أفاد كيفل هورو، مدير سد النهضة الذي بدأت إثيوبيا بتشييده قبل نحو عقد، اليوم الخميس، بأنهم يخططون حاليًا لبدء عملية الملء الثالثة للسد، وذلك على الرغم من إرسال مصر خطاب اعتراض ورفض إلى مجلس الأمن الدولي قبل أقل من أسبوعين.
ولا تزال المفاوضات حول السد مجمدة منذ أكثر من عام، إذ تتمسّك القاهرة والخرطوم بالتوصّل أولًا إلى اتفاق ثلاثي على ملء وتشغيل السد، لضمان استمرار تدفّق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل، غير أن أديس أبابا ترفض ذلك، وتؤكد أن سدّها الذي لا يستهدف الإضرار بأحد.
وخلال حفل افتتاح توليد الكهرباء عبر التوربين الثاني للسد، بحضور رئيس الوزراء آبي أحمد، قال هورو إن أعمال المصنع الكهروميكانيكي والمزارع وصلت إلى 61%، بينما بلغت أعمال نقل الحديد 73%، وفق وكالة الأنباء الإثيوبية.
جهود لاستكمال مشروع السد
وأوضح مدير السد، أن إجمالي عملية بناء السد وصلت إلى 83.3%، مشيرًا إلى أن الجهود جارية لاستكمال المشروع خلال العامين ونصف العام القادمين.
والتوربين أو العنفة هو جهاز يستخدم الطاقة الحركية لمواد مائعة أو غازية كالماء أو البخار أو الهواء ويحولها إلى طاقة ميكانيكية عبر حركة دورانية، ويُستخدم لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح والماء.
يشار إلى أن التوربين الثاني سيولد طاقة كهربائية بحجم 270 ميغاواط، حسب الوكالة.
وخلال الاحتفال، شكر رئيس الوزراء جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة على الإنجاز الناجح للمشروع حسب الخطة.
وهنأ آبي أحمد جميع الإثيوبيين على مساهماتهم المستمرة في مشروع سد النهضة الكبير، مشيرًا إلى أن النجاحات التي جرى تحقيقها حتى الآن "تثبت أن ازدهار إثيوبيا سيحقق حتمًا"، وفق الوكالة.
وكان رئيس الوزراء افتتح رسميًا توليد 375 ميغاواط من الطاقة الكهرومائية من التوربين الأول للسد في 20 فبراير/ شباط 2022.
وفي وقت سابق، أعلنت الخارجية المصرية، في بيان، أن أديس أبابا أخطرت القاهرة ببدء الملء الثالث للسد، فيما أرسلت الأخيرة خطاب اعتراض ورفض لهذا الملء إلى مجلس الأمن الدولي.
وذكرت الخارجية أن هذا الملء "يعد مخالفة صريحة لاتفاق إعلان المبادئ المبرم بين البلدان الثلاثة عام 2015، وانتهاكًا جسيمًا لقواعد القانون الدولي"، متهمة إثيوبيا بأنها "أفشلت كافة الجهود والمساعي التي بذلت من أجل حل هذه الأزمة".
وقامت إثيوبيا بالملء الثاني في يوليو/ تموز 2021، بعد عام من آخر مماثل، وسط رفض مصري سوداني باعتبار ذلك "إجراءات أحادية".