بين هذه الحوادث حادثة عايشتها المواطنة السورية أم عمر، التي تروي لـ"العربي" كيف انفجر اللغم.

اتفاقية أوتاوا

وتفرض اتفاقية أوتاوا لعام 1997 حظر استخدام وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد. ونصّت على محاكمة كل من يشارك في أنشطة تحظرها المعاهدة. لكن سوريا لم تكن ضمن الدول الموقعة على الاتفاقية.

ويشير رئيس مركز رصد للدراسات الإستراتيجية عبد الله الأسعد إلى أن مناطق الاشتباك التي كانت خطوط التماس من الجنوب في درعا والقنيطرة والغوطة الشرقية والقلمون الغربي والشرقي باتجاه حمص ومناطق إدلب هي أكثر المناطق التي تعاني من الألغام.

ويلفت في حديث إلى "العربي" من اسطنبول، إلى أن هذه المناطق كانت مزروعة بالألغام بالكامل.

تهديد يطال المدنيين

ويوضح الأسعد أن القنابل العنقودية التي كانت تسقط على المنازل لم يتم التعامل معها أو تفكيكها.

ويلفت إلى أن المنظمة الدولية لنزع الألغام هي على اطلاع بما يحيط بالمزارعين الذين يعملون في الحقول، مشيرًا إلى عدد من الحوادث التي طالت عددًا من المزارعين وأودت بحياة عدد منهم.

ويقول: "قضى 124 شخصًا في عام 2022 جراء الألغام التي تسببت بإعاقة عدد كبير من الأشخاص".

كما يلحظ الأسعد أن عددًا كبيرًا من المدارس لم يتم تطهيرها من الألغام ولا زالت تحتوي على عدد من الأجسام الغريبة التي لا تشبه الألغام وبالتالي تهدد حياة الطلاب والعائدين.

ويؤكد الأسعد أن نظام الأسد لا يملك أي معدات لنزع الألغام. ويعتبر أن عدم توقيع سوريا على اتفاقية أوتاوا جعل من أسلحة الهندسة سلاح مشاة أثناء المعارك. 

ويرى أن على المجتمع الدولي أن يشترط تطهير المناطق من الألغام قبل عودة المدنيين إليها.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close