الثلاثاء 7 مايو / مايو 2024

"إعلان القدس" الأميركي الإسرائيلي.. هل يشكل فصلًا جديدًا في مواجهة إيران؟

"إعلان القدس" الأميركي الإسرائيلي.. هل يشكل فصلًا جديدًا في مواجهة إيران؟

Changed

نافذة على "العربي" تسلط الضوء على إعلان القدس الأميركي-الإسرائيلي (الصورة: الأناضول)
تلتزم واشنطن بموجب الوثيقة "بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي"، إضافة لاستعدادها لاستخدام جميع عناصر قوتها الوطنية لضمان هذه النتيجة.

في إعلان أمني جرى توقيعه مع إسرائيل، اليوم الخميس، تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يزور تل أبيب، بأن تستخدم بلاده "جميع عناصر قوتها الوطنية" لمنع إيران من حيازة السلاح النووي.

وفي الوثيقة التي وقعها بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد في القدس الغربية، أعاد البلدان التأكيد "على العرى التي لا تنفصم بين بلدينا والتزام الولايات المتحدة الدائم بأمن إسرائيل".

كما تلتزم واشنطن بموجب الوثيقة "بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي". وبحسب الوثيقة، فإن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام جميع عناصر قوتها الوطنية لضمان هذه النتيجة.

وتحمل الوثيقة الموقعة اسم "إعلان القدس للشراكة الإستراتيجية المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل"، ووُقعت في الوقت الذي التقى فيه بايدن بمسؤولين إسرائيليين في اليوم الثاني من جولته الأولى في الشرق الأوسط كرئيس.

وسيتوجه بايدن إلى السعودية بعد محادثات يوم غد الجمعة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وسبق أن أكد لابيد أن مواجهة إيران ستكون القضية "الأولى" خلال المحادثات الثنائية.

وفي الإعلان المشترك، "تؤكد الولايات المتحدة التزامها الثابت بالحفاظ على تعزيز قدرة إسرائيل على ردع أعدائها والدفاع عن نفسها بنفسها ضد أي تهديد أو مجموعة من التهديدات".

 كما يتطرق إلى المخاوف الإسرائيلية الأوسع بشأن إيران، لا سيما دعمها فصائل في المنطقة.

وجاء في الإعلان أن "الولايات المتحدة تؤكد التزامها بالعمل مع شركاء آخرين لمواجهة عدوان إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار، سواء بشكل مباشر أو من خلال وكلاء ومنظمات إرهابية مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين".

بناء هيكل إقليمي

وفي هذا الإطار، قال مراسل "العربي" من القدس، أحمد الدراوشة، إن الإعلان تحدث عن بناء هيكل إقليمي يضم إسرائيل ودولا عربية، ولم يستخدم كلمة تحالف؛ نتيجة لما ذكره مسؤولون إسرائيليون عن وجود خلافات بين الدول العربية، التي كان من المفترض أن تكون جزءًا من هذا التحالف، الذي جرى الحديث في البداية بأن يضم دول الخليج والأردن ومصر والمغرب، ثم لاحقًا قيل إن دول الخليج جميعها لن تشارك في هذا الهيكل مثل الكويت وسلطنة عمان وقطر بحسب المسؤولين الإسرائيليين.

ولفت المراسل، إلى أن الإعلان بين إسرائيل والولايات المتحدة، سبقه اجتماعان الأول مغلق اختلى فيه الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي تطرقا فيه إلى الملف الإيراني بحسب ما قال مسؤول إسرائيلي، حيث طلب لابيد من بايدن وقف المفاوضات مع إيران وعدم العودة للاتفاق النووي والتوجه لمجلس الأمن الدولي، لكن بايدن رد بأن بلاده مصرة على الاستمرار بالمفاوضات والتي لن تكون للأبد وسيكون لها سقف.

والملف الثاني الذي أخذ حيزًا في النقاشات بين بايدن ولابيد، هو الملف السعودي وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة، إذ إن هناك خلافات وملفات عالقة بينهما لم تحل إلى الآن، لذلك يفضل المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون عدم الحديث عن ملف التطبيع.

وأشار الدراوشة، إلى أن الملف الفلسطيني كان حاضرًا على عجالة، حيث طلب بايدن عدم مفاجأة الولايات المتحدة في أي إجراءات تجاه القضية الفلسطينية دون الرجوع إلى واشنطن، في إشارة بالأساس إلى إعلان إسرائيل عن بناء مزيد من المستوطنات في الضفة الغربية.

القيادة الفلسطينية غير متفائلة

بدوره أوضح مراسل "العربي" من رام الله، بأن القيادة الفلسطينية لا تنتظر أي جديد من زيارة بايدن التي ستتوج بلقاء مع الرئيس محمود عباس.

وأضاف المراسل، أن في الإعلان محاولة لتهميش القضايا الجوهرية التي تخص الشأن الفلسطيني، حتى في الإجراءات الشكلية التي توقعتها القيادة الفلسطينية من إدارة بايدن مثل إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس التي تخدم الفلسطينيين، إضافة إلى رفع منظمة التحرير من قائمة الإرهاب، أو إعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن.

وألمح المراسل، إلى أن هناك خلافًا على البيان المشترك النهائي بين بايدن وعباس، إذ يبدو أن هناك حديثًا من بعض المسؤولين الفلسطينيين بأنه لا توجد اتفاقية على أن تبارك القيادة الفلسطينية اتفاقية التطبيع التي أصبحت واضحة مع بعض الدول العربية.

تحذيرات إيرانية

من جانبه، قال مراسل "العربي" من طهران باسل مسعود، إن الجميع في إيران سواء من الرئاسة أو الحرس الثوري، وجه تحذيرات واضحة لواشنطن من أن الزيارة إذا أحدثت تغييرًا على الصعيد الأمني الإقليمي فسيؤثر سلبًا وسيؤدي إلى تطورات خطيرة في المنطقة.

ولفت المراسل، إلى أن وكالة أنباء نور نيوز التابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي، نشرت تقريرًا وجهت فيه تحذيرات للرئيس بايدن من أن مواصلة سياسة إسرائيل بالحرب السيبرانية والاغتيالات تجاه واشنطن؛ وعدم اتخاذ هذه الأخيرة قرارات جادة على صعيد النووي، سيؤدي إلى خروج المنطقة عن السيطرة وربما اتخاذ خطوات لمعاقبة إسرائيل.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close