الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

أسوأ الحوادث الروبوتية في التاريخ.. جراح آلي قتل مريضه

أسوأ الحوادث الروبوتية في التاريخ.. جراح آلي قتل مريضه

Changed

نافذة من "العربي" تلقي الضوء على إصابة لاعب شطرنج في روسيا بسبب الروبوتات (الصورة: غيتي)
أصيب لاعب شطرنج بكسر في إصبعه بسبب روبوت مؤخرًا، لكن الروبوتات تسببت في حوادث أخرى عبر التاريخ كانت مميتة أحيانًا. 

في نهاية الأسبوع الماضي، كسر روبوت يلعب الشطرنج إصبع طفل خلال مباراة في روسيا. وذكرت وسائل إعلام روسية أن الروبوت أمسك بإصبع الصبي البالغ من العمر سبع سنوات في بطولة موسكو المفتوحة الأسبوع الماضي بسبب حركاته السريعة للغاية.

وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، قال سيرجي لازاريف، نائب رئيس الاتحاد الروسي للشطرنج: "إن الطفل انتهك قواعد أمان معينة من خلال اتخاذ خطوة في وقت مبكر جدًا".

وأوضح لازاريف إنه تم استئجار الآلة للعديد من الأحداث السابقة دون أي مشاكل، وأن الحادث كان "حالة نادرة للغاية".

وقال كريستوفر أتكيسون، خبير الروبوتات في جامعة كارنيجي ميلون لموقع "مايل أونلاين": "تتمتع الروبوتات باستشعار محدود وبالتالي فهي محدودة الوعي بما يجري من حولها".

وأضاف: "أظن أن روبوت الشطرنج لم يكن لديه آذان، وأن نظام الرؤية الخاص به كان أعمى عن أي شيء آخر غير ألواح وقطع الشطرنج".

من يتحمل المسؤولية؟

وفي هذا الإطار، قال خالد غديرة، رئيس الجمعية التونسية للذكاء الاصطناعي: إن الربوت يتكون من 4 أجزاء، وهي البرمجية التي تتحكم بكل ما يقوم به، والحاسوب الذي تقع فيه البرمجيات، وآلات الاستشعار والكاميرا، وجزء الميكانيك الذي يسمح له بتحريك جسمه، وبالتالي الخطأ الذي حصل مع الطفل في روسيا نتيجة خلل في إحدى الأجزاء، وقد يكون ناجم من البرمجية أو من آلات الاستشعار.

وأضاف في حديث لـ "العربي" من تونس: إن كل علم جديد له ثمن، لكن لا يوجد قانون يجرم في موضوع الروبوت.

وأشار غديرة، إلى أن جمعية العلوم والثقافة الأممية التي قامت بتوصيات بما يخص تقييم الذكاء الاصطناعي، لفتت النظر إلى مشاكل الروبوت وما ينجم عنه.

واعتبر غديرة، أنه من الضروري تعليم أشخاص كي يكونوا خبراء في الميدان، لكن رغم ذلك لا يمكن تحميل أي شخص مسؤولية أي خطأ يقوم به الربوت.

إصابة عامل صيني

إن إصابة لاعب الشطرنج تعيد إلى الأذهان عددًا من الأحداث المشابهة، والتي أدت إلى إصابات بشرية بسبب الروبوتات، حيث كان بعضها مميتًا.

ففي ديسمبر/ كانون الأول 2018، أصيب عامل صيني يدعى تشو كان يبلغ 49 عامًا بسبب سقوط روبوت فجأة، واخترقت عشرة قضبان فولاذية حادة ذراعه وصدره.

ونجا تشو بأعجوبة بعد أن أزال الجراحون القضبان من جسده وكان في حالة مستقرة، وفقًا لمستشفى شيانغيا في تشانغشا.

حادث سيارة قيادة ذاتية

وفي مارس/ آذار 2018، أصيبت إيلين هيرزبرغ بصدمة قاتلة من قبل نموذج أولي لسيارة ذاتية القيادة من شركة أوبر.

وكانت هيرزبرغ، البالغة 49 عامًا تدفع دراجة عبر طريق في تيمبي بأريزونا، عندما صدمتها السيارة، التي كانت تعمل في وضع القيادة الذاتية مع وجود سائق احتياطي للسلامة البشرية جالسًا في مقعد القيادة.

ووفقًا للتقارير في ذلك الوقت، كانت مهندسة "أوبر" في السيارة، رافائيلا فاسكيز، تشاهد مقاطع الفيديو على هاتفها.

ونقلت هيرزبيرغ إلى المستشفى المحلي حيث توفيت متأثرة بجروحها، وهي أول حالة مسجلة لوفاة أحد المشاة في سيارة ذاتية القيادة.

واتهم فاسكيز لاحقًا بالقتل بسبب الإهمال، بينما اعتبرت "أوبر" غير مسؤولة جنائيًا عن الحادث. وقد أوقفت الشركة اختبارات السيارات ذاتية القيادة عقب الحادث.

