الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

استعدادات لهجوم كبير شرقي أوكرانيا.. "الأطلسي" يرجح استمرار الحرب لأشهر

استعدادات لهجوم كبير شرقي أوكرانيا.. "الأطلسي" يرجح استمرار الحرب لأشهر

Changed

تقرير يتحدث عن التوقعات الغربية بحرب طويلة الأمد في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا عقوبات جديدة على روسيا، في ظل سعي غربي لتعليق عضوية موسكو في مجلس حقوق الإنسان على خلفية استمرار هجومها في أوكرانيا.

فرضت الدول الغربية، الأربعاء، سلسلة عقوبات جديدة على روسيا، ردًا على هجومها على أوكرانيا، بينما تسود مخاوف من أن الجيش الروسي يستعد لهجوم روسي كبير على حوض دونباس شرقي أوكرانيا.

واكتسبت العقوبات الغربية على روسيا قوة دافعًا جديدًا هذا الأسبوع، بعد اكتشاف مقتل مدنيين بالرصاص في بلدة بوتشا الأوكرانية اثر استعادتها من القوات الروسية، وبعد اتهام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بارتكاب "جرائم حرب" تستدعي عقوبات متناسبة.

وندد زيلينسكي بتردد الأوروبيين في حظر واردات الطاقة الروسية، مشيرًا إلى أن بعض القادة أكثر حرصًا على الأعمال التجارية من اكتراثهم لجرائم الحرب.

دبلوماسيًا، تجري الجمعية العامة للأمم المتحدة، عند الساعة الثانية من بعد الظهر بتوقيت غرينيتش من يوم الخميس، تصويتًا بناء على طلب من الغرب للبتّ في تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان.

بينما أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن قتل المدنيين في أوكرانيا جعل محادثات السلام بين موسكو وكييف أكثر صعوبة، لكنه توقع عقد المزيد من جولات المفاوضات التي ربما تكون في نهاية المطاف بين وزيري الخارجية.

وفي هذا الإطار، قال الكرملين إن العمل جارٍ على بدء جولة جديدة من محادثات السلام بين موسكو وكييف، لكنها لا تتقدم بالسرعة التي يريدها.

خطة إعادة إعمار

كما دعا المستشار الألماني أولاف شولتس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن ينهي على الفور "حربه المدمرة" في أوكرانيا، متعهدًا بمواصلة دعمها بكل الوسائل الممكنة إلى أن يسحب الكرملين قواته.

وتواصلت عملية طرد الدبلوماسيين الروس، مع إعلان اليونان طرد 12 دبلوماسيًا روسيًا على غرار دول أوروبية اخرى اتخذت قرارات مماثلة. بينما أعادت تركيا فتح سفارتها في العاصمة الأوكرانية كييف بعدما كانت نقلتها بشكل موقت إلى الحدود الرومانية في مارس/ آذار الماضي لدواع أمنية.

على الصعيد الاقتصادي، قال المفوض الأوروبي للميزانية يوهانس هان إن أوكرانيا ستحتاج إلى خطة إعادة إعمار بعد الحرب مع روسيا، على غرار "خطة مارشال" التي عرضتها الولايات المتحدة على أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

وبينما يتحدث مسؤولون أميركيون عن خطر صراع طويل الأمد، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم الأربعاء أن تقديراتها تشير إلى أن أوكرانيا بإمكانها الانتصار في الحرب ضد روسيا.

عقوبات جديدة

وشملت العقوبات الغربية الجديدة ابنتين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، و"سبيربنك"، أكبر مصرف روسي حكومي، و"ألفا بنك"، أكبر مصرف روسي خاص، مشيرًا إلى أن جميع الاستثمارات الأميركية الجديدة في روسيا أصبحت ممنوعة.

بدورها، أعلنت بريطانيا أنها جمّدت أصول "سبيربنك" و"كريديت بنك أوف موسكو" الروسيين، ووقف جميع واردات الفحم الروسي بنهاية 2022، وفرض عقوبات على ثمانية رجال أعمال روسيين آخرين.

