السبت 18 مايو / مايو 2024

مفاوضات على وقع المعارك في أوكرانيا.. محكمة العدل تصدر قرارها الأربعاء

مفاوضات على وقع المعارك في أوكرانيا.. محكمة العدل تصدر قرارها الأربعاء

Changed

كاميرا "العربي" في كييف ترصد آثار القصف الروسي (الصورة: غيتي)
تصاعدت حدّة المعارك في اليوم الـ 19 من عمر الهجوم الروسي على أوكرانيا، وطال القصف أحياءً في العاصمة كييف وأودى بحياة عدد من المدنيين.

تتواصل المعارك في أوكرانيا لليوم التاسع عشر من عمر الهجوم الذي تشنه موسكو، ولا يستبعد الكرملين أن يسيطر الجيش الروسي على المدن الأوكرانية الكبرى.

طال القصف أحياءً في كييف، وارتفع عدّاد الخسائر في الأرواح، بينما أكدت السلطات الأوكرانية على صمود المقاومة.

ولم ترَ روسيا سببًا لإرسال قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة إلى أوكرانيا، وفق ما نُقل عن وزارة خارجيتها، الأمر الذي برّره مسؤول فيها بالقول إن لا حاجة لتلك القوات "لأن روسيا تسيطر على الوضع".

من ناحيته، أطلق حلف شمال الأطلسي تمارين Cold Response 2022، المرتقبة منذ وقت طويل، والتي يُفترض أن تسمح بتقييم قدرة أعضائه على تقديم المساعدة لبعضهم البعض.

في غضون ذلك، واصل الطرفان الروسي والأوكراني جولات المفاوضات التي يُرتقب استئنافها الثلاثاء، وتوالت العقوبات الغربية على موسكو.

وأفاد البيت الأبيض أن الرئيسَين الأميركي والفرنسي أكدا في اتصال هاتفي على التزامهما بمحاسبة روسيا على الهجوم.

وقال مصدر مطلع إن مسؤولي البيت الأبيض يناقشون احتمال سفر بايدن إلى أوروبا في الأسابيع المقبلة لبحث موضوع روسيا وأوكرانيا مع الحلفاء.

ونقلت "رويترز" عن المصدر قوله إنه ليس من المؤكد أن تتم الزيارة، فالخطط لم تكتمل بعد.

إلى ذلك، يُرتقب أن يوجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطابًا عبر الإنترنت إلى الكونغرس الأميركي الأربعاء.

وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ونظيرها في مجلس الشيوخ تشاك شومر في رسالة مشتركة إلى النواب: "نتطلع إلى شرف استقبال خطاب الرئيس زيلينسكي إلى مجلسَي النواب والشيوخ، ولإيصال رسالة دعمنا إلى الشعب الأوكراني بينما يدافع بشجاعة عن الديمقراطية".

والأربعاء أيضًا، تصدر محكمة العدل الدولية قرارها إزاء القضية المرفوعة من كييف على موسكو بشأن الهجوم على أوكرانيا، والتي تطلب من أعلى محكمة في الأمم المتحدة بأن تأمر روسيا بوقف هجومها.

محادثات ومعارك

بالعودة إلى جولة المحادثات التي عُقدت الثلاثاء، فإن عضو فريق التفاوض ومستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك أعلن عن "توقف تقني" لها، مضيفًا: "نأخذ استراحة تقنية في المفاوضات حتى الغد" للسماح "بعمل إضافي لمجموعات العمل الفرعية وتوضيح" شروط معينة.

وكان بودولياك قد أفاد قبل استئناف المفاوضات اليوم بوقت قصير، أن مطالبه ما زالت "الوقف الفوري لإطلاق النار وانسحاب جميع القوات الروسية".

ميدانيًا، تصاعدت حدّة المعارك، وطال القصف أحياء في العاصمة كييف. وأشار مراسل "العربي" إلى أن مبنى في أبولون استهدفه القصف، ما أدى إلى سقوط قتيلين وتسعة جرحى من المدنيين.

وتحدث أيضًا عن استهداف أحد المصانع الحربية في كييف، موضحًا أن قذيفة مدفعية على حي سكني في شمال العاصمة أودت بحياة شخص واحد على الأقل وأدت إلى إصابة سبعة آخرين.

