انتقد "الاتحاد العام التونسي للشغل" الذي يعد أكبر منظمة عمالية بتونس اليوم الإثنين، ما اعتبره "إهدار فرص" إصلاح البلاد من قبل الرئيس قيس سعيد، وعدم اتخاذ الأخير خطوات جديدة لحل الأزمة السياسية القائمة.
جاء ذلك على لسان أمين عام الاتحاد نور الدين الطبوبي، في كلمة خلال فعالية بمحافظة نابل شمال شرق تونس.
وقال الطبوبي، في كلمته إن "إهدار فرص تغيير وإصلاح البلاد تجلى في عدم مكافحة الفساد بوضوح وشفافية خاصة فيما يتعلق بمعالجة الترسانة التشريعية والقانونية".
وواصل الطبوبي حديثه دون أن يذكر قيس سعيد لكنه خاطبه مخاطبة الحاكم القائم على شؤون البلاد، قائلا: "قدم رؤيتك لنحكم عليها إن كانت واضحة الأهداف ودون ضبابية؛ فنحن في الاتحاد لن نعارضها... ولتعلموا نحن في الاتحاد بمنأى عن منافستكم في الترشح للانتخابات الرئاسية والتشريعية، ولكن تهمنا مصلحة البلاد".
وأضاف: "كل فترة تتعطل فيها دواليب الدولة يكون النقابيون أكبر المتضررين لأن ملفاتهم متراكمة".
وتابع الطبوبي: "كل سلطة ترغب في حكم البلاد نحن معها، لكن من يريد أن يحكم تونس عليه أن يقرأ تاريخها جيدًا، وسيجد عنوانها الرئيسي هو الاتحاد التونسي للشغل؛ هذه الخيمة التي يؤمها اليمين واليسار ومختلف شرائح الشعب التونسي".
وأردف، موجهًا كلمته للرئيس التونسي: "إذا مشيتم في الخط الوطني وحافظتم على مسار الدولة المدنية الاجتماعية لن تجدوننا إلا جنودًا في خدمة الوطن، أما إن حدتم عن هذا الخط فنحن متعودون على المعارك وجاهزون لها، ونخوض معارك مضامين لا معارك وهمية".
دعوة إلى انتخابات مبكرة
والسبت، دعا الطبوبي إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة تفضي لتشكيل برلمان جديد، وذلك وفق مقطع فيديو نشرته صفحة الاتحاد على موقع "فيسبوك".
وكان الاتحاد قد أعلن مساندته قرارات الرئيس سعيد الاستثنائية، التي أعلنها يوم 25 يوليو/تموز الماضي لمدة 30 يومًا، وطالب بـ"توضيح خارطة الطريق والرؤية لمعرفة كيفية الخروج من هذه المرحلة".
واعتبر الاتحاد أن الجميع تقريبًا مع تغيير الواقع الحالي للبلاد لكن عبر تشريك المكونات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، داعيًا إلى انتخابات تشريعية مبكرة تفضي إلى برلمان جديد وإلى تركيز حكومة تهتم بشؤون المواطنين.
تونس أمام خيارين
من جهته، قال الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري، إن البلاد أمام طريقين لا ثالث لهما، إما الحوار أو الديكتاتورية.
ووفق وسائل إعلام محلية، اعتبر الطاهري أن الطريقين الذين لا ثالث لهما هما، إما التشارك والحوار وطبعًا وفق شروط، أو التفرد والديكتاتورية، وما سيفضيان إليه من خضوع نهائي للإملاءات الخارجية.
وكان الاتحاد العام التونسي للشغل قد أبدى في العديد من المرات موقفه من الوضع الراهن الذي تمر به البلاد، مطالبًا بضرورة توضيح الرؤية وتبيان أي طريق سيسلكه رئيس الجمهورية.
دعوات تونسية لإجراء انتخابات مبكرة في البلاد👇 #تونس https://t.co/NZjbP1CuZz
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 11, 2021
الأزمة التونسية
وتضمنت قرارات سعيد، التي مددها يوم 24 أغسطس/آب لأجل غير مسمى، تجميد عمل البرلمان، ورفع الحصانة عن النواب، وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، على أن يتولى بنفسه السلطة التنفيذية، بمعاونة حكومة يعين رئيسها.
ورفضت غالبية أحزاب تونس قرارات سعيد، واعتبرها البعض "انقلابًا على الدستور"، بينما أيدتها أحزاب أخرى رأت فيها "تصحيحًا للمسار"، في ظل أزمات سياسية واقتصادية وصحية.
بعد الحديث عن تعليق العمل بالدستور أو تعديله.. تحذيرات في #تونس من خطوات أحادية لتغيير النظام السياسي #العربي_اليوم pic.twitter.com/QQQN7wlvWr
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 13, 2021