أمر القائد الأعلى لأفغانستان وحركة طالبان هبة الله أخوند زاده النساء السبت، بارتداء البرقع في الأماكن العامة، في أحد أكثر القيود صرامة التي تفرض على النساء منذ سيطرة الحركة على الحكم مجددًا العام الماضي.
وجاء في مرسوم صادر عن أخوند زاده كشفت عنه سلطات حركة طالبان أمام الصحافيين في كابل، أنه "ينبغي عليهن وضع التشادري (تسمية أخرى للبرقع) تماشيًا مع التقاليد".
وأضاف المرسوم أن النساء متوسطات العمر، "ينبغي أن يغطين وجوههن باستثناء العينين بما تنص عليه أحكام الشريعة عندما يلتقين رجالًا من غير المحرمين".
وأردف المرسوم أنه "يفضل أن تلازم النساء المنزل" إذا لم يكن لديهن عمل مهم في الخارج. وخلال فترة حكمهما الأولى بين 1996 و2001 فرضت حركة طالبان قيودًا مماثلة على النساء.
#أفغانستان.. #طالبان تفرض ارتداء البرقع على النساء في الأماكن العامة pic.twitter.com/iM13ovcZ08
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 7, 2022
وضع المرأة في أفغانستان
ومنذ تولت السلطة في أغسطس/ آب، فرضت طالبان قيودًا عديدة على النساء والفتيات رغم تعهّدها بحكم أقل تشددًا مقارنة بأول ولاية لها في تسعينيات القرن الماضي.
وكانت الحركة أبلغت شركات الطيران في أفغانستان في مارس/ آذار الماضي، أن النساء لا يمكنهن السفر جوًا سواء في رحلات داخلية أو دولية من دون "محرم"، أي من دون رجل يرافق المرأة له صلة قرابة فيها من الدرجة الأولى.
كما أغلقت طالبان المدارس الثانوية للفتيات في أفغانستان بعد ساعات من إعادة فتحها، مما ولّد حالة من الغضب محليًا ودوليًا.
وفي ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، أعلنت حركة طالبان أنه لن يُسمح للنساء الراغبات في السفر لمسافات طويلة الصعود على متن وسائل النقل، "إلا إذا كن برفقة أحد أقربائهن الذكور".
كما حضت الإرشادات الجديدة الصادرة عن وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، جميع أصحاب المركبات على نقل النساء اللواتي يرتدين الحجاب فحسب.
وأفاد الناطق باسم الوزارة صادق عاكف مهاجر بأنه "يجب ألا يتم عرض نقل النساء اللواتي ينوين السفر إلى مسافات تبلغ أكثر من 72 كلم إلا إذا كن بصحبة أحد أفراد عائلتهن المقرّبين".
والعام الماضي، أصدرت الحركة مرسومًا باسم زعيمها يأمر الحكومة بمنح النساء حقوقهن.
وركز المرسوم على حقوق الزواج والأرامل وينص على أنه "لا يجوز لأحد أن يجبر المرأة على الزواج بالإكراه أو الضغط" وأن للأرملة نصيبًا ثابتًا غير محدد من ميراث زوجها.
وخلال الأشهر السابقة التي قضتها في الحكم، فرضت طالبان قيودًا كثيرة على النساء، إذ منعتهن من مزاولة العديد من الوظائف الحكومية وأجبرتهن على ارتداء أزياء محددة ومنعت انتقالهن من مدينة إلى أخرى من دون مَحرم.