قُتل شخصان على الأقل وأُصيب 19 آخرون اليوم الإثنين في الاشتباكات بالعاصمة العراقية بغداد، على ما نقلته وكالة "رويترز" عن مصادر طبية وفي الشرطة العراقية، فيما أفاد مراسل "العربي" بأنّ القوات الأمنية تمكنت من السيطرة على مقر القصر الحكومي وسط بغداد.
يأتي ذلك بعدما دخلت الأزمة السياسية في العراق مرحلة جديدة من التصعيد، مع إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي وإقدام أنصاره المعتصمين منذ أسابيع في المنطقة الخضراء على اقتحام مقر القصر الحكومي.
إطلاق أعيرة نارية في المنطقة الخضراء وسط #بغداد 👇#العراق pic.twitter.com/nwa0JKBVD1
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 29, 2022
على الأثر، فرضت قيادة العمليات المشتركة بالعراق حظر تجوال شامل في العاصمة، دعت قبله المتظاهرين إلى إخلاء المنطقة الخضراء وسط العاصمة.
غير أن مراسل "العربي" أفاد بسقوط عدد من الجرحى بعد إطلاق أعيرة نارية في العاصمة العراقية بغداد.
وأشارت "رويترز" إلى أن العشرات من الشبان الموالين لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اشتبكوا مع أنصار "جماعات مدعومة من إيران" خارج المنطقة الخضراء، بوسط بغداد وتبادلوا الرشق بالحجارة.
اجتماع للقيادات الأمنية
من جهته، أفاد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بأن الأخير ترأس اجتماعًا طارئًا للقيادات الأمنية بمقر العمليات المشتركة لمناقشة الأحداث الأخيرة ودخول المتظاهرين إلى المؤسسات الحكومية.
ووفق مكتبه الإعلامي، دعا الكاظمي المتظاهرين إلى "الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء، وعدم إرباك الوضع العام في البلاد، وتعريض السلم المجتمعي إلى الخطر".
وجدد الكاظمي "توجيهاته للقيادات الأمنية بالالتزام التام بالتعليمات السابقة فيما يخص حماية أرواح المتظاهرين، والحفاظ أيضًا على الممتلكات العامة والخاصة، ومنع التجاوز على المؤسسات الحكومية من قبل أي طرف كان".
دعوة أممية لضبط النفس
في ضوء التطورات، دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي"، المتظاهرين إلى مغادرة المنطقة الخضراء وسط بغداد وإخلاء المباني الحكومية، وحثت على "أقصى درجات ضبط النفس".
وإذ وصفت أحداث اليوم بأنها "تصعيد خطير"، شددت على أنّ مؤسسات الدولة يجب أن تعمل في كل الظروف، داعية إلى احترام الدستور.
ويعتصم أنصار الصدر منذ أسابيع داخل مقر البرلمان في المنطقة الخضراء، فيما يشهد العراق أزمة سياسية خانقة.
فمع مرور أشهر على الانتخابات التشريعية، لا تزال القوى السياسية عاجزة عن الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.
ويطالب التيار الصدري بحلّ البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، في حين يسعى خصومه في الإطار التنسيقي إلى تشكيل حكومة قبل الذهاب إلى انتخابات مبكرة.
وهذا الأمر يرفضه الصدر، الذي اعتبر أنه قدّم تنازلات عديدة، في ظل رفض الطرف الآخر الحوار، معلنًا بدوره الرد بالمثل.