الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

أحزاب سودانية تسعى إلى تصدر المشهد.. ماذا بعد رفع حالة الطوارئ؟

أحزاب سودانية تسعى إلى تصدر المشهد.. ماذا بعد رفع حالة الطوارئ؟

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تسلط الضوء على التطورات السودانية في ضوء رفع حالة الطوارئ (الصورة: رويترز)
يواصل الشارع السوداني احتجاجاته المنددة بالانقلاب العسكري الذي نفذه الجيش في أكتوبر الماضي، رغم الإعلان عن رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.

يرسم الحزب الشيوعي السوداني ملامح تحالف جديد يصفه البعض بأنه "حاضنة يسارية للمعارضة"، حيث التقى وفده قادة الحركة الشعبية وجيش تحرير السودان.

يأتي ذلك فيما لا يزال الشارع السوداني يواصل تحركاته المنددة بالانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على الرغم من رفع حالة الطوارئ والإعلان عن إطلاق سراح معتقلين سياسيين.

كتلة سياسية معارضة

ويسعى الشيوعيون، الذين فارقوا رفاقهم في الوثيقة الدستورية منذ عمل حكومة رئيس الوزراء المستقيل عبدالله حمدوك؛ إلى تكوين كتلة معارضة لما سموه بـ"الهبوط الناعم"، رافضين أيّ مشاركة للعسكريين والأحزاب التي والت عمر حسن البشير خلال حكمه.

ويؤكد الناطق الرسمي باسم الحزب كمال كرار أنّ تحركاتهم السياسية تهدف إلى تشكيل قوى سياسية موحدة من أجل هزيمة الانقلاب، لافتًا إلى التمسك باللاءات الثلاث "لا تفاوض ولا شراكة ولا مساومة".

ويتكتل اليمين السوداني في ما عُرف بـ"التيار الإسلامي العريض" الذي جمع أحزابًا يمينية وأخرى كانت جزءًا من حكومة البشير، رافضين ما سموه بـ"التدخل الأممي" في الشأن السوداني. لكن هؤلاء يواجهون "انشقاقات وخلافات داخلية مكتومة"، بحسب ما يرى الصحفي السوداني معتصم عبد الغفار.

أمّا في الضفة الأخرى، فتواجه أحزاب الحرية والتغيير ضغطًا شعبيًا متزايدًا لرفض الشراكة مع العسكريين، حيث يشير قادتها في مناسبات عدة إلى إمكانية ذلك، لتبقى في خانة الباحث عن التهدئة وفق شروط تحاول فيها استمالة الشارع عبر تصريحات تطالب بإطلاق سراح المعتقلين ورفع الطوارئ وتهيئة المناخ للتفاوض.

"تصحيح المسار الديمقراطي"

ميدانيًا، خرج المئات من السودانيين في مدينة ودمدني بولاية الجزيرة استجابة لدعوات تنسيقيات لجان المقاومة، مطالبين بالقصاص من قتلة المتظاهرين وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الذين لم يفرج عنهم بعد قرار رفع حالة الطوارئ.

وكان رئيس مجلس السيادة السوداني قد أعلن، الأحد الماضي، عن رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين، ضمن قرار يهدف إلى تهيئة المناخ السياسي وتنقية الأجواء وتعزيز الثقة قبل مفاوضات ضمن مبادرة الآلية الثلاثية.

وتعليقًا على التطورات الأخيرة، يرى الباحث السياسي في أكاديمية الأمن العليا بدر الدين حسن أنّ ما قام به الجيش في 25 أكتوبر/ تشرين الأول يعد "تصحيحًا للمسار الديمقراطي" في السودان، الذي كان قد "انحرف" عن مساره، حسب قوله.

احتجاجات السودان - رويترز

"إعلان الحرب"

وعلى الرغم من سقوط ضحايا من المدنيين وعدم تحقيق وعود بالتحقيق في سقوط القتلى، يعتبر حسن في حديث لـ"العربي" من الخرطوم، أن هناك "أعدادًا كثيرة من المتظاهرين ينتمون إلى الجماعات المسلحة"، مشيرًا إلى تسجيل إصابات بين عناصر الشرطة خلال التظاهرات المتواصلة والرافضة للانقلاب العسكري.

ويقول: إنّ "المظاهرات ليست سلمية بل مسلحة، وإن المشاركين فيها يحملون المولوتوف"، بحسب تعبيره.

ويرى أن زيارة سكرتير عام الحزب الشيوعي السوداني وعقده لقاء مع قادة حركة تحرير السودان، كل ذلك يهدف إلى "إعلان الحرب" على الجيش السوداني.

ويعتبر أن الحزب الشيوعي "يقاتل في الجيش السوداني منذ عام 1983"، مجددًا حديثه عن أن المظاهرات المتواصلة "محدودة ولا تدعو إلى التحول الديمقراطي"، حسب قوله.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close