أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان اليوم الجمعة "توقيف 457" شخصًا و"إصابة 441 من عناصر الشرطة والدرك"، الخميس في فرنسا خلال اليوم التاسع من الاحتجاجات ضد إصلاح نظام التقاعد.
من جهة ثانية، أكد دارمانان الذي حلّ ضيفًا على قناة "سي نيوز" أنه كان هناك "903 حرائق لأثاث حضري وحاويات قمامة" الخميس في باريس خلال التظاهرة النقابية.
وأضاف دارمانان: "كانت هناك الكثير من التظاهرات وتحول بعضها إلى أعمال عنف خصوصًا في باريس"، مشيدًا بجهود الشرطة لحماية أكثر من مليون شخص ممن تظاهروا في أنحاء فرنسا.
وكانت الشرطة حذّرت من أنه يُتوقع أن تتسلل جماعات مخربة إلى تظاهرة باريس، فيما شوهد شبان يضعون أقنعة يحطمون نوافذ ويضرمون النار في حاويات قمامة في المراحل الأخيرة من التظاهرة.
احتجاجا على اعتماد الحكومة قانون التقاعد.. مظاهرات حاشدة تشل #فرنسا تقرير: محمد الحاجي pic.twitter.com/xBxejjG04N
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 24, 2023
ورفض دارمانان دعوات من المحتجين إلى التخلي عن إصلاح نظام التقاعد الذي أقره البرلمان الأسبوع الماضي في ظروف مثيرة للجدل.
وقال: "أعتقد أنه لا ينبغي سحب هذا القانون بسبب العنف. إذا حصل ذلك، فهذا يعني أنه ليس هناك دولة. يجب أن نقبل بمناقشة ديمقراطية واجتماعية لكن ليس بمناقشة عنيفة".
في غضون ذلك، أرجأت زيارة الملك تشارلز الثالث إلى فرنسا والتي كانت مقررة الأحد بسبب الاحتجاجات المتواصلة على إصلاح نظام التقاعد، على ما أعلنت الرئاسة الفرنسية الجمعة.
وجاء في بيان أن "هذا القرار اتخذ من جانب الحكومتين الفرنسية والبريطانية بعد اتصال هاتفي بين الرئيس والملك صباح اليوم (الجمعة)"، مضيفًا: "سيعاد الترتيب لزيارة الدولة هذه في أقرب وقت ممكن".
عدد قياسي من المظاهرات في باريس
ويوم التحرك الوطني وهو التاسع منذ يناير/ كانون الثاني، لكنه الأول منذ لجأت الحكومة الفرنسية إلى بند دستوري خولها تمرير المشروع من دون تصويت في 16 مارس/ آذار، جمع في أكثر من 300 مدينة 3,5 ملايين شخص بحسب نقابة "سي جي تي" CGT و1.08 مليون بحسب الشرطة.
وشهدت باريس عددًا قياسيًا من المتظاهرين، فيما التعبئة ارتفعت على مستوى البلاد مقارنة بيوم التحرك الثامن في 15 مارس عندما نزل 480 ألف شخص إلى الشوارع في أرجاء فرنسا بحسب تقديرات وزارة الداخلية. وتحدثت النقابات عن مستوى مماثل لذلك المسجل في 7 مارس، إلا أن المشاركة لم تصل إلى مستوى قياسي.
"يوم أسود"
واعتبرت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن أن "أعمال العنف والتخريب" التي تخللت التظاهرات "غير مقبولة".
وكتبت في تغريدة: "التظاهر والتعبير عن المعارضة حق. لكن العنف والتخريب اللذين شهدناهما اليوم غير مقبولين"، معربة عن "شكرها للقوى الأمنية وفرق الإسعاف".
Manifester et faire entendre des désaccords est un droit. Les violences et dégradations auxquelles nous avons assisté aujourd’hui sont inacceptables. Toute ma reconnaissance aux forces de l’ordre et de secours mobilisées.
— Élisabeth BORNE (@Elisabeth_Borne) March 23, 2023
وأثرت الاحتجاجات بشكل كبير على حركة السكك الحديد وقطارات الانفاق في باريس، إذ كانت النقابات دعت إلى "يوم أسود" في هذا القطاع.
وتعدّ فرنسا من الدول الأوروبية التي تعتمد أدنى سنّ للتقاعد ولو أن أنظمة التقاعد غير متشابهة ولا يمكن مقارنتها تمامًا، حسب "فرانس برس".
وفي 16 مارس الجاري، أقرت الحكومة بموافقة الرئيس إيمانويل ماكرون مشروع قانون إصلاح سن التقاعد، دون إحالة المسودة النهائية للتصويت في الجمعية الوطنية. ويشمل القرار رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عامًا.