غير أنه نقل عن السلطات في كييف قولها إن محيط العاصمة ما زال آمنًا، ولم تستطع القوات الروسية تطويق كييف من الجهات الأربع، وإن المقاومة من جانب الجيش الأوكراني ما زالت شرسة وعنيفة.

وفي خاركيف، أفاد رئيس البلدية أن المدينة تتعرّض لهجمات متواصلة من جانب القوات الروسية، التي استهدفت أحياءً وسط المدينة ما تسبب في سقوط أعداد غير محددة من الإصابات.

وفي ريفني، قال الحاكم إن تسعة أشخاص على الأقل قُتلوا وأُصيب تسعة آخرون في غارة جوية على برج تلفزيوني في المنطقة.

إلى ذلك، أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا أن ضربة أوكرانية تسبّبت بمقتل 20 شخصًا على الأقلّ وجرح تسعة آخرين، في وسط هذه المدينة الصناعية الكبرى، وهو ما نفته كييف.

أما في ماريوبول المحاصرة، التي أعلنت أوكرانيا مصرع أكثر من 2500 مدني فيها منذ بدء الهجوم، فقد تمكنت نحو 160 سيارة من الخروج عبر ممر إنساني، وفق ما أفاد مجلس المدينة البلدي على حسابه على تلغرام.

تفاقم الأزمة الإنسانية

بموازاة ذلك، تتفاقم الأزمة الإنسانية في أوكرانيا، حيث أعلن مكتب المدعي العام الأوكراني أن 90 طفلًا قُتلوا وأُصيب أكثر من 100 في البلاد منذ بدء الهجوم الروسي.

كما أعلنت الأمم المتحدة أن عدد الأوكرانيين الذين لجأوا إلى دول الجوار جرّاء الهجوم العسكري الروسي، تجاوز 2.8 مليون شخص، لغاية 12 مارس/ آذار الجاري.

من ناحيتها، كشفت منظمة الصحة العالمية أن إمدادات من الأجهزة والمعدات الطبية، بما فيها مستلزمات معالجة الإصابات، بدأت تصل إلى أوكرانيا لدعم نظام الرعاية الصحية، الذي يواجه نقصًا في الإمدادات وسط الهجوم الروسي.

أما البنك الدولي فكشف عن إتاحة 200 مليون دولار في تمويل إضافي لتعزيز الخدمات الاجتماعية للمحتاجين في أوكرانيا، فوق 723 مليون دولار وافق عليها الأسبوع الماضي.

مواقف وعقوبات

في المواقف والعقوبات التي تُفرض على موسكو، اعتبر رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا زبيغنيو راو أن "العدوان العسكري الروسي على أوكرانيا" يشكّل "خرقًا للقانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة".

وأضاف خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بشأن الأوضاع في أوكرانيا، أنّ "روسيا قرّرت أن تنتهك القانون الدولي بدعم من بيلاروسيا، مشددًا على أن العالم لن يتجاهل ذلك.

إلى ذلك، قرّر الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على رومان أبراموفيتش وغيره من الأوليغارش الروس، في آخر حزمة عقوبات تستهدف الروس الذين ترى بروكسل أنهم يدعمون الهجوم أوكرانيا، وفق ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

بدورها نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر في الاتحاد الأوروبي قوله إن دول الاتحاد تستعد لفرض عقوبات جديدة على شركات النفط الروسية الكبرى "روسنفت" و"ترانسنفت" و"غازبروم نفت"، لكنها ستواصل شراء الخام منها.

وأعلنت وزارة الخارجية في سلوفاكيا أنّها قررت طرد ثلاثة من موظفي السفارة الروسية بناء على معلومات مخابراتية، مشيرة إلى أنه يتعين عليهم مغادرة البلاد في غضون 72 ساعة.

من ناحيته، دعا رئيس الوزراء البولندي ماتوش مورافيتسكي المجتمع الدولي إلى منح الأوكرانيين "أملًا في إعادة الإعمار وأملًا في المستقبل"، من خلال "صندوق قائم على الأصول الروسية".

من جهة أخرى، قال بيان حكومي إن رئيس وزراء روسيا وقع اليوم الإثنين مرسومًا يحظر تصدير السكر الأبيض والسكر الخام إلى دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي المجاورة حتى 31 أغسطس/ آب. ويحظر المرسوم أيضًا صادرات القمح والشعير والذرة حتى 30 يونيو/ حزيران.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close