الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

"وضع غير مسبوق".. ارتفاع أسعار الشحن البحري إلى مستويات قياسية

"وضع غير مسبوق".. ارتفاع أسعار الشحن البحري إلى مستويات قياسية

Changed

بلغت كلفة نقل حاوية إلى أوروبا إلى 10 آلاف دولار
كلفة نقل حاوية إلى أوروبا وصلت الى 10 آلاف دولار (غيتي)
أدت الاضطرابات في عمليات التحميل وتعطل منصات التفريغ على أرصفة الموانئ وقيود كورونا إلى تفاقم أزمة قطاع الشحن العالمي.

ارتفعت أسعار شحن الحاويات إلى مستويات قياسية بعد نحو 18 شهرًا من تفشي جائحة كوفيد-19 التي عطلت سلاسل الإمداد وزادت الطلب على الشحن البحري بشكل كبير جدًا.

وقال آلان مورفي رئيس شركة "سي إنتليجنس" الاستشارية: نفتقر بشكل أساسي إلى السفن والحاويات الفارغة.

وأضاف: "هناك نقص هائل في الحاويات الفارغة، فهي موجودة في المكان الخطأ وعالقة في موانئ بعيدة وغير متوافرة في آسيا" لتحميلها بالبضائع.

وتضاعف مؤشر بورصة البلطيق في لندن للشحن البحري، الذي يرصد بالتعاون مع مجموعة "فرايتوس" في هونغ كونغ أسعار نقل حاويات الـ 40 قدمًا عبر 12 خطًا بحريًا رئيسيًا، أكثر من ثلاث مرات خلال عام ليصل إلى نحو 7 آلاف دولار لنقل حاوية من الصين إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة.

أما كلفة نقل حاوية إلى أوروبا فقد وصلت إلى 10 آلاف دولار، مقارنة بـ 1,600 فقط في الفترة نفسها العام الماضي.

وأشار مورفي إلى أن هذا الوضع غير المسبوق ضاعف من الصعوبات التي شهدها القطاع في السنوات العشر الماضية والتي كانت "سيئة للغاية لخطوط الشحن".

ولفت إلى أن الطاقة الفائضة في القطاع جعلت شركات الشحن "تخسر المال في كل مرة تنقل فيها حاوية".

انخفاض غير مسبوق في الطلب

أما ديدييه راباتو من مجموعة "لومبارد أودييه" المصرفية فاعتبر أن جائحة كوفيد-19 التي أدت في البداية إلى جمود في الشحن العالمي، تسببت بـ"انخفاض غير مسبوق في الطلب" ليس مبشرًا لهذا القطاع.

لكن هذا لم يأخذ في الاعتبار توجه المستهلكين الأميركيين والأوروبيين الذين توقفوا في فترات الإغلاق عن الإنفاق في المطاعم أو قضاء العطل، إلى استخدام أموالهم في شراء سلع أغلبها مستورد من آسيا.

وأدت الاضطرابات في عمليات التحميل وتعطل منصات التفريغ على أرصفة الموانئ وقيود كورونا بالإضافة إلى أحداث غير متوقعة مثل انسداد قناة السويس في مارس/ آذار إلى تفاقم أزمة قطاع الشحن العالمي.

لكن هذا الوضع انعكس إيجابًا على الشركات المالكة للسفن التي لم تكن في حال أفضل مما هي عليه اليوم.

فقد سجلت شركة "سي أم إيه سي جي أم" للحاويات والشحن ومقرها مرسيليا أرباحًا صافية تزيد على ملياري دولار في الربع الأول من عام 2021 وحده، أي 40 مرة أكثر من العام السابق.

وأعلنت منافستها الدنماركية "ميرسك" عن أرباح صافية أعلى بلغت 2,7 مليار دولار للأشهر الثلاثة الأولى من العام، أي 13 ضعفًا أكثر من العام الماضي.

الذروة

وقال بول توريه مدير المعهد العالي للاقتصادات البحرية "إيسيمار" في فرنسا: "صحيح أن مالكي السفن يجنون الكثير من المال في الوقت الحالي، لكن هذا أيضًا يشكل فرصة لهم لتجديد أساطيلهم وتسريع برامج السفن التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال".

فقد تقدمت شركة "سي أم إيه سي جي أم" بطلب في أبريل/ نيسان لشراء 22 سفينة حاويات، أكثر من نصفها تعمل بالغاز الطبيعي.

وأضاف الخبير الفرنسي أن النقل البحري هو "أحد المصادر الرئيسية لانبعاثات ثاني أكسيد الكبريت"، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أن الأرقام كانت مواتية لكل طن يتم شحنه، إلا أن هذا القطاع برمته سجل رغم ذلك مستوى انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون "مماثلًا لألمانيا".

ولا يعتمد سعر نقل الحاويات على معدلات الطلب فقط، بل أيضًا على قدرة شركات الشحن على تلبية الطلبات.

وتوقع توريه أن يستمر الوضع على حاله مدفوعًا جزئيًا بالحاجة إلى نقل البضائع القابلة للتلف.

وسأل: "إذا كان لديك سلع قابلة للتلف ولا تساوي شيئًا في حال لم تتحرك، فكم أنت على استعداد للدفع لشحنها؟".

وقال جان مارك لاكاف الرئيس التنفيذي لهيئة خبراء الخدمات البحرية الفرنسية "أرماتور دي فرانس" إنه لا يتوقع عودة الأمور الى طبيعتها قبل الربع الأول من عام 2022.

وأضاف "أعتقد أننا وصلنا إلى الذروة"، متابعًا "إذا استمرت الزيادة على الطلب، هناك خطر غير قليل لارتفاع الأسعار مرة أخرى، لكننا إلى حد ما على قمة المؤشر".

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close