الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

أبو الحسن بني صدر.. من مقرّب للخميني إلى رمز للمعارضة في إيران

أبو الحسن بني صدر.. من مقرّب للخميني إلى رمز للمعارضة في إيران

Changed

أول رؤساء إيران بعد الثورة كان أبو الحسن بني صدر
أول رؤساء إيران بعد الثورة أبو الحسن بني صدر (غيتي)
انتخب بني صدر الذي كان أحد المقربين من الخميني رئيسًا لإيران عام 1980، لكن عهده لم يدم أكثر من 17 شهرًا دبت خلالها الخلافات بينه وبين المرشد الإيراني.

توفي أبو الحسن بني صدر أول رئيس لإيران بعد إسقاط حكم الشاه رضا بهلوي عن عمر يناهز 88 عامًا في فرنسا حيث أقام منذ 1984 بعد تنحيته.

وانتخب بني صدر الذي كان أحد المقربين من الإمام روح الله الخميني، رئيسًا للجمهورية الإسلامية في 1980، العام الذي تلا انتصار الثورة الإسلامية بقيادة الخميني. لكن عهد بني صدر لم يدم أكثر من 17 شهرًا دبت خلالها الخلافات بينه وبين الخميني الذي عمد إلى تنحيته من الرئاسة.

وقد ولد الرئيس الإيراني الأسبق في 22 مارس/ آذار 1933 قرب همدان غرب البلاد لعائلة من رجال الدين.

معارضة نظام الشاه

بدأ نشاطه السياسي في سن السابعة عشرة، من خلال "الجبهة الوطنية" بزعامة رئيس الوزراء الراحل محمد مصدق الذي ناضل لاستقلال إيران وتأميم صناعة النفط.

بعد دراسات في علوم الدين والاقتصاد والاجتماع، انضم بني صدر إلى صفوف المعارضين لحكم الشاه، وانتقل إلى باريس عام 1963 بعدما أصبح مطلوبًا للأجهزة الأمنية.

شارك في العاصمة الفرنسية عام 1970 في تأسيس اتحاد معارض للنظام القائم حينها في إيران، ومؤيد لقائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني الذي كان مقيمًا في العراق.

العلاقة مع الخميني

تقرّب من الإمام الراحل بعد انتقال الأخير إلى فرنسا في أكتوبر/ تشرين الأول 1978، ووصفه بأنه كان بمثابة "أب عزيز" له. وكان بني صدر من الشخصيات التي رافقت الخميني في رحلة العودة من باريس إلى طهران في فبراير/ شباط 1979، قبيل إسقاط حكم الشاه.

شغل مناصب عدة في الجمهورية الوليدة، إذ عيّن بداية وزيرًا للاقتصاد وبعدها وزيرًا للخارجية، قبل أن يتم انتخابه أول رئيس لها في 26 يناير/ كانون الثاني 1980 بغالبية كبيرة. وفي السابع من فبراير/ شباط من العام ذاته عيّنه الخميني رئيسًا لمجلس الثورة.

واجه بني صدر تحديات كبيرة منذ بداية حكمه، من أزمة اقتحام السفارة الأميركية في طهران واحتجاز الرهائن، وصولًا إلى الحرب العراقية - الإيرانية التي اندلعت خلال عام توليه الحكم، والأوضاع الاقتصادية للبلاد.

ونتيجة خلافه في وجهات النظر مع الخميني والعديد من رجال الدين المؤثرين المنتمين إلى "خط الإمام" وحزب "جمهوري إسلامي" تمت تنحيته في مجلس الشورى في 21 يونيو/ حزيران 1981 لـ"عدم الأهلية السياسية".

معارضة الخميني

اختار بني صدر بعد التنحي المنفى، وغادر إيران متخفيًا في طائرة عسكرية تم تحويل مسارها من قبل أحد مناصريه. وبعيد وصوله إلى فرنسا، منح اللجوء السياسي.

أطلق في فرنسا مسارًا للمعارضة السياسية للحكم الجديد في إيران، وأسسّ في أغسطس/ آب 1980 "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" بالتعاون مع معارض آخر رافقه في رحلة المنفى هو مسعود رجوي، زعيم منظمة "مجاهدي خلق" التي تصنفها طهران "إرهابية".

لكن بني صدر أنهى ارتباطه بالمجلس ورجوي في أبريل/ نيسان 1984.

ولقيت وفاة الرئيس الأسبق ردود فعل متفاوتة في طهران. ففي حين أوردت وسائل الإعلام الرسمية النبأ، وجهت وسائل محافظة انتقادات للرئيس الراحل الذي اتهمته بالعمل "ضد" مصلحة الجمهورية الإسلامية.

المصادر:
العربي، أ.ف.ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close