كلما طوت الحرب الروسية على أوكرانيا شهرًا من عمرها، تتزايد المخاوف من تبعاتها على مسألة الأمن الغذائي العالمي، لكون هذين البلدين كانا يشكلان المصدر الرئيس لإمدادات الغذاء لمعظم دول العالم.
واتهمت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، اليوم الخميس، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمطالبة العالم بفدية مقابل الحصول على الغذاء، وذلك ردًا على سؤال حول ما إذا كانت تؤيد رفع العقوبات مقابل صادرات الحبوب من أوكرانيا.
وخلال زيارة للبوسنة قالت تراس: "إنه لشيء مفزع تمامًا أن يحاول بوتين فرض فدية على العالم، وهو في الأساس يستخدم الجوع ونقص الغذاء لدى أفقر الناس في جميع أنحاء العالم كسلاح".
وأضافت: "ببساطة لا يمكننا السماح بحدوث ذلك. على بوتين رفع الحصار عن الحبوب الأوكرانية".
وتوفر روسيا وأوكرانيا معًا ما يقرب من ثلث إمدادات القمح العالمية، بينما تعد أوكرانيا أيضًا مصدرًا رئيسًا للذرة والشعير وزيت دوار الشمس وزيت بذور اللفت.
سلاح العقوبات
وأبدى نائب وزير الخارجية الروسي آندريه رودنكو، استعداد بلاده لفتح ممر إنساني للسفن التي تحمل مواد غذائية لمغادرة أوكرانيا، مقابل رفع بعض العقوبات، حسبما نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء أمس الأربعاء.
وتقوم الدول الغربية بالتنسيق في ما بينها بفرض عقوبات على روسيا، من الشركات ووسائل الإعلام إلى رجال الأعمال والسياسيين، لمعاقبة موسكو على الحرب في أوكرانيا، التي اندلعت منذ فجر 24 فبراير/ شباط الماضي.
وفي هذا الإطار، قالت تراس: "لا يمكننا رفع العقوبات وأي نوع من المهادنة من شأنه ببساطة أن يقوي شوكة بوتين في الأجل الطويل".
وموانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود مغلقة منذ أن أرسلت روسيا آلاف الجنود إلى أوكرانيا، ويوجد أكثر من 20 مليون طن من الحبوب عالقة في صوامع في البلاد.
مناشدة لفك الحصار البحري أمام صادرات الغذاء
وقبل يومين وجّهت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، نداءً إلى روسيا لفتح البحر الأسود، داعية إلى إجراء محادثات مع موسكو للسماح بمرور صادرات القمح العالقة في أوكرانيا.
وأشارت فون دير لاين في تصريحات لوكالة "رويترز" على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، إلى أن أزمة الغذاء تتفاقم، وأن نوعًا من الحوار مع موسكو مطلوب لتحرير 20 مليون طن من القمح العالقة في أوكرانيا، بسبب الحصار البحري الروسي.
بدوره، اتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن روسيا الأسبوع الماضي، باستخدام الغذاء كسلاح من خلال احتجاز الإمدادات "رهينة" ليس فقط للأوكرانيين لكن للملايين في أنحاء العالم أيضًا، بينما ترفض موسكو هذا الادعاء.
يذكر أن أطرافًا زراعية كبرى بينها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، أكدت أخيرًا على ضمان الأمن الغذائي العالمي رغم تداعيات الاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا.