أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق اليوم الإثنين، فرض حظر شامل للتجوال في العاصمة بغداد، على أن يشمل الآليات والمواطنين.
وأضافت القيادة أن "ذلك يبدأ اعتبارًا من الساعة الثالثة والنصف بالتوقيت المحلي (12:30 بتوقيت غرينتش) من ظهر هذا اليوم الإثنين".
وجاء هذا القرار، بعد دخول مناصري التيار الصدري المنطقة الخضراء بالعاصمة العراقية بغداد واقتحامهم القصر الحكومي لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي"، حسبما أفاد مراسل "العربي".
وأوضح المراسل أن العشرات من أنصار التيار الصدري اقتحموا أيضًا القصر الجمهوري في المنطقة الخضراء ببغداد.
وفي السياق نفسه، قرر مجلس الوزراء العراقي "تعليق جلساته بعد دخول متظاهرين إلى القصر الحكومي"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مكتب رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي.
اعتزال الصدر
وأتت هذه التحركات، بعد إعلان زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، اعتزاله العمل السياسي وعدم التدخل في الشؤون السياسية بشكل نهائي وإغلاق المؤسسات التابعة له كافة.
وكان زعيم التيار الصدري قد اقترح، السبت، تنحي جميع الأحزاب السياسية لوضع حد للأزمة في البلاد، حسب بيان نقله عنه صالح محمد العراقي المعروف بـ"وزير الصدر".
#الان من داخل القصر الجمهوري (قصر السلام)#ثوره_عاشوراء#المنطقة_الخضراء pic.twitter.com/kVshjsJs8H
— الزعيم العراقي (@HZSPbHTfuU2PYlO) August 29, 2022
بدورها، دعت قيادة العمليات المشتركة المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من داخل المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد.
وقال بيان للعمليات المشتركة: إن "القوات الأمنية تدعو المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من داخل المنطقة الخضراء". وأكد البيان أن القيادة "التزمت أعلى درجات ضبط النفس والتعامل الأخوي لمنع التصادم أو إراقة الدم العراقي".
وأضاف البيان أن "القوات الأمنية مسؤوليتها حماية المؤسسات الحكومية والبعثات الدولية والأملاك العامة والخاصة"، مشيرًا إلى أن "التعاطي مع التظاهرات السلمية يتم من خلال الدستور والقوانين".
وأكد أن "القوات الأمنية ستقوم بواجبها في حماية الأمن والاستقرار".
فوضى في المنطقة الخضراء
وأفاد مراسل "العربي" أن اللجنة المنظمة لتظاهرات أنصار الصدر أعلنت انتهاء عملها وانتهاء العمل السلمي عقب إعلان الصدر الاعتزال.
وأشار مراسلنا إلى أن هناك فوضى في المظاهرات الحاصلة في المنطقة الخضراء، وأن العشرات من أنصار التيار الصدري اتجهوا إلى القصور الرئاسية في محاولة لاقتحامها، مشيرًا إلى أن جزءًا ممن كان يعتصم في محيط المنطقة الخضراء تحديدًا في محيط البرلمان قد اتجه إلى الشارع الرئيس الرابط بين الجسر المعلق وبين منطقة الجادرية حيث يعتصم أنصار الإطار التنسيقي في محاولة لإزاحة الحواجز والوصول إلى المربع الرئاسي حيث بعض مقرات الأحزاب، وبعض القصور الرئاسية.
ولفت المراسل إلى أن قوات مكافحة الشغب حالت دون وصول أنصار التيار الصدري، ومنعت اجتياز الحواجز التي وضعت مسبقًا.
وحول دعوة رئاسات العراق إلى الحوار، قال مراسلنا: "لا يوجد بجعبة القيادات السياسية في العراق أي شيء سوى الجلوس على طاولة الحوار".
وحول ما سينتج الأحد عن المحكمة الاتحادية التي قررت النظر بالدعوى المقدمة من التيار الصدري بحل البرلمان، بيّن مراسل أن الصدر يحاول استباق الأمور وسط استشعار مقربين منه، بحسب مصادر "العربي"، أن ترد المحكمة الدعوى المقدّمة.
رئاسات العراق تدعو لوقف التصعيد السياسي وإنهاء الأزمة بالحوار
وفي وقت سابق اليوم الإثنين، دعت رئاسات الجمهورية والبرلمان والوزراء العراقية، الإثنين، إلى التهدئة ووقف التصعيد السياسي لإنهاء أزمة البلاد عن طريق الحوار.
جاء ذلك في بيان صدر عن رئاسة الجمهورية، عقب اجتماع ضم رؤساء الجمهورية برهم صالح، والوزراء مصطفى الكاظمي، ومجلس النواب محمد الحلبوسي، والقضاء الأعلى فائق زيدان لبحث "المستجدات على الساحة الوطنية".
ووفق البيان، فقد أكد الاجتماع أن الحوار البنّاء هو الطريق السليم لإنهاء كل الخلافات الحالية حفاظًا على مقدرات البلاد".
وجدد الاجتماع دعمه لدعوة السيد رئيس مجلس الوزراء عقد جولة جديدة من الحوار الوطني الأسبوع الحالي لبحث ومناقشة الأفكار والمبادرات التي تخص حل الأزمة الحالية، حسب ما جاء في البيان.
وأردف البيان: "نجدد الدعوة للإخوة في التيار الصدري للحضور في جلسة الحوار".
ودعا الاجتماع كل القوى الوطنية إلى تحمل المسؤولية، واعتماد التهدئة على كل المستويات وإيقاف التصعيد السياسي بما يسمح بمناقشة مثمرة للحلول الآنية المطروحة".
