الأحد 13 أكتوبر / October 2024

أول صورة لثقب أسود داخل مجرة "درب التبانة".. ما دور النجوم في تكوينه؟

أول صورة لثقب أسود داخل مجرة "درب التبانة".. ما دور النجوم في تكوينه؟

شارك القصة

رئيس الجمعية الفلكية الأردنية يشرح ضمن "صباح النور" كيفية تشكل الثقب الأسود (الصورة: وسائل التواصل)
كشف فريق دولي من علماء الفلك عبر مؤتمر صحافي عالمي عن أول صورة لثقب أسود هائل في مركز مجرتنا درب التبانة وهو جسم كوني يعرف باسم "القوس".

يعتقد علماء الفلك أن جميع المجرات تقريبًا بما في ذلك مجرتنا، لديها ثقوب سوداء عملاقة لمركزها، حيث لا يمكن للضوء والمادة الهروب، مما يجعل من الصعب للغاية الحصول على صور لها.

ولطالما شكلت الثقوب السوداء لغزًا لعلماء الفلك حاولوا مرارًا توضيحه وحتى تصويره، فبعد جهد كبير ولأول مرة استطاع أكثر من 300 باحث في 80 دولة خلال فترة 5 سنوات من تصوير الثقب الأسود غير المرئي الكامن في مركز مجرة درب التبانة.

فقد كشف فريق دولي من علماء الفلك عبر مؤتمر صحفي عالمي عن أول صورة لثقب أسود هائل في مركز مجرتنا درب التبانة وهو جسم كوني يعرف باسم "القوس".

وتأتي الصورة التي أنتجها فريق عالمي بعد 3 سنوات من أول صورة لثقب أسود من مجرة بعيدة، تبعد 53 مليون سنة ضوئية، إلا أن الصورة الجديدة توفر أول دليل مرئي مباشر على وجود ثقب أسود في مجرتنا، ويعتبر أقرب بكثير على بعد حوالي 27 ألف سنة ضوئية.

ولا تظهر الصورة الثقب الأسود نفسه لأنه مظلم تمامًا، لكنها تصور الغاز المتوهج الذي يحيط بالظاهرة، والتي تزيد كتلتها عن الشمس بـ4 ملايين مرحلة في حلقة ساطعة من الضوء المنحني.

ويذكر أنه كان قد تم افتراض وجود الثقوب السوداء منذ عام 1974 مع الكشف عن مصدر راديو غير عادي في مركز المجرة.

ما دور "النجوم" في تشكيل الثقب الأسود؟

وفي هذا الإطار، أوضح رئيس الجمعية الفلكية الأردنية عمار السكجي، أنه حتى نستطيع فهم الثقوب السوداء، لا بد من فهم دورة حياة النجوم، التي تبدأ من خلال دوران الغبار الكوني، التي تؤدي إلى عملية التراكم، وبفعل الجاذبية تبدأ عملية التكدس حتى يتشكل النجم، في عملية تستمر مليارات السنوات.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة الأردنية عمان أن هناك قوتين رئيستين في النجوم، الأولى هي الجاذبية وهي قوة أساسية تأتي من الخارج نحو الداخل، والثانية هي قوة التفاعلات النووية.

وتابع السكجي أن التفاعلات النووية تبدأ في باطن النجوم، وهي تفاعلات اندماجية (اندماج العناصر إلى عناصر أكثر ثقلًا)، مشيرًا إلى أن هذه العملية هي المسؤولة عن التفاعل بين القوى النووية والجاذبية.

وأردف أن الوقود النووي يبدأ بالانخفاض بعد فترة طويلة، وتصبح التفاعلات النووية أقل، لتبدأ قوى الجاذبية بالسيطرة، مما يؤدي إلى انهيار النجم، ويحدث انفجار يطلق عليه "السوبر نوفا" أو المستعر الأعظم.

وأوضح السكجي أن الثقب الأسود يتشكل نتيجة انفجار "المستعر الأعظم" في حال كانت سرعة الإفلات للجرم السماوي أكبر من سرعة الضوء، أما في حال السرعة كانت أقل فيتكون نجم نيتروني.

ولفت إلى أن الثقوب السوداء موجودة تقريبًا في كل المجرات، وهي مسؤولة عن الجذب في مركز المجرة وتؤدي إلى تماسك نواتها، كما أنها مهمة في النظام الديناميكي للمجرات.

وشرح السكجي أن تصوير الثقب الأسود الذي تم اكتشافه مؤخرًا، تم باستخدام تليسكوب "أفق الحدث"، وهو عبارة عن مجموعة تلسكوبات راديوية موزعة على كوكب الأرض في مناطق مختلفة، بحيث تكون تليسكوبًا افتراضيًا بقطر كوكب الأرض.

وأكد أن الصور التي تم التقاطها مهمة لأنها ستعطي معلومات كثيرة جدًا عن الثقب الأسود وهو الأهم بالنسبة للبشرية نظرًا لوجوده في مجرة درب التبانة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close