سحق عامل "فولكس فاغن"

وفي يونيو/ حزيران 2015، قُتل شاب يبلغ من العمر 22 عامًا بواسطة ذراع آلية في مصنع "فولكس فاغن" في بوناتال بألمانيا.

وكان الهدف من الذراع الروبوتية رفع أجزاء الماكينة، لكنها أمسكت بالرجل وسحقته على لوح معدني كبير.

وأصيب الرجل بجروح بليغة في صدره وتم إنعاشه في مكان الحادث، لكنه توفي متأثرًا بجراحه في المستشفى.

وقال متحدث باسم "فولكس فاغن": "إن الاستنتاجات الأولية تشير إلى أن الخطأ البشري هو السبب وليس عطل في الروبوت، والذي يمكن برمجته لأداء مهام مختلفة في عملية التجميع".

الجراح الروبوت 

وقد سجل حادث بطله ربوت في فبراير/ شباط 2015، حيث خضع ستيفن بيتيت، وهو أب لثلاثة أطفال ومدرس موسيقى متقاعد، لعملية جراحية آلية لمرض الصمام التاجي في مستشفى فريمان، نيوكاسل أبون تاين.

وأجرى الجراح سوكوماران ناير العملية باستخدام الروبوت الجراحي "دا فينشي"، الذي يتكون من وحدة تحكم للجراح وأذرع آلية تفاعلية يتم التحكم فيها من وحدة التحكم.

وتتضمن تفاصيل الإجراء الفاشل الذي استغرق ست ساعات الفريق الجراحي، السيد ناير والجراح المساعد ثاسي بيلاي، وهم يصرخون في بعضهم البعض.

كما أصابت الآلة ممرضة في غرفة العمليات ودمرت غرز المريض، بحسب محكمة "نيوكاسل كورونر".

وكان لدى المريض بيتيت فرصة تصل إلى 99% للعيش لو لم تجر العملية باستخدام روبوت.

أول روبوت في اليابان

كذلك توفي عامل الصيانة الياباني كينجي أورادا في يوليو/ تموز 1981، وذلك أثناء فحص روبوت هيدروليكي معطل في مصنع كاواساكي للصناعات الثقيلة في أكاشي.

وكان أورادا البالغ 37 عامًا، قد قفز فوق حاجز أمان مصمم لإيقاف تشغيل الآلة عند الفتح، ولكن أفيد أنه بدأ تشغيل الروبوت عن طريق الخطأ.

وثبت الرجل من قبل ذراع الروبوت على آلة أخرى قبل أن يتم سحقه بشكل مأساوي حتى الموت. ولم يتمكن عمال المصنع الآخرون من إيقاف الماكينة لأنهم لم يعرفوا كيفية تشغيلها.

وكان أورادا أول إنسان يقتل على يد إنسان آلي في اليابان ولكنه ليس الأول في العالم.

أول شخص يقتله روبوت

أمّا أول شخص يُقتل على يد روبوت فهو روبرت ويليامز، عامل مصنع أميركي، في فلات روك بولاية ميشيغان في يناير/ كانون الثاني 1979.

وقُتل ويليامز، البالغ من العمر 25 عامًا، على الفور عندما صدمته ذراع روبوت صناعي مصمم لاستعادة الأشياء من أرفف التخزين، في رأسه. 

وبقيت جثته في الرف لمدة 30 دقيقة حتى اكتشفها العمال الذين كانوا قلقين من اختفائه، بحسب التقارير.

ونجحت عائلته في رفع دعوى قضائية ضد مصنعي الروبوت "ليتون إنداستريز"، وحصلوا على تعويض قدره 10 ملايين دولار. وخلصت محكمة مقاطعة واين إلى عدم وجود تدابير أمان كافية لمنع وقوع مثل هذا الحادث.

علاقة الذكاء الاصطناعي

وقد وجد باحثون من المعهد الإيطالي للتكنولوجيا في يوليو/ تموز الحالي أنّ العلاقة بين شكل الروبوت المجسّم والسلوك الشبيه بالبشر والميل إلى إسناد الفكر المستقلّ والسلوك المتعمّد إلى الروبوتات لم يتمّ فهمها بها.

وقد يدرك الناس أنّ الروبوتات قادرة على التفكير أو التصرف وفقًا لمعتقداتهم ورغباتهم الخاصة، بدلًا ممّا هم مبرمَجون للقيام به عندما يتفاعلون مع الناس، حيث يبدو أنّ لديهم مشاعر شبيهة بالإنسان، وفقًا للدراسة التي نشرتها جمعية علم النفس الأميركية. 

وقد أوضح الباحث والخبير في الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات زياد صرايرة أن الذكاء الاصطناعي شيء غير ملوس ولا يمكن رؤيته على أرض الواقع مثل الروبوتات.

وقال في حديث سابق إلى "العربي": إن الذكاء الاصطناعي هو عبارة عن برمجيات وأنظمة قادرة على تعليم نفسها بناء على معلومات تاريخية تدخل في خوارزميات".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close