الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

الخلاف السعودي الإماراتي.. هل تنسحب أبو ظبي من "أوبك+"؟

الخلاف السعودي الإماراتي.. هل تنسحب أبو ظبي من "أوبك+"؟

Changed

تصر أبو ظبي على رفع خط الإنتاج الأساسي بمقدار 600 ألف برميل يوميًا إلى 3,8 مليون باعتبار أن النسبة المحددة في أكتوبر 2018، لا تعكس طاقتها الإنتاجية كاملة.

لم يتمكن أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وحلفاؤهم العشرة في تحالف "أوبك+" من تجاوز خلافاتهم، وغادروا اجتماعهم غاضبين من الإمارات التي حملوها مسؤولية عدم الاتفاق.

فقد عبّرت أبو ظبي التي كانت لفترة طويلة على خطى الرياض، عن صوت معارض أدخل آخر قمة لـ "أوبك+" في طريق مسدود.

جذور المشكلة

تفجرت هذه المشكلة الأسبوع الماضي، لكن جذورها تعود لعام 2020، لا سيما مع بداية جائحة كوفيد-19، حيث تراجعت أسعار النفط الخام بحدة على وقع الموجة الأولى من الوباء.

حينها، تعهد تحالف "أوبك+" بسحب 9,7 مليون برميل يوميًا من السوق على أن تعاود ضخها تدريجيًا خلال الفترة الممتدة حتى نهاية أبريل/نيسان عام 2020.

غير أن هذه المهلة تبدو الآن قصيرة جدًا في ضوء الوتيرة الحالية لزيادة الإنتاج، حيث أنّ دول التحالف لا تزال تقتطع 5,8 مليون برميل في اليوم من السوق.

وتنصّ الخطة المطروحة على زيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يوميًا كل شهر، اعتبارًا من الشهر المقبل وحتى نهاية العام، بحيث تصل كمية النفط الإضافة المطروحة في السوق بحلول نهاية هذا العام إلى مليوني برميل يوميًا.

كما أن أبو ظبي تعارض هذا الأمر، حيث ترغب الإمارات في مناقشة الزيادة في مستويات الإنتاج قبل الموافقة على أي تمديد إلى ما بعد أبريل.

وتصر أبو ظبي على رفع خط الإنتاج الأساسي بمقدار 600 ألف برميل يوميًا إلى 3,8 مليون برميل باعتبار أن النسبة الحالية المحددة في أكتوبر/تشرين الأول 2018، لا تعكس طاقتها الإنتاجية كاملة.

ثقل دولة الإمارات داخل "أوبك"

تحتل الإمارات المرتبة الرابعة في صفوف منتجي "أوبك+" الـ23 خلف روسيا والسعودية والعراق، ويتوقع أن يصل العرض الإماراتي إلى حوالي 2,47 مليون برميل في اليوم خلال الشهر الحالي لتشكل بذلك حوالي 7% من إجمالي إنتاج دول "أوبك+" الخاضعة لنظام الحصص، باستثناء إيران وفنزويلا ولبيبا التي لا تخضع لأي حصة، لكن قدرتها الإنتاجية القصوى في الأحوال المعتادة أكبر من هذا مع أكثر من 3,8 مليون برميل يوميًا.

الموقف الإماراتي

وهناك حديث عن إمكانية انسحاب الإمارات من المنظمة على غرار قطر عام 2018، والإكوادور عام 2019، لكن يبدو أن الطريق بعيد، لأن المباحثات تتواصل خلف الكواليس وهناك وساطة أميركية.

والجديد في القضية أن تستعرض أطراف أصغر نسبيًا قوتها داخل أوبك+ فالتحالف الذي أنشئ عام 2016، معتاد على التجاذب بين الرياض وموسكو، مثلما حصل في مارس/آذار 2020 حينما غادر وزير الطاقة الروسي والسعودي فيينا على خلاف ما تسبب بحرب أسعار لفترة قصيرة أدت لتراجع كبير فيها.

لكن ما يحدث الآن يثير القلق، إذ إن إرجاء القمة مرتين متتاليتين الخميس والجمعة الماضي، ثم إلغاءها الإثنين يثيران شبح انهيار كل التحالف لا سيما وأنه لم يتم الإعلان عن أي اجتماع جديد لأوبك+ منذ ذلك الحين.

ماذا ستفعل أوبك+ في أغسطس في حال لم يتم توصل لاتفاق؟

في حال لم يتم التوصل لاتفاق في غضون أسابيع، سيكون مستوى إنتاج الكارتيل في أغسطس/آب والأشهر التي تليه مماثلًا لهذا الشهر، وفقًا لما ألمح إليه وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان، ما دفع الثلاثاء سعر الخام إلى مستوى قياسي لم نشهده منذ 7سنوات في 2014، أي 77$ تقريبًا للبرميل، لأن السوق كانت تتوقع زيادة في الإنتاج.

ومن المؤكد أن عدم التوصل إلى اتفاق حول زيادة الإنتاج سيترك السوق في حالة نقص أكثر من السابق، لأن الطلب سيتحسن مع تقدم حملات التلقيح.

وهناك سيناريوهان آخران مطروحان، إما اتفاق بين الأطراف المتنازعة في اللحظة لأخيرة، يؤدي لزيادة الإنتاج اعتبارًا من أغسطس، أو معركة مفتوحة تبقى فيها كل الفرضيات واردة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close