خرج المنتخب المصري، ليلة أمس الأحد، من بطولة كأس الأمم الإفريقية بعد خسارته بركلات الترجيح أمام منتخب الكونغو الديمقراطية 8-7، بعد تعادل إيجابي لكلاهما في الوقتين الأصلي والإضافي من المباراة التي جمعتهما على ملعب لوران بوكو في سان بيدرو بساحل العاج، ضمن الدور الثاني للبطولة.
وسجل "الفراعنة" في هذه البطولة مسيرة لم تشهدها الجماهير المصرية منذ 1992، حيث عجز المنتخب الوطني عن تحقيق أي فوز في رحلته التي قادها المدرب البرتغالي روي فيتوريا. فتعادل في 3 مباريات خلال الدور الأول، قبل أن يخفق أمس أمام نظيره الكونغولي ويودع البطولة.
ودخلت مصر اللقاء للمرة الثانية من دون قائدها ومهاجمها الأبرز، محمد صلاح (31 عامًا)، المصاب في العضلة الخلفية، والذي سافر الأربعاء لتلقي العلاج والتعافي رفقة ناديه ليفربول الإنكليزي، في قرار أثار انتقادات الجماهير. بينما جلس النجم إمام عاشور في المدرجات لتعرضه كذلك لإصابة في التمارين. كما غاب الحارس محمد الشناوي بعد إصابة في الكتف.
بالمقابل، بدا المنتخب الكونغولي الأفضل في غالبية فترات المباراة، حيث عجز كل من محمود حسن "تريزيغيه"، ومن ثم عمر مرموش نجم فرانكفورت الألماني، عن اختراق دفاعات الفريق المنافس. في الوقت نفسه، نجح مصطفى محمد في ترجمة ضربة جزاء في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول إلى هدف، محققًا التعادل للفراعنة ومسجلًا هدفه الرابع في أربع مباريات.
وكانت الكونغو قد تقدمت أولًا عبر لاعب وسط يونغ بويز السويسري ميشاك إيليا (37)، في هفوة دفاعية استغلها لاعبو المنافس، من ضربة تماس، ونفذوها بسرعة لتنعكس الكرة من قدم مدافع مصري وتخدع الحارس محمد أبو جبل.
فيتوريا: نحن حزينون
ووجّه مشجعو المنتخب المصري غضبهم نحو فيتوريا، ملقين عليه مسؤولية الإخفاق في البطولة.
وفي تصريحات لوكالة فرانس برس، قال المدرب البرتغالي: "مسؤولية الجميع تقع على عاتقي، إنها دائمًا على عاتق المدرب". وأضاف: "واجهنا منافسًا كبيرًا جدًا، وكانت المباراة جيدة وصعبة. نحن حزينون جدًا للنتيجة".
وبشأن إمكانية تقديمه استقالته، قال فيتوريا: "هذا ليس الوقت المناسب لاتخاذ القرارات. أحب أن أكون هادئًا".
كان فيتوريا قد أجرى خلال المباراة 5 تبديلات بنزول محمود حمادة وعمر مرموش، وعمر كمال عبد الواحد، ومصطفى فتحي، ومهند لاشين، ولكن ذلك لم يكن كافيًا لمجاراة الطاقة البدنية للخصوم، في ظل نسبة رطوبة عالية خيمت على الأحوال المناخية في ساحل العاج، الذي استضاف النسخة الـ34 من البطولة.
إخفاق "أبو جبل"
ولعب "الفراعنة" بنقص عددي منذ الدقيقة 97، حيث رفع حكم المباراة البطاقة الصفراء الثانية لمحمد حمدي بعد تعمده الخشونة، ليواجه البطاقة الحمراء بعد الإنذار الثاني، ويخرج من الملعب.
وأهدر الهدّاف المصري محمد والمدافع الكونغولي أرتور موسواكا ركلتيهما الترجيحيتين.
وقلب الحارس الملقب "غاباسكي" تألقه الكبير في صدّ ركلات الترجيح في البطولة الماضية، إلى خيبة أمل بعد قراره بالتسديد فيما كان زميله مهند لاشين لم يسدد ركلته بعد.
وأخذ أبو جبل، الذي لم يتصد لأي ضربة ترجيح، الكرة مباشرة وسدد الضربة التاسعة ليطيح بها فوق العارضة، لكن أيضًا بدا أنّ لاشين لم يتحرك مطلقًا من دائرة المنتصف للتسديد. بعد أن أهدر ركلة ترجيح في نهائي أمم إفريقيا 2021 أمام السنغال كلّفت فريقه اللقب، كما لفت أبو جبل الأنظار حين قام بالارتماء إلى يمين المرمى في كل ضربات الترجيح التي سددها لاعبي الكونغو، ولم ينجح في صد أي منها.
انتقادات لاتحاد اللعبة
ولم تقف الانتقادات حد فيتوريا، بل برزت في الوسط الرياضي المصري، مطالبات من كبار اللاعبين السابقين والمدربين، بضرورة إقالة الاتحاد الحالي للعبة بسبب الإخفاقات، وقالت صحيفة "اليوم السابع" المحلية إن جميع فئات المنتخب قد فشلت في عهد الرئيس جمال علام.
وأضافت: "فشل المنتخب الأول في بطولة أمم إفريقيا، وكذلك منتخب الشباب بقيادة محمود جابر لم يعرف طعم الانتصار في بطولة أمم إفريقيا للشباب التي أقيمت في مصر، وخرج من البطولة التي كانت مؤهلة لكأس العالم في إندونيسيا خلال مايو/ أيار المقبل، كما فشل منتخب الناشئين مواليد 2006، ولم يستطع التأهل لبطولة أمم إفريقيا من الأساس وبالتالي كأس العالم".
وتابعت الصحيفة بالقول: "لم يكن الفشل مسيطرًا على منتخبات كرة القدم للرجال فقط، ولكن أيضًا السيدات حيث فشل منتخب السيدات الأول في التأهل لأمم إفريقيا، وخسر أمام السنغال، كما فشل منتخب الناشئات في التأهل لكأس العالم وخسر من الكاميرون".