فيما كان السباق الرئاسي في الانتخابات التركية يحتدم، لم ينافس شيء السؤال حول النتائج المتوقعة، بانتظار الأرقام النهائية التي حسمت النقاش الدائر والرهان الحاصل بالانتقال إلى جولة إعادة في 28 من مايو/ أيار الجاري.
قبل الاستحقاق، نشرت وسائل الإعلام توقعات استطلاعات للرأي بشأن المرشح الفائز في رئاسة البلاد.
لكن بيانات الاستطلاع دحضتها أوراق الانتخاب، التي أفرزت انقسامًا حادًا في المجتمع التركي بين مرشحَين يقف كل منهما على رأس حزب يختلف عن نظيره أيديولوجيًا.
فلماذا أخفقت أرقام الاستطلاعات؟ أليس من تم استطلاعهم سابقًا هم ذاتهم من صوتوا بالأمس، فما الذي تغيّر؟
"توجيه الرأي العام"
نشر مركز "أورك" للأبحاث في أنقرة استطلاعات تشير إلى توقع فوز المرشح التركي المعارض كمال كليتشدار أوغلو بواقع 49% مقابل 42% لمنافسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
حامت شكوك حول النتائج واتهامات من قبل برلمانيين بأنها استطلاعات تمت بدعم مادي من المعارضة لا هدف لها سوى التأثير على الناخب.
وفي هذا الصدد، قال متخصصون: لا يمكن الوثوق بشركات تظهر فقط في فترة الانتخابات لتتصدر أجندة الرأي العام والإعلام، بل وتقوده.
وأشاروا إلى أن لبعض هذه الشركات توجهات سياسية إما مؤيدة للرئيس التركي أردوغان أو لمعارضيه.
كما يوجه البعض أصابع الاتهام لمؤسسات دولية وأجنبية "صاحبة أجندة" تعمل في الخفاء؛ مهمتها توجيه الرأي العام لأحد المتنافسَين.
إلى ذلك، راهنت الاستطلاعات في نتائجها أيضًا على ما يعرف بالجيل "زد" وهي فئة الشباب، فللمرة الأولى تمكن 5 ملايين شاب تركي من التصويت.
وفيما حاول كثر القول: إن الجيل "زد" سيصوت لطرف المعارضة على حساب الرئيس التركي، أظهر أحد الاستطلاعات المعروضة أن 70% من الجيل الجديد سيصوت لمرشح تحالف الشعب المعارض.