الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

تصريحات ماكرون تشعل الشارع.. الاحتجاجات ضد قانون التقاعد تعم فرنسا

تصريحات ماكرون تشعل الشارع.. الاحتجاجات ضد قانون التقاعد تعم فرنسا

Changed

مراسل "العربي" يتحدث عن تفاصيل المظاهرات المقررة في باريس ضد قانون التقاعد (الصورة: تويتر)
تعطّلت خدمات القطارات وأُغلقت بعص المدارس بينما تراكمت القمامة في الشوارع وتعطّل توليد الكهرباء، مع تصعيد النقابات الضغط على الحكومة.

بعد تمسّك الرئيس الفرنسي بتعديل قانون التقاعد، عمد عمّال فرنسيون اليوم الخميس، إلى إغلاق الطريق المؤدي إلى إحدى صالات مطار "شارل ديغول" في باريس، مما أجبر بعض المسافرين على التوجه إلى هناك سيرًا على الأقدام.

وتعطّلت خدمات القطارات وأُغلقت بعص المدارس بينما تراكمت القمامة في الشوارع وتعطّل توليد الكهرباء، مع تصعيد النقابات الضغط على الحكومة لسحب القانون الذي يمد سن التقاعد عامين إلى 64 عامًا.

وشوهدت أعمدة من الدخان تتصاعد من أكوام حطام محترقة، أعاقت حركة المرور على سريع بالقرب من تولوز في جنوب غرب فرنسا، كما تسببّت الإضرابات في إغلاق طرق بمدن أخرى لفترة وجيزة.

وقال متحدث باسم شركة مطارات باريس إن الاحتجاج بالقرب من المبنى رقم 1 في مطار "شارل ديغول" لم يؤثر على الرحلات الجوية.

ومن المقرر تنظيم مسيرات احتجاجية في أنحاء البلاد في وقت لاحق من اليوم، بينما استهدفت احتجاجات أخرى مستودعات للنفط وأغلقت محطة للغاز الطبيعي المسال في مدينة دنكيرك الشمالية.

وأمس الأربعاء، قال الرئيس إيمانويل ماكرون في مقابلة بعد صمت دام أسابيع إن القانون، الذي مررته الحكومة في البرلمان بدون تصويت الأسبوع الماضي لا يسعده لكنه ضروري، وسيدخل حيز التنفيذ بنهاية العام على الرغم من تزايد الغضب في البلاد.

وفور انتهاء المقابلة، خرجت المعارضة لتعبّر عن يأسها وخذلانها من تصريح الرئيس، حيث قالت رئيسة كتلة نواب التجمّع الوطني مارين لوبان، وصفت ماكرون بـ"الرئيس المفرّق لا الجامع" والذي "يحتقر شعبه".

وتلقّى الشارع بدوره تصريحات ماكرون بغضب شديد حيث أشعلت الشارع مجددًا، ونزل متظاهرون إلى مختلف المناطق واحتلوا محطات للقطار وأماكن حيوية.

وقال فيليبي مارتينيز، زعيم الكونفدرالية العامة للشغل: "أفضل رد يمكن أن نقدمه للرئيس هو مشاركة الملايين في الإضرابات وخروجهم إلى الشوارع".

واجتذبت الاحتجاجات ضد التغييرات، والتي شملت أيضًا زيادة عدد سنوات العمل حتى يتمكن المواطن من الحصول على معاش التقاعد كاملاً، حشودًا ضخمة في مظاهرات نظمتها النقابات منذ يناير/ كانون الثاني.

وتمثّل أحدث موجة من الاحتجاجات أكبر تحد لسلطة الرئيس منذ احتجاجات "السترات الصفراء" قبل أربعة أعوام. وتظهر استطلاعات الرأي أن أغلبية الفرنسيين يعارضون قانون التقاعد، وكذلك قرار الحكومة بتمريره في البرلمان بدون تصويت.

وقال أوليفييه دوسوبت، وزير العمل إن الحكومة لا تنكر حالة التوتر بالبلاد، لكنها تريد المضي قدمًا في التغييرات.

مخاوف من العنف

وتحدث مراسل "العربي" في باريس، عن وجود معركة "كسر عظم" بين ماكرون والنقابات العمالية، موضحًا أن النقابات العمالية تعتبر أن ما أدلى به ماكرون في المقابلة قد "أشعل الحرب وهم مستعدون لها"، فيما من المقرر أن تنطلق المظاهرات في كل المناطق الفرنسية بمشاركة أكثر من مليون شخص.

ولفت إلى وجود تأهّب أمني كبير حيث أكدت وزارة الداخلية أن نحو 12 ألف عنصر سيعملون على تأمين هذه الاحتجاجات، وسط مخاوف من الانزلاق نحو أعمال العنف، متحدثًا عن وجود شباب غاضب يستفز رجال الأمن، بينما تراهن النقابات على سلمية هذه التظاهرات.

ويرى مراقبون أن ماكرون لا يدرك تداعيات قراراته و"ثقل" العمّال، خصوصًا أن هذه الاحتجاجات قد تتطوّر لتصل إلى شل كل أشكال الحياة في البلاد، ولا سيما أن العاصمة ترزح تحت أزمة النفايات المتكدسة في الشوارع بسبب إضرابات عمّال النظافة.

المصادر:
العربي- رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close