الإثنين 6 مايو / مايو 2024

استنكر "طموحات الغرب".. بوتين: لا مشكلة بانضمام فنلندا والسويد للناتو

استنكر "طموحات الغرب".. بوتين: لا مشكلة بانضمام فنلندا والسويد للناتو

Changed

ناقش برنامج "للخبر بقية" تفاصيل قمة مدريد ودلالات تطويرها مفهومًا إستراتيجيًا جديدًا لمواجهة روسيا (الصورة: الأناضول)
يمثّل تصريح بوتين تحوّلًا، إذ إنّ موقف بلاده من احتمال انضمام الدولتين الإسكندنافيتين إلى التحالف الغربي كان يعتبر هذه التطلّعات "عاملًا مزعزعًا للاستقرار".

في رد على توقيع تركيا والسويد وفنلندا، مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن عضوية البلدين الأخيرين في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة إلى تركمانستان، عدم وجود مشكلة لدى بلاده في انضمام هاتين الدولتين، إلى الحلف، لكنه حذر في الوقت نفسه من نشر وحدات عسكرية ومنشآت في البلدين من شأنها أن تهدد أمن بلاده.

وخلال مؤتمر صحافي في عشق أباد أمس الأربعاء، قال بوتين الذي كان يبدي موقفًا مغايرًا من انضمام ستوكهولم وهلسنكي لـ "الناتو": "لا مشاكل لدينا مع السويد وفنلندا كتلك التي لدينا مع أوكرانيا، إذا رغبت فنلندا والسويد فلتنضما، الأمر يخصهمها، يمكنهما الانضمام إلى حيث ما تريدان".

مخاوف روسية قائمة

وأضاف الرئيس الروسي: "لا خلافات حدودية بيننا، ليس هناك ما يمكن أن يزعجنا بشأن انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف الأطلسي".

لكن الرئيس الروسي حذر من أنه "إذا نُشرت هناك وحدات عسكرية وبنى تحتية عسكرية، فسنضطر للرد بالمثل وخلق نفس التهديدات للأراضي التي تنطلق منها التهديدات لنا".

وقررت السويد وفنلندا الانضمام إلى الحلف العسكري الغربي ردًا على هجوم القوات الروسية لأوكرانيا والذي بدأ فجر 24 فبراير/ شباط الماضي.

وبدأت عملية انضمام البلدين رسميًا إلى حلف شمال الأطلسي، أمس الأربعاء، خلال قمة بدأها الحلف في مدريد، وذلك بعد العمل على تبديد مخاوف تركيا، جراء دعمهما لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيًا لدى واشنطن وأنقرة، وتكافح الأخيرة في حربه منذ عقود.

وكلل ذلك، الثلاثاء الماضي، حينما وقعت تركيا والسويد وفنلندا، مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن عضوية البلدين الأخيرين في الناتو، على هامش قمة التكتل في مدريد، تعهد فيها البلدان بالتعاون التام مع تركيا في مكافحة التنظيمات الإرهابية.

وقالت رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون: إن مفاوضات انضمام بلادها إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" يمكن أن تستغرق عامًا واحدًا، وهي أسرع عملية توسيع للحلف.

ويمثل تصريح بوتين تحولًا، إذ إنّ موقف بلاده من احتمال انضمام الدولتين الإسكندنافيتين إلى التحالف العسكري الغربي كان يعتبر هذه التطلعات "عاملًا مزعزعًا للاستقرار".

وكان الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، قال خلال اجتماع قادة حلف الناتو في مدريد، للاتفاق على كيفية الرد على رسالة موسكو للغرب: إن الحلف يواجه أكبر تحد أمني منذ الحرب العالمية الثانية. ووصف قمة مدريد بأنها "تاريخية وتحولية في خضم أخطر أزمة أمنية تواجهها دول الحلف".

وفي هذا الإطار، أوضحت ليا شونيمان، نائبة مدير مبادرة الأمن في المجلس الأطلسي، أن قمة مدريد كانت تاريخية ومثلت فرصة للحلف للاجتماع لتوضيح المفهوم الإستراتيجي للناتو.

"الطموحات الإمبريالية"

وفي السياق، استنكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما وصفها "الطموحات الإمبريالية" لحلف شمال الأطلسي، متهمًا التحالف العسكري الغربي بالسعي لتأكيد "هيمنته" من خلال النزاع الأوكراني.

واعتبر بوتين أن "دعوة أوكرانيا لمواصلة القتال ورفض المفاوضات تؤكد افتراضنا بأن أوكرانيا وصالح الشعب الأوكراني ليسا هدف الغرب وحلف شمال الأطلسي، بل هو وسيلة للدفاع عن مصالحهما الخاصة".

وبحسب بوتين، فإن الحلف الأطلسي و"بالدرجة الأولى الولايات المتحدة، كانت بحاجة منذ فترة طويلة إلى عدو خارجي يمكن أن توحد حلفاءها حوله".

وأضاف أن "إيران لم تكن جيدة" في أداء هذه المهمة. وتابع الرئيس الروسي ساخرًا: "لقد منحناهم هذه الفرصة، فرصة توحيد الجميع حولهم".

بوتين ينفي قصف مجمع تجاري أوكراني

كما نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة تركمانستان، مسؤولية قواته عن استهداف مجمّع تجاري مكتظ بالمدنيين في مدينة كريمنشتوك في وسط أوكرانيا، في قصف صاروخي أسفر بحسب كييف عن سقوط 18 قتيلًا.

وقال بوتين: "جيشنا لا يضرب أي بنية تحتية مدنية. لدينا كل الإمكانيات اللازمة لمعرفة أين يوجد ماذا".

وأضاف بوتين: "لا أحد لدينا يطلق النار كيفما اتفق، عشوائيًا. في العادة، هذا الأمر يتمّ بناء على معطيات استخبارية عن الأهداف" وبواسطة "أسلحة فائقة الدقة".

وتابع الرئيس الروسي: "أنا واثق من أنه هذه المرّة كلّ شيء تم بهذه الطريقة بالضبط".

وأتى تصريح الرئيس الروسي بعد يومين على سقوط 18 قتيلًا، وعشرات الجرحى والمفقودين، بحسب كييف، في ضربة صاروخية استهدفت مجمّعًا تجارياً مكتظًا بالمدنيين في كريمنتشوك الواقعة على بُعد 330 كلم جنوب شرق كييف.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close