توّجه الملك تشارلز الثالث، بالشكر إلى البريطانيين، مؤكدًا أن دعمهم له هو "أجمل هدية تتويج"، وذلك مع انتهاء عطلة نهاية أسبوع طويلة ممتلئة بالاحتفالات أمس الإثنين، احتفلًا بتتويج ملك بريطانيا الجديد.
فبعد 8 أشهر على اعتلائه العرش عقب وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية، تُوِج الملك تشارلز وزوجته كاميلا رسميًا يوم السبت الفائت في مراسم دينية تميّزت بالأبهة والتقاليد، في كنيسة وستمنستر بلندن، في أكبر فعالية احتفالية من نوعها في بريطانيا منذ 70 عامًا.
وبعد الاحتفالات التي تخللتها مآدب الغداء بين الجيران وحفل موسيقي كبير، خُصص يوم أمس الإثنين للأعمال التطوعية حيث أعلن أنه يوم عطلة رسمية.
وفي رسالة مكتوبة قال الملك: "معرفة أننا نحظى بدعمكم وتشجيعكم وأن نشهد اللطف الذي أبديتموه بشتى الطرق هو أجمل هدية تلقيناها في التتويج"، مشيرًا إلى أنه يتعهّد "تكريس حياته لخدمة شعب المملكة المتحدة والكومنولث".
حفلة قلعة وندسور
ويوم الأحد، بلغت الاحتفالات أوجها في "حفل التتويج" الذي شارك فيه مغنون بينهم ليونيل ريتشي وكيتي بيري، بحضور أفراد العائلة المالكة وجمهور بلغ 20 ألفًا في قلعة وندسور غربي لندن.
وفي فقرة كوميدية مفاجئة بعد الحفل، قاطع تشارلز وكاميلا المغنيين ريتشي وبيري وهما ينقلان تجربتهما في العطلة الأسبوعية في البرنامج التلفزيوني "أميركان أيدول"، والمغنيان عضوان بلجنة تحكيم البرنامج.
يوم التطوع
أما أمس الإثنين، فنفّذت أكثر من 1500 جمعية مئات آلاف الأعمال التطوعية، وقد شارك ولي العهد الأمير وليام وزوجته كايت وأولادهما الثلاثة جورج وشارلوت ولويس، في أعمال للكشافة في سلاو بغرب لندن.
كما تطوع أفراد آخرون من العائلة المالكة في فعاليات في أنحاء البلاد، وشارك أيضًا ريشي سوناك رئيس الوزراء وكير ستارمر زعيم حزب العمال المعارض في فعاليات تطوعية.
وقال سوناك لمحطات البث: "في عطلة نهاية الأسبوع، أعتقد أنه لا بلد آخر في العالم بوسعه تنظيم هذه المظاهر المبهرة"، وذلك خلال زيارته لأحد النوادي الاجتماعية خارج لندن حيث قام بتقطيع الجزر الأبيض والفراولة.
وأضاف: "كان من المؤثر بشدة ومن المبهج جدًا أن أحضر مراسم التتويج، إنها تجربة أعتقد أن لا أحد سينساها في بقية حياته".
في سياق آخر، تقدّر تكلفة يوم التتويج بأكثر من 200 مليون دولار، بالإضافة إلى تكلفة الاحتفالات التي قدّرت بـ300 مليون دولار، علاوة على تجديد قصر باكنغهام بالذهب والأجراس بتكلفة تصل إلى 465 مليون دولار.
توقيفات واحتجاجات
في المقابل، لم يكن لدى أكثر من 70 % من البريطانيين أي نية للمشاركة في أي احتفال، وفقًا لاستطلاع أجراه معهد "يوغوف" مؤخرًا.
ولا يتمتع تشارلز بشعبية والدته إليزابيث الثانية التي توفيت في أيلول/سبتمبر. وتظاهر محتجون مناهضون للملكية في لندن السبت مع مرور الموكب، وفي إسكتلندا وويلز كذلك. بينما يعتقد حوالي 15 % من البريطانيين أنه يجب إلغاء النظام الملكي.
واعتقلت شرطة لندن صباح السبت 6 من قادة حركة "جمهورية" المناهضة للنظام الملكي، بينهم رئيس الحركة غراهام سميث. وأطلق سراحهم بعد ساعات في المساء. وأثار توقيفهم انتقادات حادة.
وفي بيان، أعربت شرطة لندت عن "أسفها" لعدم تمكّن 6 موقوفين من التظاهر في يوم التتويج، فبموجب قانون دخل الأربعاء حيّز التنفيذ واستدعى انتقادات حتى في الأمم المتحدة، يمكن للشرطة توقيف أشخاص يشتبه في أنهم يسعون إلى إحداث "اضطرابات خطيرة" في النظام العام.
