أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية اليوم السبت، قرارها إبعاد أحد كبار الدبلوماسيين في سفارة روسيا، ردًا على طرد الأخيرة قنصلها في مدينة سان بطرسبورغ، بتهمة التجسس على الأجهزة الأمنية.
وذكر بيان عن الوزارة أن كييف ترفض التهم الموجهة إلى قنصلها في سان بطرسبورغ ألكسندر سوسونيوك، وتنفي أي صلة له بجمع معلومات سرية عن الأجهزة الأمنية في روسيا.
معاملة بالمثل
ودان البيان قرار احتجاز وترحيل سوسونيوك، متهمًا موسكو بانتهاك اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.
وفي وقت سابق اليوم السبت، أوقفت السلطات الروسية سوسونيوك بتهمة "تأمين معلومات سرية" تتعلق بالأمن القومي للبلاد.
وكان الكرملين طلب أمس الجمعة، من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اللذَين يُفترض أن يتحادثا مع نظيرهما الأوكراني فولوديمير زيلينكسي، بممارسة الضغط على الأخير، لوقف "استفزازات" كييف في شرقي البلاد.
طرد 18 دبلوماسيًا في التشيك
بدورها، كشفت الحكومة التشيكية اليوم السبت أنها تعتزم طرد 18 دبلوماسيًا روسيًا أعلنت الاستخبارات المحلية أنهم جواسيس لجهاز الاستخبارات الروسي والمديرية الرئيسية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية "جي. آر. يو"، يُشتبه بتورطهم في انفجار العام 2014.
وقال وزير الخارجية التشيكي يان هاماتشيك للصحافيين إن "18 موظفًا في السفارة الروسية يجب أن يغادروا جمهوريتنا في غضون 48 ساعة".
وأوضح رئيس الوزراء أندريه بابيس أن لدى السلطات التشيكية "أدلة واضحة" تربط عناصر "جي. آر. يو" بانفجار في مستودع للذخيرة عام 2014 أسفر عن مقتل شخصين.
وأضاف بابيس: "لدينا سبب وجيه للاشتباه في تورط عناصر من وحدة 29155 التابعة لـ "جي آر يو" في انفجار مستودع للذخيرة في فربتيتشي" في شرق البلاد.
ولفت إلى أنه تلقى المعلومات يوم أمس الجمعة دون أن يوضح سبب استغراقها كل هذا الوقت.
وتابع: "أدى الانفجار إلى أضرار مادية جسيمة وشكل تهديدًا خطيرًا لحياة العديد من السكان المحليين، لكنه قبل كل شيء قتل اثنين من مواطنينا".
ضرر بالعلاقات
وأعرب هاماتشيك، الذي يشغل منصب وزير الداخلية ووزير الخارجية الموقت بعد إقالة سلفه في وقت سابق من هذا الأسبوع، عن أسفه لأن الحادث "سيلحق ضررًا بالعلاقات التشيكية الروسية".
وقال: "نحن في وضع مشابه للوضع في بريطانيا بعد محاولة التسميم في سالزبوري عام 2018"، في إشارة إلى تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال بمادة نوفيتشوك في بريطانيا.
ونفت روسيا ضلوعها في ذلك الحادث، لكن عمليات طرد متبادلة أدت إلى عودة نحو 300 دبلوماسي إلى بلادهم. وقال هاماتشيك إنه استدعى السفير الروسي ألكسندر زمييفسكي مساء اليوم السبت لإخطاره بالقرار.
رد بالمثل
ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء عن مصدر دبلوماسي قوله إن هذه الخطوة قد تدفع روسيا لإغلاق سفارة جمهورية التشيك في موسكو.
وأفادت بأن فلاديمير جباروف، النائب الأول لرئيس اللجنة الدولية في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي، اعتبر ان مزاعم براغ بأن ضباط مخابرات روس متورطين في انفجار مستودع للذخيرة عام 2014 سخيفة. وأشار إلى ان روسيا سترد بالمثل على طرد دبلوماسييها.
وفي 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2014، هزت عدة انفجارات مستودع الذخيرة في فربتيس الواقعة على بعد 330 كيلومترًا جنوب شرقي براغ. وأسفرت التفجيرات عن مقتل اثنين من موظفي شركة خاصة، كانت تستأجر المستودع من مؤسسة تابعة للجيش التشيكي.