الإثنين 6 مايو / مايو 2024

أوكرانيا.. الأزمة الإنسانية تتفاقم وترقب لإجلاء جماعي من ماريوبول

أوكرانيا.. الأزمة الإنسانية تتفاقم وترقب لإجلاء جماعي من ماريوبول

Changed

مراسل "العربي" يتحدث عن التطورات الميدانية للهجوم الروسي في العاصمة الأوكرانية كييف (الصورة: غيتي)
فرّ أكثر من 2,8 مليون شخص من أوكرانيا ونزح ما لا يقل عن مليونين آخرين داخليًا منذ بدء الهجوم الروسي في 24 فبراير والمستمر لليوم العشرين.

أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الإثنين، أنّ القطاع الخاص قدم مبلغًا قياسيًا تجاوز 200 مليون دولار لمساعدة الأوكرانيين بعد الهجوم الروسي.

وقالت الوكالة الأممية في بيان: "في غضون أسبوعين فقط، ساهمت شركات ومؤسسات وجهات خيرية بأكثر من 200 مليون دولار في استجابة المفوضية" للوضعية الطارئة في أوكرانيا.

ودعت الوكالة إلى توفير 510 ملايين دولار لتقديم المساعدة الطارئة للنازحين داخلًا وكذلك اللاجئين الفارين من أوكرانيا، لافتة إلى أن المبلغ المطلوب للمساعدة "سيزداد بلا شك". 

وتتلقى المفوضية معظم التمويل من الحكومات، لكنها تشيد بالقطاع الخاص "لإظهاره كرمه وتضامنه عبر المساهمات المباشرة".

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي: "أود أن أشكر الشركات والمؤسسات والجهات الخيرية في أنحاء العالم على اللطف والكرم الذي أظهروه في مساعدة الأشخاص الفارين من الحرب في أوكرانيا". 

وأضاف: "أن الملايين من الناس في حاجة ماسة إلى المساعدة الطارئة. ومع تفاقم الأزمة، أدعو القطاع الخاص إلى مواصلة تقديم الدعم". 

أزمة إنسانية

ووفق مفوضية شؤون اللاجئين، فرّ أكثر من 2,8 مليون شخص من أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي في 24 فبراير/ شباط، بينما نزح ما لا يقل عن مليونين آخرين داخليًا. وأضافت المفوضية أنها "تخشى نزوح ملايين آخرين إذا استمرت الحرب".

وتفاقمت الأزمة الإنسانية في أوكرانيا، حيث أعلن مكتب المدعي العام الأوكراني أن 90 طفلًا قُتلوا وأُصيب أكثر من 100 في البلاد منذ بدء الهجوم الروسي.

من ناحيتها، كشفت منظمة الصحة العالمية أن إمدادات من الأجهزة والمعدات الطبية، بما فيها مستلزمات معالجة الإصابات، بدأت تصل إلى أوكرانيا لدعم نظام الرعاية الصحية، الذي يواجه نقصًا في الإمدادات تحت الهجوم الروسي.

أما البنك الدولي فكشف عن إتاحة 200 مليون دولار في تمويل إضافي لتعزيز الخدمات الاجتماعية للمحتاجين في أوكرانيا، تضاف إلى 723 مليون دولار وافق عليها الأسبوع الماضي.

استمرار المعارك

يأتي ذلك فيما تصاعدت حدّة المعارك، وطال القصف أحياء في العاصمة كييف التي سمعت فيها انفجارات متلاحقة صباح اليوم، بحسب مراسل "العربي". 

وكان المراسل قد أشار إلى أن مبنى في أبولون استهدفه القصف أمس، ما أدى إلى سقوط قتيلين وتسعة جرحى من المدنيين.

وتحدث أيضًا عن استهداف أحد المصانع الحربية في كييف، موضحًا أن قذيفة مدفعية على حي سكني في شمال العاصمة أودت بحياة شخص واحد على الأقل وأدت إلى إصابة سبعة آخرين.

وفي خاركيف، أفاد رئيس البلدية بأن المدينة تتعرّض لهجمات متواصلة من جانب القوات الروسية، التي استهدفت أحياءً وسط المدينة ما تسبب في سقوط أعداد غير محددة من الإصابات.

وفي ريفني، قال الحاكم إنّ تسعة أشخاص على الأقل قُتلوا وأُصيب تسعة آخرون في غارة جوية على برج تلفزيوني في المنطقة.

إضافة إلى ذلك، أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا أن ضربة أوكرانية تسبّبت بمقتل 20 شخصًا على الأقلّ وجرح تسعة آخرين، في وسط هذه المدينة الصناعية الكبرى، وهو ما نفته كييف.

أما في ماريوبول المحاصرة، التي أعلنت أوكرانيا مصرع أكثر من 2500 مدني فيها منذ بدء الهجوم، فقد تمكنت نحو 160 سيارة من الخروج عبر ممر إنساني، وفق ما أفاد مجلس المدينة البلدي على حسابه على تلغرام.

إجلاء المدنيين من ماريوبول

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها دمرت القوات الأوكرانية المتواجدة في المناطق السكنية بمحيط مدينة ماريوبول، وهيأت الظروف لإجلاء المدنيين.

وقال ميخائيل ميزينتسيف، رئيس مركز المراقبة الوطني التابع لوزارة الدفاع الروسية، إنّ قوات بلاده إلى جانب الانفصاليين "دمّرت بشكل كامل جميع نقاط إطلاق النار التي نشرتها القوات الأوكرانية في المناطق السكنية بمحيط مدينة ماريوبول".

وأشار إلى أنه بات بالإمكان فتح ممرات إنسانية لخروج المدنيين والبدء بإجلاء جماعي للسكان.

وأكد وصول "50 حافلة من أصل 4 قوافل تضم 200 حافلة إلى ماريوبول لإجلاء المدنيين الجرحى والمحتاجين".

في غضون ذلك، يواصل الطرفان الروسي والأوكراني جولات المفاوضات التي يُرتقب استئنافها اليوم الثلاثاء، فيما تتوالى العقوبات الغربية على موسكو.

وكان عضو فريق التفاوض ومستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك أعلن أمس عن "توقف تقني" للمفاوضات، مضيفًا: "نأخذ استراحة تقنية في المفاوضات حتى الغد" للسماح "بعمل إضافي لمجموعات العمل الفرعية وتوضيح" شروط معينة.

وكان بودولياك قد أفاد قبل استئناف المفاوضات اليوم بوقت قصير، بأن مطالبه ما زالت "الوقف الفوري لإطلاق النار وانسحاب جميع القوات الروسية".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close