الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

أستراليا تغلق سفارتها في كابُل.. ومخاوف من خطوات مماثلة من دول أخرى

أستراليا تغلق سفارتها في كابُل.. ومخاوف من خطوات مماثلة من دول أخرى

Changed

يرى مراقبون أن المقاتلين الإسلاميين المتشددين ينتظرون انتهاء الانسحاب الأميركي قبل شن هجوم كبير
ستضطر السفارات الأجنبية على الأرجح لتغيير طريقة عملها بشكل جذري (أرشيف - غيتي)
حاولت حركة طالبان تهدئة القلق من خلال التشديد على أنها "لن تشكل أي تهديد" للدبلوماسيين وعمال الإغاثة الأجانب، وأنها ستوفر لهم "بيئة آمنة لأنشطتهم".

من المُقرر أن تغلق أستراليا اليوم الجمعة سفارتها في أفغانستان، بسبب مخاوف من الوضع الأمني في العاصمة كابُل، عند انتهاء الانسحاب الجاري للقوات الأميركية من البلاد؛ ما يكشف عن قلق البعثات الأجنبية وموظفيها المحليين من تطور الأحداث في هذا البلد الذي مزقته الحرب.

وستضطر السفارات الأجنبية، على الأرجح، لتغيير طريقة عملها بشكل جذري، مع انتهاء انسحاب 2500 عسكري أميركي ما زالوا موجودين في أفغانستان، بحلول ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، والتي كانت سببًا في الغزو الأميركي وفي أطول حرب يشهدها هذا البلد.

وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، الثلاثاء الماضي، إغلاق السفارة "موقتًا" اعتبارًا من 28 مايو/ أيار "بسبب الانسحاب العسكري الدولي الوشيك من أفغانستان" الذي يوجد "بيئة أمنية غامضة وتزداد غموضًا".

وقال موريسون: "سنستأنف وجودنا الدائم في كابُل عندما تسمح الظروف بذلك".

قلق في صفوف الموظفين الأفغان

ويتصاعد القلق بين آلاف الموظفين الأفغان الذين يعملون في سفارات ويخشون أعمالًا انتقامية من حركة طالبان التي تتهمهم بـ "الخيانة".

ورأى المحلل السياسي الأفغاني سيد ناصر الموسوي أن النموذج الأسترالي يمكن أن يتكرر خلال الأشهر المقبلة. وقال لوكالة "فرانس برس": "الدول الغربية ليست مقتنعة بأن الحكومة الحالية ستتمكن من البقاء".

من جهتها، أكدت السلطات الأفغانية أنها قادرة على منع طالبان من الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح.

وتسيطر حركة طالبان بشكل كامل أو جزئي على آلاف المناطق، وبدأت تطويق العديد من المدن الكبرى في تكتيك مماثل لذاك الذي اتبعته عند استيلائها على السلطة في 1996.

يتخلون عنا

وحاولت حركة طالبان تهدئة القلق من خلال التشديد على أنها "لن تشكل أي تهديد" للدبلوماسيين وعمال الإغاثة الأجانب، وأنها ستوفر لهم "بيئة آمنة لأنشطتهم". 

لكن السفارات والمنظمات غير الحكومية لم تنسَ سلوك الحركة عندما استولت على كابُل في 1996.

فقد اقتحمت الحركة مجمع مباني الأمم المتحدة، حيث اعتقل عناصرها آخر رئيس شيوعي للبلاد نجيب الله أحمد زاي، وقاموا بتعذيبه وقتله. بعد ذلك بعامين، كانت طالبان مسؤولة عن مقتل عشرة دبلوماسيين إيرانيين في قنصليتهم في مزار الشريف، المدينة الكبيرة في شمال البلاد.

وقال أحمد راشد (25 عامًا) وهو موظف في مصرف في كابُل، الجمعة: "إغلاق السفارة الأسترالية ليس خبرًا جيدًا بالنسبة للأفغان". وأضاف: "أخشى أن توقف معظم السفارات والمنظمات غير الحكومية عملياتها في أفغانستان ويتخلون عنا مرة أخرى".

ومع ذلك، عبّر سيد ناصر موسوي عن بعض الأمل. وقال: "أعتقد أن أستراليا لن تغلق سفارتها في أفغانستان إلى الأبد".

وتابع: "عندما تصبح محادثات السلام واضحة بين الحكومة وطالبان، أو ربما توافق الحكومة الحالية على تقاسم السلطة مع طالبان، في هذه الحالة ستعيد أستراليا فتح سفارتها".

خطط لإجلاء الموظفين الأفغان

من جانبها، كتبت صحيفة "ذا تلغراف" البريطانية أن المملكة المتحدة تستعد لإجلاء مئات من موظفي سفارتها مع عائلاتهم، مشيرة إلى رغبتها في ألا تتكرر مأساة سقوط سايغون في 1975 ما أدى إلى عمليات إجلاء فوضوية بمروحية، في إشارة إلى سقوط عاصمة فيتنام الجنوبية.

كما أعلنت الولايات المتحدة أنها تستعد لإجلاء مترجميها الأفغان. وقال رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارك مايلي: "ندرك أن هناك عددًا كبيرًا من الأفغان الذين دعموا الولايات المتحدة والتحالف".

وأضاف: "من المهم جدًا أن نفعل كل ما هو ضروري لضمان حمايتهم، وإذا لزم الأمر لإجلائهم إذا كان هذا ما يريدونه".

وحصل أكثر من 18 ألف أفغاني و45 ألفًا من أفراد أسرهم المباشرة بالفعل على تأشيرات وهاجروا إلى الولايات المتحدة، في إطار برنامج للمترجمين الفوريين وأفراد العمليات الخاصة والذين جازفوا بالعمل مع الولايات المتحدة.

 

المصادر:
العربي، أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close