الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

احتجاجات في فرنسا وألمانيا وإيطاليا.. التضخم وارتفاع الأسعار ينهكان أوروبا

احتجاجات في فرنسا وألمانيا وإيطاليا.. التضخم وارتفاع الأسعار ينهكان أوروبا

Changed

ناقشت فقرة من برنامج "الأخيرة" التظاهرات في الدول الأوروبية تنديدًا بغلاء الأسعار وارتفاع أسعار الوقود (الصورة: غيتي)
طالب المحتجون في فرنسا برفع مستوى الرواتب، ومكافحة ارتفاع الأسعار، وتحديد سن التقاعد عند الستين عامًا، وفرض ضرائب أكثر على الأغنياء والشركات عالية الأرباح.

تشهد العديد من الدول الأوروبية مظاهرات حاشدة احتجاجًا على ارتفاع الأسعار، وزيادة معدلات التضخّم، ناهيك عن أزمة الوقود.

فقد تظاهر العشرات في مدينة شتوتغارت الألمانية احتجاجًا على غلاء أسعار الغذاء والطاقة. وطالب المتظاهرون بمساعدة الفئات الفقيرة، وبتكافؤ الفرص للجميع، وتأمين إسكان ميسور التكلفة، ودعم الحكومة لذوي الأجور المنخفضة، وزيادة المساعدات الاجتماعية.

وفي إيطاليا، تجمع العشرات في مدينة روما، مطالبين بخفض الفواتير وزيادة الأجور، إضافة إلى مساعدات اجتماعية أكبر لحماية الأسر من تأثير ارتفاع أسعار الطاقة.

وأبدى المتظاهرون خشيتهم من ارتفاع أسعار فواتيرهم إلى حد لا يستطيعون دفعها، ومن تفاقم أزمة الطاقة وتداعياتها عليهم.

أما في فرنسا، فنظمت أحزاب يسارية تظاهرات حاشدة في باريس، احتجاجًا على الأوضاع المعيشية، وتزامنًا مع أزمة نقص الوقود بسبب إضراب عمال مصافي النفط.

وطالب المحتجون برفع مستوى الرواتب، ومكافحة ارتفاع الأسعار، وتحديد سن التقاعد عند الستين عامًا، وفرض ضرائب أكثر على الأغنياء والشركات عالية الأرباح، واتخاذ إجراءات جدية لمواجهة التغيّر المناخي.

غياب العدالة

وبعد تظاهرات سابقة رفضًا لانتخاب الرئيس إيمانويل ماكرون، نزل اليساريون في تظاهرات رفضًا لسياساته، والتي أنتجت كما يقولون تضخمًا غير مسبوق، وارتفاعًا كبيرًا في أسعار الطاقة والمواد الغذائية، تضاف إليها الأجور المتدنية.

وهذه المطالب هي نفسها التي نادى بها أصحاب السترات الصفر بداية عهد ماكرون.

وقال أحد المتظاهرين، في حديث إلى "العربي"، إن "غالبية رواتب الناس تبلغ 1500 يورو، منها 500 يورو للوقود". وسأل: "هل هذا هو الهدف من العمل؟ وهل بات حلم الفرنسيين ينحصر في النوم تحت سقف آمن؟".

بدوره، قال متظاهر مسن إنه شارك في التظاهرات بسبب "غياب العدالة، إذ إن حفنة من الأغنياء يزدادون ثراء بسبب الأزمات، بينما يزداد الفقير فقرًا. وهذا أمر مرفوض".

من جهته، عبر أحد الناشطين البيئيين عن غضبه من "السياسات البيئية السيئة، والتعدي على كرامتنا المتمثلة في رواتبنا".

شتاء قاس

ولن تكون مظاهرات اليساريين الوحيدة في البلاد، بل ستتبعها مظاهرات أخرى لنقابات العمال مصحوبة بإضراب عام وشامل، بسبب عدم توصل نقابات العمال إلى أي اتفاق مع الحكومة بخصوص فض الإضرابات في القطاع النفطي.

ويبدو أن هذا الشتاء سيكون قاسيًا لناحية العلاقة بين الحكومات من جهة، والنقابات من جهة أخرى.

وفي هذا الإطار، قال وليد عباس، مدير تحرير راديو "مونتي كارلو"، إن الحكومة الفرنسية قادرة على الضغط على شركات النفط، وتحديدًا "توتال إينرجي"، من أجل الدخول في المفاوضات مع العمال بصورة أكثر نزاهة.

وأوضح عباس، في حديث إلى "العربي"، من باريس، أن "توتال"حققت أرباحًا تجاوزت 10 مليارات يورو خلال هذا العام، ووزعت حوالي مليارين ونصف المليار يورو على حملة الأسهم، كما قام رئيس الشركة بزيادة راتبه بنسبة 50%، في وقت يطالب العمال المتظاهرون بزيادة رواتبهم بنسبة تتراوح بين 7 و10%، لتجاوز نسبة التضخم، والحصول على نصيب مما حققته الشركة من أرباح.

وأشار إلى أن الشركة ترفض منذ ثلاثة أسابيع التفاوض مع العمل المضربين عن العمل، وتحت ضغط الحكومة الفرنسية قامت بالتفاوض مع العمال، غير أن ما قدمته لا يتناسب مع ما تطالب به بعض النقابات.

وأوضح عباس أن الدول الأوروبية تعاني بشكل متفاوت من أزمة الطاقة الناتجة عن الحرب في أوكرانيا، مؤكدًا أن الدولة الأكثر تضررًا هي ألمانيا.

ولفت إلى أن الأزمة الحالية في فرنسا هي أزمة اجتماعية واقتصادية حادة، وامتداد لأزمة السترات الصفر رفضًا لانخفاض مستوى المعيشة والدخل.

وتشهد فرنسا، غدًا الثلاثاء، تظاهرات تضم قطاعات كثيرة على غرار التعليم، والصحة، والنقل.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close