الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

أزمة الناقلة صافر.. الأمم المتحدة تحذّر من تسرب نفطي مدمر بحال عدم التحرك

أزمة الناقلة صافر.. الأمم المتحدة تحذّر من تسرب نفطي مدمر بحال عدم التحرك

Changed

فقرة أرشيفية عن توجّه الناقلة البديلة لـ"صافر" نحو البحر الأحمر (الصورة: الأمم المتحدة)
تعيّن على الأمم المتحدة شراء ناقلة عملاقة من أجل نقل النفط من صافر في إطار عملية من المقرر أن تبدأ في غضون أقل من أسبوعين.

بعد يومين من إبداء الأمم المتحدة استعدادها لبدء عمليات إنقاذ ناقلة النفط "صافر" العالقة قبالة سواحل اليمن، والمحمّلة بأكثر من مليون برميل من الخام، أكد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر، أن الناقلة تحمل "مخاطر واضحة"، محذرًا من أن عدم التحرّك حيالها قد يؤدي إلى تسرب نفطي مدمر.

وقال شتاينر الذي تتولى وكالته عملية إنقاذ الناقلة "صافر" منذ الثلاثاء الماضي: "إذا حدث أمر ما بشكل خطأ، فبالتأكيد ستُطرح العديد من الأسئلة"، لكنه شدد على أن "التخلي عنها ليس خيارًا".

وتحمل الناقلة التي بُنيت قبل 47 عامًا كمية نفط تتجاوز بأربع مرّات تلك التي تسرّبت في كارثة "إكسون فالديز" قبالة ألاسكا عام 1989، والتي كانت من بين أسوأ الكوارث البيئية في العالم.

ولم تخضع صافر لأعمال صيانة منذ اندلعت الحرب الأهلية في اليمن عام 2015 إذ هُجرت قبالة ميناء الحُديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين والذي يعد بوابة رئيسية للشحنات القادمة إلى البلد الذي يعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية.

ناقلة النفط "صافر" قنبلة موقوتة

ويمكن لتنظيف التسرب الذي "يُنظر إليه بشكل متزايد على أنه خطر لا يمكن تجنبه" أن يكلف مبلغًا يصل إلى 20 مليار دولار، فضلًا عن الثمن البيئي والبشري فيما تتفاوض الأمم المتحدة مع مجموعة تأمين من أجل العملية. في الأثناء، ما زالت صافر بمثابة قنبلة موقوتة.

ولن تنتهي العملية إلا لدى قطر صافر إلى ورشة خردة، لكن بينما يشكّل محتوى السفينة خطرًا كبيرًا في الوقت الحالي، إلا أنه من الممكن بأن يأتي بمكاسب كبيرة.

وتعيّن على الأمم المتحدة شراء ناقلة عملاقة من أجل نقل النفط من صافر في إطار عملية من المقرر أن تبدأ في غضون أقل من أسبوعين. وستضخ شركة سميت سالفدج (SMIT Salvage) النفط من صافر إلى السفينة نوتيكا (Nautica) المملوكة للأمم المتحدة قبل أن تقوم بقطر الناقلة الفارغة.

وذكر شتاينر أن أولى الصور التي أُرسلت من الموقع هذا الأسبوع أظهرت "ناقلة قديمة تعاني من الصدأ".

خشية من انفجار السفينة

ولم يجد الخبراء الذين صعدوا على متن السفينة أمس الأربعاء "أي أمر غير متوقع" رغم أن المسؤولين عن العملية ما زالوا بانتظار تقييم كامل.

وقال شتاينر: إن "السيناريو الأكثر كارثية قد يتمثل بانفجار السفينة أو انهيارها، ما من شأنه أن يتطور إلى تسرب نفطي كبير".

وستتثمل إحدى أولى الخطوات بتأمين السفينة التي توقف عمل الأنظمة على متنها.

ومن ثم سيتعيّن على سميت سالفدج SMIT Salvage "ضخ غاز خامل في الخزانات يخفض بشكل كبير خطر وقوع انفجار أو حريق"

لكن الأمم المتحدة تستعد للأسوأ مع "خطة طوارئ تتجاوز بكثير موقع صافر" وعليها أخذ المخاطر التي تشكلها الألغام على اليابسة في عين الاعتبار.

وإضافة إلى مجموعة التأمين، اضطرت الأمم المتحدة للاستعانة بمجموعة من المحامين والخبراء، إضافة إلى طرفي النزاع في اليمن، للتوصل إلى اتفاق يتيح تفريغ شحنة صافر بأمان.

خشية من الرواسب

لكن الهيئة الدولية ما زالت بحاجة إلى 29 مليون دولار من أجل العملية التي تقدّر كلفتها بأكثر من 140 مليون دولار.

وحتى وإن تم ضخ النفط في عملية يمكن أن تُستكمل بحلول مطلع أو منتصف يوليو/ تموز القادم، لن ينتهي الخطر تمامًا بالنسبة لشتاينر.

ولا يفيد الضخ إلا في إخراج النفط السائل، لكن "على مدى السنوات، تتشكّل رواسب من نوع ما في أسفل الخزانات" يستدعي تنظيفها الاستعانة بفريق متخصص من سميت سالفدج SMIT Salvage، على حد قوله.

وتابع شتاينر: "لا يمكن الاستهانة بأهمية هذه الرواسب فيما يتعلق بتأثيرها المحتمل على التنوع البيولوجي البحري" أو صحة الشعب اليمني.

وقال شتاينر: "قد تكون هناك عائدات كبيرة بعشرات ملايين الدولارات" ما لم يتلوث بمياه البحر أو مواد أخرى، ومضى يقول: إن الأمم المتحدة "ستستمر بالتواصل مع الطرفين على أمل الوصول إلى النتيجة المقنعة للجميع".

وتابع: "يمكن في الحقيقة بيع النفط لتُستخدم عائداته من أجل مساعدة الناس اليائسين في اليمن الذين يكافحون من أجل البقاء".

لكن الطريق ما زال طويلًا قبل وصول موعد تحقيق هذه العائدات إذ يتعيّن على طرفي النزاع في اليمن الاتفاق على كيفية استخدام العائدات المحتملة.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close