الجمعة 17 مايو / مايو 2024

أعنف هجوم منذ أشهر.. أيّ أسلحة استخدمتها موسكو في ضرباتها الأخيرة؟

أعنف هجوم منذ أشهر.. أيّ أسلحة استخدمتها موسكو في ضرباتها الأخيرة؟

Changed

نافذة تحليلية عن استخدام القوات الروسية صاروخ "كينجال" في حربها على أوكرانيا (الصورة: اسوشييتد برس)
اختلف هجوم الخميس عن سابقاته من ناحية استخدام عدد أكبر من الصواريخ المتطوّرة التي تفوق سرعة الصوت والتي تعد الأسلحة الأكثر تقدمًا في الترسانة الروسية.

الخميس الماضي، شنّت القوات الروسية أكبر هجمة صاروخية على البنية التحتية الأوكرانية منذ أشهر، حيث أطلقت أكثر من 80 صاروخًا في محاولة للتغلّب على الدفاعات الجوية الأوكرانية وشلّ نظام الطاقة في جارتها.

وعلى الرغم من أن القوات الروسية تشنّ ضربات مماثلة منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلا أن ضربات الخميس اختلفت عن سابقاتها من ناحية استخدام عدد أكبر من الصواريخ المتطوّرة التي تفوق سرعة الصوت والتي تعد الأسلحة الأكثر تقدمًا في الترسانة الروسية.

ومع ذلك، فشلت هذه الضربات في إحداث ضرر دائم لشبكة الطاقة في البلاد، مع قيام طواقم الإصلاح باستعادة إمدادات الطاقة بسرعة إلى معظم المناطق.

ولا تزال الأهداف الدقيقة للضربات الروسية والأضرار الناجمة عنها غير واضحة، حيث حافظت السلطات الأوكرانية على غطاء محكم من السرية بشأن مثل هذه المعلومات لتجنّب إعطاء فكرة لروسيا للتخطيط لهجمات مستقبلية.

ويجادل المسؤولون الغربيون والمحللون العسكريون بأن روسيا تواجه نقصًا متزايدًا في أحدث الأسلحة، مع إنتاج جديد بطيء جدًا لتعويض الكمية المستهلكة منذ بداية الحرب على أوكرانيا.

وفي هذا الإطار، أشارت وزارة الدفاع البريطانية، أمس الجمعة، إلى أن الفترات الفاصلة بين الضربات الصاروخية الروسية قد ازدادت، مرجحة أن "روسيا تحتاج الآن إلى تخزين كميات كبيرة من الصواريخ المنتجة حديثًا، قبل أن تتمكن من توجيه ضربة كبيرة بما يكفي لتطغى على الدفاعات الجوية الأوكرانية بشكل موثوق".

ما هي الأسلحة التي استخدمتها روسيا؟

واستخدمت روسيا في هذه الهجمات، عددا من الطائرات المسيرة من طراز" شاهد"، وصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت من طراز "كينجال" (Kinzhal)، وصواريخ "Kh-22".

وأشار محللون عسكريون إلى أن القوات الروسية استخدمت عددًا كبيرًا من صواريخ "كينجال" في هجوم الخميس مقارنة بالهجمات السابقة.

يتم نقل "كينجال" بواسطة طائرات مقاتلة من طراز "ميغ 31"
يتم نقل صاروخ "كينجال" بواسطة طائرات مقاتلة من طراز "ميغ 31"- اسوشييتد برس

وصاروخ "كينجال" هو من أحدث الأسلحة الروسية وأكثرها تقدمًا. ويقول الجيش الروسي إن مدى الصاروخ البالستي الذي يُطلق من الجو، يصل إلى ألفي كيلومتر، ويطير بعشرة أضعاف سرعة الصوت، مما يجعل من الصعب اعتراضه.

وهذا المزيج من السرعة والرأس الحربي الثقيل يسمح للصاروخ بتدمير الأهداف المحصنة بشدة، مثل المخابئ تحت الأرض أو الأنفاق الجبلية.