من جهته، أشار رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي إلى أن وقف واردات الغاز من روسيا ليس موضع بحث على مستوى الاتحاد الأوروبي، لكنه، في الوقت نفسه، قال إنه "إذا تمّ التوصل إلى توافق حول هذه المسألة، فإن إيطاليا ستمضي في ذلك عن طيب خاطر".

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الأربعاء إن على الاتحاد الأوروبي "عاجلًا أم آجلًا" فرض عقوبات على قطاع النفط والغاز الروسي، مندّدًا بـ"جرائم ضد الإنسانية" ارتكبت في بوتشا و"الكثير من المدن الأخرى" في أوكرانيا.

وتراجعت الأسهم الأوروبية من أعلى مستوياتها في أكثر من ستة أسابيع اليوم الأربعاء، وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.3 بالمئة، لينضم إلى أسواق وول ستريت وآسيا إذ ضغطت أيضا المخاوف حيال تشديد من مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي.

وكان قطاعا التكنولوجيا وشركات السلع الاستهلاكية غير الضرورية أكبر الخاسرين على المؤشر.

"مجزرة بوتشا"

وندد البابا فرنسيس الأربعاء، بـ"وحشية تزداد فظاعة" ترتكب في أوكرانيا و"تشمل مدنيين" أيضًا في إشارة إلى "مجزرة بوتشا".

وقال البابا: "الأنباء الأخيرة عن الحرب في أوكرانيا (..) تدل على فظائع جديدة مثل مجزرة بوتشا، وحشية تزداد فظاعة ترتكب أيضا في حق مدنيين ونساء واطفال".

بدوره، رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة نشرت الأربعاء أن عمليات القتل المزعومة في بلدة بوتشا الأوكرانية "من المرجح جدًا أن تكون جرائم حرب".

كما أعلنت ألمانيا أن الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعية الشهر الماضي لجثث مدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية، قدمت أدلة قوية ضد إنكار موسكو ضلوع القوات الروسية في تلك الجرائم.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأربعاء، أن المجزرة التي تتهم كييف الروس بارتكابها في بوتشا الأوكرانية "لا تبدو أقل بكثير من إبادة بالنسبة" له.

ووصفت الصين التقارير عن مقتل مدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية بأنها "مزعجة جدًا"، لكنّها في الوقت نفسه اعتبرت أن "أي اتهام يجب أن يستند إلى حقائق، وأنه يجب عدم تسييس" أي وضع إنساني.

بدوره، أعرب وزير الخارجية الهندي عن "انزعاجه الشديد" من مقتل مدنيين في بوتشا، لكنه لم يصل إلى حد إلقاء اللوم على روسيا، داعيًا إلى إجراء تحقيق مستقل.

كما قالت وزارة الخارجية التركية إن صور مقتل المدنيين في منطقتي بوتشا وإربين قرب العاصمة الأوكرانية كييف "مرعبة" و"محزنة للبشرية"، موضحة أنها تنتظر أن يخضع الموضوع لتحقيق مستقل، وأن تتم معرفة المسؤولين ومحاسبتهم.

لكن روسيا نفت استهداف المدنيين في بوتشا، ووصفت الأدلة المقدمة بأنها "تزوير شنيع" عمد إليه الغرب لتشويه سمعتها.

واعتبرت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أن صور الجثث المتناثرة في شوارع بلدة بوتشا الأوكرانية، التي تقول روسيا إنها مفبركة، تهدف لتبرير فرض المزيد من العقوبات على موسكو وعرقلة محادثات السلام مع كييف.

إخلاء كييف فورًا

وفي التطورات الميدانية، دعت كييف، الأربعاء، سكان شرق أوكرانيا إلى إخلاء المنطقة "فورًا"، وسط مخاوف من أن حوض دونباس أصبح الآن هدفًا أساسيًا للكرملين.

وأشار مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى إلى أن تقديرات الولايات المتحدة تشير إلى أن روسيا أتمت انسحابها من محيط كييف، وأنها تعيد تجهيز قواتها وتزويدها بالإمدادات من أجل إعادة انتشار متوقّعة في أوكرانيا.

