يستذكر أهالي مدينة إربين الأوكرانية الأيام العصيبة التي عاشوها عقب العودة إلى ديارهم، بعد مرور عام من الحرب الروسية على بلادهم.
وفي ذات المدينة حوصر مراسل "العربي" عدنان جان والمصور حبيب دميرجي إلى جانب عدد من المدنيين الأوكرانيين، حيث كانت تدور حولهم معارك عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة.
فترة عصيبة
المواطنة كاترينا تعود بالذاكرة عامًا إلى الوراء وقد كانت شاهد عيان على بداية الحرب، إذ لم تكن تتوقع كما الكثير من الأوكرانيين أن يكون شكلها ومضمونها هكذا بأن تستمر كل هذه الشهور.
وقالت كاترينا: "ما حدث في 24 فبراير/ شباط 2022 كان مهولًا ولم يصدقه أحد، لقد عشنا فترات عصيبة لم نكن نتوقع أن ننجو منها".
في المنطقة، قصص الحرب هي المهيمنة على السكان هناك، إذ إن جلسات المساء للنسوة هو الحديث عما عايشوه في تلك الأيام والأسابيع التي تلت الهجوم الروسي لبلادهم.
وقالت امرأة مسنة لـ "العربي": "نجونا بفضل المتطوعين الذين قاموا بإجلائنا من المدينة، قبل أن نعود إليها على الرغم من وفاة البعض في تلك الأيام".
وتحدثت إحدى النساء عن تجربة البقاء في القبو ستبقى في ذاكرتها طويلًا، لافتة إلى أنها كانت فترة مخيفة، ومتمنية ألا تتكرر.
مقابر وشواهد على الحرب
أما مدينة بوتشا فقد بقيت رمزًا للمقبرة الجماعية، حيث تتهم كييف القوات الروسية بارتكاب إعدامات وقتل ممنهج للأوكرانيين، في وقت جرى تخليد الأحداث المؤلمة التي شهدتها الحرب بداية الحرب عبر متحف خاص في المدينة.
وفي هذا السياق، قال هابتشينكو دميترو، نائب رئيس بلدية بوتشا: "لقد شهدت المدينة فعليًا إبادة جماعية تعرض فيها المدنيون للقتل من دون أي سبب، ويزيد عددهم عن 500 شخص في مقدمتهم هؤلاء الذين حاولوا الخروج منها عبر السيارات.
وفي كل حي وكل زاوية من هذه المدن في الضاحية الشمالية للعاصمة كييف آثار من دمار، لكن رغم ذلك تستمر الحياة حيث هناك مشاريع إعادة البناء لمخلفات الحرب وسط آمال أن يكون هذا عامها الأول والأخير.
وقد باتت المقابر هي العنوان لهذه الحرب العبثية كما يسميها الأوكرانيون، حيث تنتشر مقابر السيارات والدبابات وبينهما مقبرة للبشر، وهذه الصورة تتكرر في عدد واسع من المدن الأوكرانية والتي تعبر عن بشاعة الحرب وتأثيرها على البشر والحجر.