الجمعة 10 مايو / مايو 2024

أبعد من ضربة معنوية لروسيا.. كيف ستؤثر خسارة "موسكفا" على الحرب؟

أبعد من ضربة معنوية لروسيا.. كيف ستؤثر خسارة "موسكفا" على الحرب؟

Changed

"أنا العربي" يرصد غرق السفينة الروسية "موسكفا" (الصورة: غيتي)
تكشف الحادثة عن أوجه القصور في التخطيط الروسي، أو ضعف الدفاعات الجوية أو تراخي إجراءات السلامة والتحكم في الضرر على السفينة الرئيسية في الأسطول الروسي.

يشكّل غرق السفينة الحربية الروسية "موسكفا" خسارة عسكرية هائلة لموسكو، ويطرح تساؤلات حول تداعياته على مجريات الحرب على أوكرانيا المستمرة منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.

وقال الجيش الأوكراني إن قواته أطلقت صواريخ "نبتون" المضادة للسفن على موسكفا، مما ألحق أضرارًا بها وتسبب في غرقها.

بدوره، كشف مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية أن الطراد الروسي أغرق بصاروخين أوكرانيين، مؤكدًا أنها "ضربة قاسية" لروسيا.

لكن موسكو، لم تؤكد تعرض السفينة لهجوم صاروخي، وقالت إن حريقًا اندلع على متن هذا الطراد الذي يبلغ طوله 186 مترًا، متسببًا في تفجير ذخيرة. وقد غرق الطراد بعد ذلك أثناء محاولة جره إلى أقرب ميناء.

 وكانت سفينة "موسكفا" واحدة من أبرز آليات الهجوم الذي كانت موسكو تعول عليها، خاصّة باعتبارها الرائد في أسطول البحر الأسود الروسي. واستُخدمت السفينة، في الغالب، لشنّ هجمات بصواريخ كروز على المراكز اللوجستية والمطارات الأوكرانية.

أبعد من ضربة معنوية

ورجّح خبراء أن يكون لهذه الضربة تأثير على الروح المعنوية لروسيا بشكل عام، والقوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا بشكل خاص، وهي التي تعاني أصلًا ضعفًا من المعنويات نتيجة الخسائر التي تكبّدتها في الحرب.

لكن ماسون كلارك، المحلل في معهد الحرب في الولايات المتحدة، قال إن أهمية هذه الخسارة تتعدى كونها "ضربة للروح المعنوية للروس".

وشرح كلارك، في حديث لقناة "أم أس أن بي سي" الأميركية، أن هذه الخسارة، ورغم أنها "لن تغير مجرى الحملة الروسية المتواصلة"، إلا أنها ستحرم القوات الروسية من دعم لوجستي مهم كانت تعتمد عليه دفاعاتها الجوية ضد ضربات القوات الأوكرانية على طول الساحل.

قصور في التخطيط الروسي

كما تكشف الحادثة عن أوجه القصور في التخطيط الروسي، أو ضعف الدفاعات الجوية أو تراخي إجراءات السلامة والتحكم في الضرر على السفينة الرئيسية في الأسطول الروسي.

وفي هذا الإطار، قال كارل شوستر، ضابط سابق في البحرية الأميركية، لـ"سي ان ان"، إن "الحادث يثير الكثير من التساؤلات حول الكفاءة البحرية للقوات الروسية بعد 10 سنوات من إعلان الرئيس فلاديمير بوتين أنه سيعيد بعث قدرات البحرية الروسية، والروح المعنوية والمهنية".

وأضاف شوستر: أن "الحادث سيؤثر على البحرية الروسية والكبرياء الوطني، على غرار خسارة البحرية الأميركية لسفينة حربية خلال الحرب العالمية الثانية أو حاملة طائرات اليوم".

"دفعة كبيرة" لأوكرانيا

وأجمع المحللون على أنه "بعد الحادث، يتعيّن على البحرية الروسية إعادة التفكير في عملياتها، وربما نقل السفن بعيدًا عن الأراضي الأوكرانية وتعديل دفاعاتها الجوية".

في المقابل، اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الحادثة كانت "بمثابة دفعة كبيرة" لأوكرانيا؛ ليس فقط لجهودها الحربية ولكن أيضًا لصناعة الأسلحة المحلية، حتى مع اعتمادها على الأسلحة التي أرسلها الحلفاء الغربيون.

وقال كبير مستشاري برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية مارك كانسيان للصحيفة: "بالنسبة للأوكرانيين، فهذه نقطة فخر أولًا، وقدرة عسكرية مفيدة لكونهم قادرين على إبقاء الأسطول الروسي في وضع صعب".

بدورها، كتبت داريا كالينيوك، المديرة التنفيذية لمركز مكافحة الفساد في أوكرانيا، على تويتر: "للمرة الأولى، دمرت سفينة حربية بصاروخ مضاد للسفن مصنوع بالكامل في أوكرانيا"، مضيفة أن ما تردّد عن نجاح الضربة يظهر أن أوكرانيا يمكنها التعامل مع أسلحة أكثر تطورًا من الناحية التكنولوجية تقدّمها دول الناتو".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close