الإثنين 20 مايو / مايو 2024

"إف بي آي" يسيء استخدام البيانات الشخصية للأميركيين.. ما القصة؟

"إف بي آي" يسيء استخدام البيانات الشخصية للأميركيين.. ما القصة؟

Changed

تقرير أرشيفي لـ"العربي" حول الهجوم على الكابيتول (الصورة: غيتي)
دخل مكتب "إف بي آي" إلى قاعدة البيانات 278 ألف مرة في السنوات الأخيرة، وغالبًا دون مبرر، وفقًا لآراء رفعت عنها السرية لمحكمة أميركية.

أساء مكتب التحقيقات الفدرالي استخدام قاعدة بيانات خاصة للاتصالات الشخصية للأميركيين، إذ أجرى بحثًا عن أسماء ضحايا جرائم ومشاركين في احتجاجات حركة "حياة السود مهمة"، وأحداث الكابيتول في 2021، حسبما أظهرت وثائق نشرت الجمعة.

ودخل مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) إلى قاعدة البيانات 278 ألف مرة في السنوات الأخيرة، وغالبًا دون مبرر، وفقًا لآراء رفعت عنها السرية لمحكمة استخبارات المراقبة الخارجية السرية.

وتتضمن قاعدة البيانات رسائل شخصية بالبريد الإلكتروني، ورسائل نصية واتصالات أخرى تقول وكالة الأمن القومي إنها تقوم بمسحها عندما تتجسس على الأجانب.

ومع أنه يُفترض أن يستخدم مكتب "إف بي آي" قاعدة بيانات وكالة الأمن القومي فقط عند التحقيق في قضية استخبارات أجنبية، فقد أظهرت آراء المحكمة أنها استخدمت في كثير من الأحيان في قضايا محلية.

وأجرى عناصر "إف بي آي" عمليات بحث عشوائية خلال التحقيقات المحلية المتعلقة بالمخدرات والعصابات، واحتجاجات عام 2020 على مقتل الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد، وهجوم أنصار دونالد ترامب في 6 يناير/ كانون الثاني 2021 على مبنى الكابيتول الأميركي.

وفي إحدى الحالات، أجرى أحد العناصر بحثًا في قاعدة البيانات عن 19 ألف متبرع لحملة انتخابية للكونغرس.

وقالت محكمة الاستخبارات إنه في جميع تلك الحالات، لم يكن هناك تبرير بوجود استخبارات أجنبية أو جريمة محلية لولوج مكتب "إف بي آي" إلى قاعدة البيانات.

وكُشف عن الوثائق بينما يناقش الكونغرس تجديد المادة 702، وهو قانون يسمح لوكالة الأمن القومي بالوصول إلى حسابات الإنترنت التي تستضيفها الولايات المتحدة لمراقبة أهداف الاستخبارات الأجنبية.

ويقول عدد من المشرعين إن تجديد القانون بحاجة إلى مراجعة لتحسين حماية المعلومات الشخصية للأميركيين.

"انتهاكات مروعة" للقانون

وتشعر وكالات الاستخبارات بالقلق من أن يؤدي ذلك إلى عرقلة أنشطتها، لكن خبراء في الحقوق القانونية وديمقراطيين قالوا إن ما تم الكشف عنه يظهر الحاجة إلى إصلاحات.

وقال باتريك تومي من اتحاد الحريات المدنية الأميركي: "لقد وسعت الحكومة بشكل كبير نطاق تجسسها بموجب المادة 702 بطرق لم يفكر بها الكونغرس على الإطلاق، لكنها ترفض إطلاع الأميركيين على ما تفعله".

وقال السناتور رون وايدن، وهو أحد منتقدي المادة 702 منذ فترة طويلة، إن وثائق محكمة الاستخبارات تظهر "انتهاكات مروعة" للقانون.

أضاف: "إذا أعيد إقرار المادة 702، يتعين أن تكون هناك إصلاحات قانونية لضمان وجود ضوابط وتوازنات لوضع حد لهذه الانتهاكات".

وبرزت المشكلة منذ قرابة عقدين، عندما رأت أجهزة الاستخبارات الأميركية أنها بحاجة للوصول إلى حسابات البريد الإلكتروني والهواتف الخاصة بأهداف استخبارات أجنبية، مستضافة على أجهزة كمبيوتر في الولايات المتحدة.

ويحظر على وكالة الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية التجسس على الأميركيين أو الأجانب داخل الولايات المتحدة، لذلك أقر الكونغرس في عام 2008 المادة 702 للسماح لوكالة الأمن القومي بالوصول إلى تلك الحسابات المستضافة في الولايات المتحدة.

ومن خلال ذلك تقوم وكالة الأمن القومي أيضًا بجمع رسائل البريد الإلكتروني والرسائل الهاتفية لمواطني الولايات المتحدة والأجانب المقيمين الذين يتواصلون مع أهداف للوكالة، أو حتى يذكرون أحد أهداف وكالة الأمن القومي.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close