قد تستمر ذروة موجة كوفيد-19 في الصين من شهرين إلى ثلاثة أشهر، بحسب توقع عالم أوبئة بارز في البلاد، رأى أن الوضع سيتفجر قريبًا في المناطق الريفية الشاسعة حيث تكون الموارد الطبية شحيحة نسبيًا.
ويتوقع تسنغ جوانغ، كبير علماء الأوبئة السابق في المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن يزيد انتشار العدوى في المناطق الريفية حيث يعود مئات الملايين إلى مسقط رأسهم لقضاء عطلة رأس السنة القمرية الجديدة.
وتبدأ العطلة رسميًا في 21 يناير/ كانون الثاني، وكانت توصف قبل الجائحة بأنها أكبر حركة تنقلات سنوية في العالم.
"الأسوأ لم ينته"
وتخلت الصين بشكل مفاجئ الشهر الماضي عن نظام صارم، وهو سياسة "صفر كوفيد"، التي شملت عمليات إغلاق جماعي أذكت احتجاجات غير مسبوقة في أنحاء البلاد في أواخر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، وأعادت فتح حدودها أخيرًا يوم الأحد الماضي.
لكن الرفع المفاجئ للقيود، سمح للفيروس بمهاجمة السكان البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، ويعيش أكثر من ثلثهم في مناطق تجاوزت فيها الإصابات ذروتها بالفعل، وفقًا لوسائل الإعلام الرسمية.
بعد 3 سنوات من الإغلاق.. #الصين تُسدل الستار على سياسة "صفر كوفيد" وتفتح حدودها المغلقة منذ بداية الجائحة، ويتزامن ذلك مع توقعات بزيادة عدد المسافرين في البلاد بمناسبة الاحتفال ببداية العام القمري الجديد وفقاً للتقويم الصيني @AnaAlarabytv pic.twitter.com/zAubEfA2hX
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 8, 2023
وحذر جوانغ من أن الأسوأ لم ينته بعد، وفقًا لتقرير نشره موقع "سايشين" المحلي أمس الخميس، وقال العالم الصيني: "كانت الأولوية هي التركيز على المدن الكبيرة. حان الوقت للتركيز على المناطق الريفية".
وأضاف جوانغ بأن عددًا كبيرًا من سكان الريف، حيث المرافق الطبية أضعف نسبيًا لا يحظون بالاهتمام اللازم بما في ذلك كبار السن والمرضى والمعاقون.
"كابوس كورونا"
يأتي ذلك، فيما تؤكد السلطات بأنها تبذل جهودًا لتحسين إمدادات الأدوية المضادة للفيروسات في جميع أنحاء البلاد. ومن المتوقع توفير علاج مولنوبيرافير المضاد لكوفيد الذي تنتجه شركة ميرك اند كو في الصين اعتبارًا من اليوم الجمعة.
وأجبرت الجائحة التي عادت بقوة إلى الصين، عدة بلدان على اتخاذ إجراءات صارمة بوجه المسافرين القادمين من الصين، وحظرت دول أخرى دخولهم أراضيها، فيما أصدرت وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها يوم الثلاثاء توصيات للرحلات الجوية بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وشملت تلك التوصيات "إجراءات غير دوائية للحد من انتشار الفيروس، مثل وضع الكمامة واختبار المسافرين، وكذلك مراقبة مياه الصرف كأداة إنذار مبكر للكشف عن المتحورات الجديدة".
هذه التطورات تأتي، في ظل إفادة من خبراء في منظمة الصحة العالمية، اقتضت بأن تدرس الدول توصية المسافرين بوضع كمامات خلال الرحلات الطويلة، وسط الانتشار السريع لأحدث متحور من فيروس كورونا إكس.بي.بي.1.5، الذي قال مسؤولون في المنظمة إنه أسرع في نقل للعدوى من سلالة أوميكرون، وهو يسجل انتشارًا شرق الولايات المتحدة.