لليوم السادس على التوالي، تواصل فرق الإنقاذ في قناة السويس جهود القطر والتكريك، اليوم الأحد، لتعويم سفينة الحاويات الضخمة "إيفر غرين" التي تسدّ الممر المائي المزدحم، لكن مصدرين قالا لرويترز: إن الجهود تعقّدت بسبب كتلة صخرية أسفل مقدمة السفينة.
وكانت السفينة "إيفر غرين"، التي يبلغ طولها 400 متر، قد علقت في قطاع جنوبي من القناة قبل أكثر من خمسة أيام وسط رياح قوية؛ ما عطّل حركة الشحن العالمية في أحد أكثر الممرات البحرية ازدحامًا في العالم.
وقالت هيئة قناة السويس، في بيان: إن الجرافات رفعت حتى الآن حوالي 27 ألف متر مكعب من الرمال حتى عمق 18 مترًا، وإن أعمال الحفر والشدّ بالقاطرات ستستمرّ على مدار الساعة وفقًا لظروف المد والجزر واتجاه الرياح.
سيناريو تفريغ الحمولة من السفينة
وقال أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، لقناة "إكسترا نيوز" المصرية: إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أمر بالاستعداد لسيناريو تفريغ بعض حمولة السفينة للمساعدة في تعويمها، والتي تبلغ حمولتها 18300 حاوية.
لكن مصدرًا في هيئة قناة السويس قال: إن أي عملية لتخفيف حمولة السفينة "لن تبدأ قبل غد الإثنين؛ إذ إن فرق الإنقاذ تحاول الاستفادة من ارتفاع المد، قبل أن يتراجع، في القيام بمناورة لتعويم السفينة".
ويبحث عمال الإنقاذ التابعون للهيئة، وفريق من شركة "سميت سالفدج" الهولندية، مقدار قوة السحب التي يُمكنهم استخدامها دون المخاطرة بإحداث أضرار على السفينة، وما إذا كانت هناك حاجة لإزالة بعض حاويات "إيفر غرين" باستخدام رافعة حتى يمكن تعويمها.
وحذّر خبراء من أن عملية كهذه ستكون معقّدة وطويلة. لكن ربيع قال إنه يأمل أن هذا الأمر لن يكون ضروريًا، لكن إن اتضح أنه ضروري فستطلب مصر مساعدة دولية لتنفيذ تلك الاستراتيجية.
مساعدة روسية
وعرض السفير الروسي في القاهرة غيورغي بوريسينكو، الأحد، تقديم "أي مساعدة ممكنة" لمصر، متمنيًا "تجاوز هذه الأزمة في القريب العاجل، واستعادة العمل في القناة بشكل طبيعي".
وقال: إنّ روسيا "تتعاطف مع ما يحدث راهنًا في قناة السويس" التي وصفها بأنها "مجرى مائي مهم للعالم أجمع".
واستثمرت روسيا بكثافة في تطوير الممر البحري الشمالي الذي يسمح للسفن بالوصول إلى الموانئ الآسيوية بمدة أقل بـ15 يومًا مقارنة بالطريق التقليدي عبر قناة السويس.
كتلة صخرية تعرقل التعويم
وتحدّث ربيع لـ"التلفزيون المصري" عن "مؤشرات إيجابية من يوم أمس، وأمس الأول". لكن مصدرين بالهيئة، قالا لرويترز: إن كتلة صخرية عُثر عليها أسفل مقدمة السفينة قد تزيد جهود الإنقاذ تعقيدًا.
وقال أحد المسؤولين المشاركين في عملية الإنقاذ: "لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت السفينة عالقة على رمال ناعمة أو مدمجة أو طين، وهو ما سيحدد مدى سهولة تحركها".
ومن المتوقع وصول قاطرتين أقوى بحلول يوم غد الإثنين، فيما تعمل 14 قاطرة على تعويم السفينة.
خسائر اقتصادية وتعطيل لحركة التجارة الدولية
وعرقلت أزمة السفينة التجارة الدولية وأجبرت كبرى شركات الشحن الدولية مثل: "ميرسك" و"هاباج لويد"، لدراسة اتخاذ مسار أطول بكثير حول رأس الرجاء الصالح للوصول إلى أوروبا أو الساحل الشرقي لأميركا الشمالية؛ ما يعني زيادة فترة الرحلات حوالي أسبوعين ودفع تكاليف وقود إضافي.
وقال ربيع: إن 369 سفينة على الأقل، تنتظر عبور القناة، ومن بينها عشرات الحاويات وسفن البضائع وناقلات الغاز الطبيعي المسال أو غاز البترول المسال.
ويمرّ نحو 15% من حركة الشحن العالمية في قناة السويس، وهي مصدر أساسي للعملة الصعبة لمصر. وأوضح ربيع أن القناة تخسر ما بين 14 و15 مليون دولار من الإيرادات اليومية بعد توقّف حركة الملاحة.
وتُقّدر قيمة حركة السفن اليومية عبر قناة السويس من آسيا إلى أوروبا بحوالي 5,1 مليار دولار، ومن أوروبا إلى آسيا تُقّدر بنحو 4,5 مليار دولار.
وزادت أسعار الشحن لناقلات المنتجات النفطية إلى المثلين تقريبًا بعد جنوح السفينة، وأثّر إغلاق القناة على سلاسل الإمداد العالمية؛ ما يهدد بحدوث تأخيرات باهظة التكلفة للشركات التي تعاني أصلًا بسبب قيود كوفيد-19.
وأضاف أنه من المحتمل إعطاء السفن المتضرّرة من تعطّل الملاحة في القناة بعض التخفيضات، معربًا عن اعتقاده أن التحقيقات ستُظهر أن القناة لم تكن مسؤولة عن جنوح السفينة.
وقالت هيئة قناة السويس: إن بإمكانها تسريع القوافل عبر القناة بمجرد تعويم "إيفر غرين".