الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

استبدلتها بطرز أقدم.. واشنطن تنقل مقاتلات متطورة من الشرق الأوسط

استبدلتها بطرز أقدم.. واشنطن تنقل مقاتلات متطورة من الشرق الأوسط

Changed

نافذة أرشيفية ترصد إرسال القوات الأميركية في السابق قاذفتين من طراز "بي 52" إلى الشرق الأوسط في تحذير لإيران (الصورة: وول ستريت جورنال)
يأتي نشر طائرات "إيه-10" المقرّر في أبريل المقبل، ضمن خطة أوسع تتضمّن الاحتفاظ بقوات بحرية وبرية محدودة في منطقة الشرق الأوسط.

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة ستُرسل طائرات هجومية قديمة من "طراز إيه-10" لتحل محل الطائرات القتالية الأكثر تطورًا في الشرق الأوسط، وذلك في إطار جهودها لنقل المزيد من المقاتلات الحديثة إلى المحيط الهادئ وأوروبا لردع الصين وروسيا.

ونقلت الصحيفة عن  مسؤولين أميركيين قولهم إن نشر طائرات "إيه-10" المقرّر في أبريل/ نيسان المقبل، يأتي ضمن خطة أوسع تتضمّن الاحتفاظ بقوات بحرية وبرية محدودة في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضحت أن الجيش الأميركي ينتقل إلى حقبة جديدة من المنافسة على لقب "القوة العظمى" مع الصين وروسيا، وقد سعى لسنوات إلى تقليص وجوده في الشرق الأوسط لمواجهة مجموعة من التحديات، من بينها مشاركة القوات العراقية والسورية في محاربة "تنظيم الدولة"، ومحاولة ردع الهجمات المتكرّرة التي تشنّها الميليشيات المدعومة من إيران، بينما تتشارك الطائرات الأميركية والروسية في المجال الجوي السوري.

وأمام هذه التحديات، قال مسؤول دفاعي كبير للصحيفة إن القيادة المركزية الأميركية، التي تشرف على العمليات في الشرق الأوسط، قرّرت أنها بحاجة إلى الاحتفاظ بسربين من الطائرات المقاتلة النفاثة في المنطقة.

ولكن مع تركيز البنتاغون على الصين، وقلقها بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا، قرّرت أنه لا توجد طائرات مقاتلة كافية لتحقيق هذا الهدف. فاقترح سلاح الجو إرسال طائرات "A-10".

وبموجب الخطة الجديدة، سيتمركز سرب من طائرات "A-10" في المنطقة إلى جانب سربين من طائرات "F-15E" و "F-16". وعادة ما يبلغ عدد الأسراب المنتشرة في المنطقة حوالي 12 طائرة.

غير أن الخطة أثارت دهشة بعض الدوائر الدفاعية منذ أن ضغطت القوات الجوية للتخلص التدريجي من طائرات "A-10s" القديمة لاستخدام الأموال في برامج أخرى.

ويقول المنتقدون إن الطائرات التي يبلغ عمرها أربعة عقود، هي ضعيفة للغاية وبطيئة في التعامل مع الجيش الصيني المتنامي. لكن بعض الخبراء يقولون إنها لا تزال تتمتّع بفائدة في الشرق الأوسط، بما في ذلك ضد مقاتلي الميليشيات المسلحة تسليحًا خفيفًا أو السفن البحرية الإيرانية، مما يمكّن البنتاغون من نقل المقاتلات الحديثة متعددة المهام إلى المحيط الهادئ وأوروبا.

من جهته، قال لاري ستوتزريم، اللواء المتقاعد بالقوات الجوية: "إن الأمر الأساسي هو نقل أنسب طائرة إلى المحيط الهادئ لمواجهة التهديدات الكبرى".

خطة سرية أكثر شمولًا

وتُعدّ عمليات نشر القوات الجوية جزءًا من خطة سرية أكثر شمولًا، تتضمّن وجود سفينتين إلى ثلاث سفن بشكل عام في الشرق الأوسط، ولكن ليس حاملة طائرات، وفقًا لمسؤولين مطلعين على الخطة.

بالإضافة إلى ذلك، ستحتفظ الولايات المتحدة بكتيبتين مضادتين للصواريخ من طراز "باتريوت" في الشرق الأوسط. تتكون الكتيبة من أربع بطاريات باتريوت، يمكن أن تحتوي كل منها على ما يصل إلى ثمانية قاذفات. كما ستواصل الولايات المتحدة الاحتفاظ بنحو 2500 جندي في العراق، وحوالي 900 جندي في سوريا لمساعدة الشركاء المحليين في محاربة مقاتلي تنظيم الدولة. وبالمجمل، سيبقى أكثر من 30 ألف جندي أميركي في المنطقة.

هل تكفي لمواجهة تهديدات الشرق الأوسط؟

غير أن بعض الضباط الأميركيين المتقاعدين يشعرون بالقلق من أن مستويات القوة هذه غير كافية للتعامل مع مجموعة كاملة من التهديدات في الشرق الأوسط.

ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين قولهم إن بعض مسؤولي الدفاع اقترحوا العام الماضي إجراء تخفيضات أكبر في نشر القوات البحرية الأميركية وصواريخ باتريوت في الشرق الأوسط من أجل نقل القوات إلى مكان آخر.

لكن الجنرال إريك كوريلا، رئيس القيادة المركزية، رفض هذا الاقتراح في مذكرة سرية إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، قبل أن يتخذ وزير الدفاع لويد أوستن قرارًا بشأن مستويات القوة الحالية.

وقال بات رايدر، المتحدث باسم البنتاغون، للصحيفة إنّ "عملية إدارة القوات العالمية التي تتبعها وزارة الدفاع تتّسم بالديناميكية، ويتخذ وزير الدفاع قرارات بناءً على التهديدات التي تتعرض لها قواتنا ومصالح أمننا القومي"، رافضًا مناقشة التفاصيل.

بدوره، دافع الكولونيل جو بوتشينو، المتحدث باسم القيادة المركزية "سنتكوم"، عن موقف القوات الأميركية، بينما امتنع أيضًا عن مناقشة التفاصيل.

وقال للصحيفة: "إننا ننتقل من فترة تاريخية كانت فيها القيادة المركزية مسرحًا لحربين طويلتين. لكننا الآن، لا نملك العدد الهائل من الطائرات والسفن والقوات وأنظمة الدفاع الجوي التي كانت لدينا في المنطقة قبل خمس سنوات فقط. وبدلاً من ذلك، يتعين علينا تنمية شراكات عميقة ودائمة يمكن أن تكون بمثابة إجراءات احتياطية ضد التهديدات في المنطقة، ورادعة لإيران".

غير أنّ أنتوني زيني، قائد القيادة المركزية بين عامي 1997 و2000، أوضح أنّ الطائرة التي تُخطّط الولايات المتحدة للاحتفاظ بها في المنطقة هي في الأساس "عنصر استبدال لا يمكن مواجهة إيران بها".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة