الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

أربعة أيام عمل فقط في الأسبوع.. العالم يختبر تجربة "فريدة وتاريخية"

أربعة أيام عمل فقط في الأسبوع.. العالم يختبر تجربة "فريدة وتاريخية"

Changed

"العربي" يسلط الضوء على أهمية تجربة العمل 4 أيام في الأسبوع (الصورة: تويتر)
تعتمد التجربة على نموذج موحد، وهو 100% من الأجر مقابل 80% من الوقت (ساعات العمل)، مع الالتزام بالحفاظ على إنتاجية عمل بنسبة 100%.

بدأ أكثر من 3300 عامل في 70 شركة بريطانية، بدءًا من الشركات المحلية الصغيرة وصولًا إلى الشركات المالية الكبيرة، أكبر تجربة في العالم لنمط عمل جديد، حيث سيعملون لمدة أربعة أيام في الأسبوع فقط اعتبارًا من اليوم الإثنين، ومن دون خفض رواتبهم

فبعد انتشار جائحة كورونا تغيرت ترتيبات العمل المتعارف عليها وأصبحت فكرة أسبوع العمل لمدة 4 أيام حقيقة واقعة، إذ يرى الخبراء أنه سيفيد العمال وأصحاب العمل، والاقتصاد والمجتمع والبيئة على حد سواء.

وتنظم هذا البرنامج التجريبي المسمى 4 Day Week Global والذي سيمتد لفترة 6 أشهر، منظمة البحث "أوتونومي"، بمشاركة باحثين من جامعة كامبريدج وجامعة أكسفورد وكلية بوسطن.

وتعتمد التجربة على نموذج موحد بين كل الشركات، وهو 100% من الأجر مقابل 80% من الوقت (ساعات العمل)، مع الالتزام بالحفاظ على إنتاجية عمل بنسبة 100%.

في هذا السياق، يشرح جو أوكونور الرئيس التنفيذي لمجموعة Day Week Global 4: "مع خروجنا من الجائحة، تدرك المزيد من الشركات أن الأبعاد الجديدة للمنافسة هي جودة حياة الموظفين، وأن العمل لساعات مخفضة والتركيز على الإنتاج هو الوسيلة لمنحهم ميزة تنافسية".

أما بعض أبرز القطاعات المشاركة في هذه التجربة فهي: التعليم، والاستشارات في مكان العمل، والإسكان، والعناية بالبشرة، وخدمات البناء والتشييد، والأغذية والمشروبات، والتسويق الرقمي بحسب "الغارديان".

قوة عاملة أكثر سعادة

وسيعمل الباحثون مع كل شركة ومنظمة مشاركة لقياس تأثير هذا النموذج الجديد على الإنتاجية في الأعمال ورفاهية العاملين فيها، وكذلك التأثير على البيئة والمساواة بين الجنسين.

كما من المقرر أن تبدأ تجارب مشابهة مدعومة من الحكومات في وقت لاحق من هذا العام في إسبانيا وإسكتلندا.

بدورها، وصفت جولييت شور أستاذة علم الاجتماع في كلية بوسطن والباحثة رائدة في البرنامج التجريبي هذا المشروع بأنه "تجربة تاريخية". وقالت: "سنحلل كيفية استجابة الموظفين لقضاء يوم عطلة إضافي، من حيث الإجهاد والإرهاق، والرضا عن العمل والحياة، والصحة، والنوم، والطاقة، والسفر، والعديد من الجوانب الأخرى للحياة".

وعن تجربته، قال إد سيغل الرئيس التنفيذي لمصرف "شاريتي بانك" إنه فخور بكونه واحدًا من أوائل البنوك في المملكة المتحدة التي تتبنى أسبوع العمل لمدة أربعة أيام.

وأردف: "لقد كنا منذ فترة طويلة نناصر العمل المرن، لكن الوباء حرك حقًا الأهداف في هذا الصدد. بالنسبة للبنك، يبدو الانتقال إلى أسبوع عمل من أربعة أيام خطوة طبيعية".

كما يرى سيغل أنه "لم يعد مفهوم أسبوع العمل لمدة خمسة أيام من القرن العشرين، هو الأنسب لأعمال القرن الحادي والعشرين. نحن نؤمن إيمانًا راسخًا بأن أسبوعًا من أربعة أيام من دون تغيير في الراتب أو المزايا سيخلق قوة عاملة أكثر سعادة وسيكون له تأثير إيجابي مماثل على إنتاجية الأعمال وتجربة العملاء".

اقتصاد عالمي جديد

وعقب الإعلان عن هذا المشروع لأول مرة في يناير/ كانون الثاني الفائت، تحدّثت المدربة الاجتماعية ريم عبدلله العيدان لـ"العربي" عن تأثير العمل لأربعة أيام فقط في الأسبوع على إنتاجية الموظفين وصحتهم النفسية.

وأكّدت العيدان من الكويت، أن الاعتقاد بأن العمل لمدّة أطول ينتج نسبة أرباح أكبر هو "اعتقاد خاطئ"، فبعد اختبار "الاقتصاد الجديد المرن" بسبب الجائحة أصبح الوعي لدى المسؤولين والشركات أكبر بأن تقليص عدد ساعات العمل يرفع من إنتاجية الموظف.

ورأت الاختصاصية أن أخذ الحالة النفسية للموظفين بعين الاعتبار يعبّر عن تفكير سليم، إذ إن الراحة النفسية للعامل تساعده على إنجاز مهامه بشكل سليم وهو ما سيصب في صالح الشركة بنهاية المطاف.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close