كما ذكرت المخابرات العسكرية البريطانية أن القتال الضاري والضربات الجوية الروسية مستمران في مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة، وأن "الوضع الإنساني في المدينة يزداد سوءًا".

وأضافت: "معظم السكان المتبقين البالغ عددهم 160 ألفا ليس لديهم كهرباء أو اتصالات أو دواء أو تدفئة أو ماء. القوات الروسية منعت وصول المساعدات الإنسانية، ومن المرجح أن تضغط على المدافعين (عن المدينة) للاستسلام".

من جهته، حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتخل عن رغبته في السيطرة على كامل أوكرانيا، مرجحًا أن تستمر الحرب "لأشهر وحتى سنوات".

وقالت النيابة العامة الأوكرانية في منشور على تطبيق تلغرام إنّ 12 شخصًا قتلوا في قصف مدفعي روسي استهدف قريتي فيليكا دميركا وبوغدانيفكا القريبتين من العاصمة الأوكرانية كييف.

كما أعلن حاكم لفيف في غرب أوكرانيا عدم ورود أي تقارير عن إصابات من جرّاء انفجارات دوّت في منطقته مساء الثلاثاء.

وأفاد مراسل "العربي" عن قصف صاروخي روسي استهدف مواقع في مدينة فينيتسيا بوسط أوكرانيا. بينما أكدت السلطات استمرار إجلاء المدنيين من مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك في دونباس.

قتلى ودمار هائل 

ورصدت كاميرا "العربي" ما خلّفته المعارك التي شهدها مطار غوستوميل من دمار هائل، فضلًا عن أكبر طائرة ناقلة للجنود في أوكرانيا وقد تحولت حطامًا.

وأشار مجلس مدينة كييف إلى مقتل 89 شخصًا، بينهم أربعة أطفال، وإصابة 398 آخرين وتدمير 167 مبنى سكنيًا منذ بدء هجوم روسيا على أوكرانيا يوم 24 فبراير/ شباط.

وقال حاكم منطقة دونيتسك الأوكرانية إن امرأتين على الأقل قُتلتا وأصيب خمسة آخرون اليوم الأربعاء حين أصابت نيران المدفعية الروسية نقطة توزيع مساعدات إنسانية في بلدة فولدار.

كما قصف الجيش الروسي، ليل الثلاثاء-الأربعاء، مخزنًا للنفط ومصنعًا قريبين من مدينة دنيبرو في شرق أوكرانيا ما أدى ألى تدميره.

وبعدما استعاد الجيش الأوكراني السيطرة عليها من القوات الروسية، بدت مدينة بوروديانكا الأوكرانية أقرب إلى "مدينة أشباح"، يسيطر عليها الخراب والدمار الهائل. وتكاد تخلو الشوارع من المواطنين، فيما تروي الأبنية المدمرة والعربات العسكرية المتفحمة أهوال الحرب، وسط انقطاع للكهرباء والماء والغاز.

وأعلنت هيئة الأركان الأوكرانية أن خسائر الجيش الروسي بلغت 18 ألفًا و600 جندي، وأن الجيش الأوكراني أسقط 150 مقاتلة و135 مروحية، ودمر 684 دبابة منذ بدء الحرب.

ولفتت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك إلى إجلاء 3 آلاف و846 شخصًا عبر ممرات إنسانية خلال الثلاثاء، مضيفة أن الخسائر غير المباشرة التي لحقت باقتصاد أوكرانيا جراء الحرب عليها بلغت 600 مليار دولار، مبينة أن الرقم يزداد كل يوم.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ القوات الجوية الروسية قصفت 24 منشأة عسكرية أوكرانية خلال الليلة الماضية، مشيرة إلى أنّ صواريخ عالية الدقة دمرت 5 خزانات لتخزين الوقود في مناطق خاركيف وميكولايف ودونباس.

وفي الحصيلة الإجمالية منذ بدء العمليات العسكرية في 24 فبراير/ شباط الماضي، كشفت وزارة الدفاع الروسية عن "تدمير 125 طائرة أوكرانية و93 مروحية و407 مسيّرات و1981 دبابة ومدرعات أخرى".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close