الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

أمل استقبال تبون في باريس.. ماكرون: لست مضطرًا لطلب الصفح من الجزائر

أمل استقبال تبون في باريس.. ماكرون: لست مضطرًا لطلب الصفح من الجزائر

Changed

تقرير من أرشيف "العربي" حول تصريحات ماكرون التي أغضبت الجزائر عام 2021 (الصورة: غيتي- أرشيف)
دعا ماكرون الذي أقر بخطأ في تصريحات سابقة له إلى "تهدئة" التوترات بين الجزائر والمغرب، مستبعدًا نشوب حرب بين الجارين اللّدودين.

في مقابلة جديدة له نشرت أمس الأربعاء، جدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القول إنّه لن يطلب "الصفح" من الجزائريين عن استعمار فرنسا لبلدهم، لكنّه أشار إلى أنه يأمل أن يستقبل نظيره الجزائري عبد المجيد تبون في باريس هذا العام لمواصلة العمل معه على ملف الذاكرة والمصالحة بين البلدين.

وفي مقابلة مطوّلة أجراها معه الكاتب الجزائري كامل داود ونشرتها أسبوعية "لوبوان" الفرنسية، قال ماكرون: "لست مضطرًا لطلب الصفح، هذا ليس الهدف. الكلمة ستقطع كلّ الروابط".

وأوضح الرئيس الفرنسي أنّ "أسوأ ما يمكن أن يحصل هو أن نقول: نحن نعتذر وكلّ منّا يذهب في سبيله"، مشدّدًا على أنّ "عمل الذاكرة والتاريخ ليس جردة حساب، إنّه عكس ذلك تمامًا". وأوضح أنّ عمل الذاكرة والتاريخ "يعني الاعتراف بأنّ في طيّات ذلك أمورًا لا توصف، أمورًا لا تُفهم، أمورًا لا تُبرهَن، أمورًا ربما لا تُغتفر".

ومسألة اعتذار فرنسا عن ماضيها الاستعماري في الجزائر (1830-1962) هي في صميم العلاقات الثنائية والتوتّرات المتكرّرة بين البلدين.

وفي 2020، تلقّت الجزائر بفتور تقريرًا أعدّه المؤرّخ الفرنسي بنجامان ستورا بناء على تكليف من ماكرون، دعا فيه إلى القيام بسلسلة مبادرات من أجل تحقيق المصالحة بين البلدين. وخلا التقرير من أيّ توصية بتقديم اعتذار أو بإبداء الندم، وهو ما تطالب به الجزائر باستمرار.

يسعى ماكرون لطي صفحة القطيعة مع الجزائر و"إعادة بناء" علاقة لا تزال مثقلة بأعباء الماضي - رويترز
يسعى ماكرون لطي صفحة القطيعة مع الجزائر و"إعادة بناء" علاقة لا تزال مثقلة بأعباء الماضي - رويترز

وفي مقابلته، قال الرئيس الفرنسي: "آمل أن يتمكّن الرئيس عبد المجيد تبون من القدوم إلى فرنسا في عام 2023" لمواصلة "عمل صداقة... غير مسبوق" بعد الزيارة التي قام بها ماكرون نفسه إلى الجزائر في أغسطس/ آب 2022.

وردّاً على سؤال بشأن ما إذا كان بالإمكان أن تتخلّل هذ الزيارة المرتقبة لتبون إلى فرنسا مشاركة الرئيس الضيف، في مراسم تكريم أمام نصب الأمير عبد القادر الجزائري في مقبرة أبطال مقاومة الاستعمار ببلدة أمبواز (جنوب غرب باريس)، قال ماكرون: إنّ مثل هكذا أمر سيكون "لحظة جميلة جدًا وقوية جدًا"، متمنيًا حصول ذلك.

والأمير عبد القادر (1808-1883) اعتُقل في أمبواز مع العديد من أفراد عائلته من 1848 ولغاية 1852.

وضاعف ماكرون المبادرات في ملف الذاكرة، معترفًا بمسؤولية الجيش الفرنسي في مقتل عالم الرياضيات موريس أودين والمحامي الوطني علي بومنجل خلال "معركة الجزائر" عام 1957، ومندّدًا بـ"جرائم لا مبرّر لها" ارتكبها الجيش الفرنسي خلال المذبحة التي تعرّض لها المتظاهرون الجزائريون في باريس في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 1961.

ماكرون يقر بـ"عبارة خرقاء"

وساعدت الرحلة التي قام بها ماكرون إلى الجزائر قبل أشهر ووقّع خلالها اتفاقيات عدة مع نظيره الجزائري، على إعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها بعد الأزمة الدبلوماسية التي أشعلتها تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي في أكتوبر/ تشرين الأول 2021 لصحيفة "لوموند" الفرنسية.

واتّهم ماكرون فيها "النظام السياسي العسكري" الجزائري بإنشاء "ريع للذاكرة" وشكّك كذلك بوجود أمّة جزائرية قبل الاستعمار.

ولم تتوان الجزائر حينها عن الرد بنبرة لا تقل حدة عن تصريحات ماكرون، معتبرة أنها ليست إلا تدخلًا في الشؤون الداخلية، منتقدًة من لديهم "نزعة الحنين إلى الجزائر الفرنسية"، بحسب وصفها.

وفي مقابلته مع "لوبوان"، أقرّ ماكرون بخطأ تصريحاته تلك، قائلاً: "قد تكون عبارة خرقاء وقد تكون جرحت مشاعر" الجزائريين، مضيفًا في الوقت نفسه: "لحظات التوتر هذه تعلمنا. عليك أن تعرف كيف تمد يدك مجدّدًا".

في سياق آخر، دعا ماكرون إلى "تهدئة" التوترات بين الجزائر والمغرب، مستبعدًا نشوب حرب بين الجارين اللّدودين.

وقطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية بينها وبين المغرب في أغسطس/ آب 2021، متّهمة الرباط بارتكاب "أعمال عدائية"، في قرار اعتبرته الرباط "غير مبرر بتاتًا".

وكان الرئيس الجزائري قد أشار في تصريحات لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية صدرت أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إلى أن قرار قطع العلاقات مع المغرب جاء نتيجة لـ"تراكمات منذ عام 1963" وبديلاً عن نشوب حرب بين البلدين.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close