ويتم نقل "كينجال" بواسطة طائرات مقاتلة من طراز "ميغ 31" (MiG-31)، بعضها موجود في بيلاروسيا، التي استخدمت روسيا أراضيها كنقطة انطلاق للغزو وحافظت على قواتها وأسلحتها هناك.

ومنذ بداية الحرب، استخدمت القوات الروسية صاروخ "كينجال" باهظ الثمن، لكنها استخدمته هذه المرة ضد الأهداف ذات الأولوية، ما يعكس وفق الخبراء أنها باتت تملك عددًا قليلًا من هذه الصواريخ.

ورأى الخبير العسكري والإستراتيجي ألبير فرحات، في حديث سابق إلى "العربي"، أن السياسة العسكرية الروسية تهدف عبر استخدام صواريخ "كينجال" إلى تقطيع أطراف أوكرانيا.

أطلقت قاذفات ثقيلة من طراز "Tu-22M"، صواريخ من طراز "Kh-22"
أطلقت قاذفات ثقيلة من طراز "Tu-22M"، صواريخ من طراز "Kh-22"- اسوشييتد برس

كما قال الجيش الأوكراني إن الهجمات تضمّنت أيضًا ستة صواريخ أقدم من طراز "Kh-22"، أطلقتها قاذفات ثقيلة من طراز "Tu-22M"، وتطير بسرعة تزيد عن ثلاثة أضعاف سرعة الصوت.

وصاروخ "Kh-22" سلاح ضخم يبلغ مداه 600 كيلومتر، ويعود تاريخه إلى السبعينيات، صمّمه الاتحاد السوفيتي لضرب حاملات الطائرات الأميركية والسفن الحربية الأخرى. يتميّز بسرعة تفوق سرعة الصوت، وقدرته على حمل 630 كيلوغرامًا من المتفجّرات، لكن نظام التوجيه القديم الخاص به قد يجعله غير دقيق للغاية ضد الأهداف الأرضية، مما يزيد من احتمال حدوث أضرار جانبية.

سرعة صواريخ "كاليبر كروز" هي دون سرعة الصوت
سرعة صواريخ "كاليبر كروز" هي دون سرعة الصوت- اسوشييتد بس

كما في الضربات السابقة، أطلقت القوات الروسية صواريخ كروز "Kh-101" الحديثة التي تحملها قاذفات إستراتيجية، وصواريخ "كاليبر كروز" التي أطلقتها السفن الحربية. وبما أن سرعة هذه الصواريخ بعيدة المدى وعالية الدقة، هي دون سرعة الصوت، فقد استطاعت القوات الأوكرانية إسقاطها بنجاح.

ومن العناصر الأساسية الأخرى في الضربات الروسية، صواريخ الدفاع الجوي "أس 300" (S-300) التي تستخدمها روسيا ضد أهداف أرضية على مسافة أصغر نسبيًا من خط المواجهة. وفي حين أن رأسها الحربي صغير نسبيًا، تفتقر الصواريخ إلى مجموعة الأسلحة الأكبر المصمّمة لضرب أهداف أرضية، ويبدو أن لدى روسيا مخزونًا كبيرًا من هذه الصواريخ ولا تستطيع أوكرانيا اعتراضها.

كما استخدمت روسيا بعض الصواريخ الجوية قصيرة المدى التي تطلقها طائرات مقاتلة وطائرات مسيرة إيرانية متفجّرة.

وأوضح المسؤولون والخبراء الأوكرانيون أنه باستخدام أنواع عديدة من الصواريخ والطائرات بدون طيار في هجوم واحد ضخم، تحاول روسيا التغلب على الدفاعات الجوية الأوكرانية.

وفي هذا الإطار، قال المحلل العسكري الأوكراني أوليغ جدانوف، إنه "يصعب على الدفاعات الجوية الأوكرانية التعامل مع هجوم تُطلق فيه مجموعة متنوّعة من الصواريخ الباليستية والعادية إلى جانب طائرات بدون طيار".

وأضاف: "كانت روسيا تبحث عن نقاط ضعف في الدفاعات الجوية الأوكرانية ونجحت جزئيًا في ذلك".

المصادر:
العربي - اسوشييتد برس

شارك القصة

تابع القراءة
Close