عقد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين اليوم الخميس، إلى جانب نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان مؤتمرًا صحفيًا بمقر وزارة الخارجية في بغداد، حيث أكد الوزيران أن البلدين "يعملان سويًا لتخفيف التوتر في المنطقة وتعزيز استقرارها".
وقال مراسل "العربي" من بغداد إن: زيارة ابن فرحان تبحث الملفات الخارجية وعلى رأسها وساطة العراق بين إيران والسعودية، لا سيما أن الحكومة العراقية السابقة نجحت في تقريب وجهات النظر بين البلدين وعقد أكثر من جولة حوار.
كما يسعى العراق لعقد حوار بين طهران والرياض لا يقتصر على بعض المسؤولين، بل يجمع وفدين من وزارتي خارجية البلدين أو لقاء تبادل الزيارات.
وتستضيف بغداد منذ 2021 مباحثات بين إيران والسعودية جرى آخرها في أبريل/ نيسان 2022 لإنهاء القطيعة الممتدة منذ 2016، أملاً في التوصل إلى تفاهمات بشأن خلافات في عدة ملفات، أبرزها حرب اليمن.
وتشير المعلومات المؤكدة، إلى أن وزير خارجية السعودية سيلتقي كلًا من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان، وفق مراسلنا.
أما على المستوى الداخلي، فيبحث البلدان سبل التعاون في مجالات عدة أهمها الطاقة والربط الكهربائي بين العراق والسعودية ودول الخليج العربي، فضلاً عن التعاون الأمني.
"زخم إيجابي"
وقال ابن فرحان في المؤتمر الصحافي: "العلاقة مع العراق تشهد زخمًا إيجابيًا كبيرًا في الفترة الأخيرة بفضل توجيهات القيادات بالبلدين ونعمل باستمرار بهذا الزخم خاصة في الجانب الاقتصادي".
وأضاف: "ندعم كل جهود العراق في تعزيز الرخاء والاستقرار والنمو، وسنعمل على دعم ذلك من خلال تفعيل مجلس التنسيق المشترك الذي يعمل على تفعيل مشاريع وفرص عديدة".
واستدرك: "لن نستطيع تحقيق هذه الأهداف إلا باستقرار المنطقة، وهنا يلعب العراق دورًا أساسيًا ومهمًا في تعزيز استقرار المنطقة ونحن منخرطون سويًا لتحقيق ذلك".
من جانبه، وصف حسين زيارة بن فرحان بـ "المهمة"، حيث "تأتي في فترة تتميز بكثرة التحديات وظروف حساسة جدًا لذا من المهم إجراء الحوارات والنقاشات حول التحديات التي تهم المنطقة عامة".
وأضاف: "العلاقات الثنائية بين البلدين تطورت، وهناك تنسيق كامل حول السياسية النفطية وتعاون تجاري وأمني، ونتطلع إلى تزويد العراق بالطاقة الكهربائية سواء من الشبكة السعودية أو الخليجية". وتابع حسين: "نعمل معًا لتخفيف حالة التوتر في المنطقة".
وأشار إلى أن المباحثات بين الجانبين تطرقت للقمة العربية المقرر عقدها في السعودية العام الجاري، مؤكدًا أن الرياض "تسعى لدفع العمل العربي المشترك".
وتطورت العلاقات بين العراق والسعودية بشكل متسارع خلال السنوات القليلة الماضية، بعد أن تم استئنافها عام 2015، والتي كانت مقطوعة منذ عام 1990 إثر الغزو العراقي للكويت.