الإثنين 6 مايو / مايو 2024

الاعتصام متواصل في البرلمان العراقي.. الكاظمي يدعو إلى "الهدوء"

الاعتصام متواصل في البرلمان العراقي.. الكاظمي يدعو إلى "الهدوء"

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول إعلان أنصار التيار الصدري اعتصامًا مفتوحًا داخل مقر البرلمان العراقي (الصورة: رويترز)
دخل المتظاهرون الموالون للتيار الصدري في اعتصام مفتوح داخل البرلمان العراقي، في حين تواصلت الدعوات المحلية والأممية إلى خفض التصعيد.

دعا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اليوم السبت، العراقيين إلى "التحلي بالهدوء والصبر والعقلانية" بعد اقتحام أنصار التيار الصدري لمقر البرلمان في المنطقة الخضراء شديدة التحصين للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع.

ويعيش العراق على وقع أزمة سياسية حادة جراء الخلافات والتباينات بشأن اختيار رئيس وزراء جديد، لا سيّما بين التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر وقوى "الإطار التنسيقي"، التي تصرّ على ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة.

"نار الفتنة ستحرق الجميع"

وقال الكاظمي في كلمة نشر مكتبه مقتطفات منها: "يجب أن نتعاون جميعًا لنوقف من يسرع هذه الفتنة، والكل يجب أن يعلم جيدًا أن نار الفتنة ستحرق الجميع"، داعيًا المواطنين إلى "عدم الاصطدام مع القوى الأمنية واحترام مؤسسات الدولة".

وإذ أكد رئيس الوزراء العراقي على أن المعضلة الحالية في العراق "سياسية"، فإنه قال إنّ "حلها سياسي، والحل ممكن عبر الحوار وتقديم التنازلات من أجل العراق والعراقيين"، محذّرا في الوقت ذاته من "استمرار التشنج السياسي".

وقال الكاظمي: "إنّ الظرف صعب جدًا، وعلينا أن نتعاون وأن نتكاتف جميعًا، حتى لا ندفعَ بأنفسنا إلى الهاوية. علينا أن نحكمَ عقولنا وضمائرَنا ووجداننا، ونلتف حول العراق والعراقيين، لا حول المصالح الضيقة".

من جهته، قرر رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي تعليق الجلسات البرلمانية "حتى إشعار آخر" في أعقاب اقتحام المتظاهرين لمقر المجلس النيابي.

ودعا الحلبوسي جميع القادة والكتل السياسية إلى لقاء وطني عاجل من أجل حوار فاعل، مؤكدًا أن "الحوار هو الحل ودعوتنا صادقة إلى جميع الأطراف السياسية بتغليب المصلحة العليا للوطن".

دعوة أممية لخفض التصعيد

من جانبها، دعت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، إلى خفض التصعيد، على خلفية المظاهرات التي سجلت عشرات الإصابات في العاصمة بغداد رفضًا لترشيح السوداني، لرئاسة الوزراء.

واعتبرت البعثة أن "التصعيد المستمر مقلق للغاية لذا أصوات العقل والحكمة ضرورية لمنع المزيد من العنف".

وأضافت البعثة في تغريدة عبر تويتر: "نشجع كافة الأطراف على خفض التصعيد من أجل مصلحة العراقيين كافة".

وفي وقت سابق السبت، توجه متظاهرون من أنصار التيار الصدري إلى المنطقة الخضراء بالعاصمة، رفضًا لترشيح وزير العمل السابق، محمد شياع السوداني، لرئاسة الحكومة وهو المرشح الذي يدفع به "الإطار التنسيقي".

ويتظاهر الآلاف من مناصري التيار الصدري في وسط بغداد تنديدًا بتسمية "الإطار التنسيقي" لشخصية السوداني الذين يعتبرونه مقربًا من نوري المالكي، الخصم السياسي، لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

وانقسمت المواقف بشأن ترشيح السوداني بين مؤيد ورافض، حيث تطالب الحركة الاحتجاجية والتيار الصدري، بترشيح شخصية لم يسبق لها أن تولت أي منصب حكومي.

وأعلن المتظاهرون أنهم دخلوا في اعتصام مفتوح داخل البرلمان، وفق ما أفاد مكتب زعيم التيار مقتدى الصدر في بغداد.

جانب من اعتصام المتظاهرين داخل مقر البرلمان العراقي - رويترز
جانب من اعتصام المتظاهرين داخل مقر البرلمان العراقي - رويترز

إصابات في صفوف المتظاهرين

بدورها، أعلنت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، السبت، دخول المتظاهرين في اعتصام مفتوح داخل البرلمان.

فيما أعلنت وزارة الصحة العراقية، السبت، ارتفاع حصيلة المصابين في صفوف المتظاهرين بالعاصمة بغداد، إلى 125 مصابًا.

وأوضحت الوزارة: "بلغ عدد الإصابات التي استقبلتها مؤسسات وزارة الصحة 125 جريحا بينهم 100 مدني و25 عسكريا"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية.

بدوره، دعا رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، اليوم السبت، المتظاهرين إلى الحفاظ على سلمية التظاهر.

وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب، أن "الحلبوسي وجه حماية البرلمان بعدم التعرض للمتظاهرين أو المساس بهم، وعدم حمل السلاح داخل البرلمان، فضلاً عن توجيه الأمانة العامة لمجلس النواب بالتواجد في المجلس والتواصل مع المتظاهرين".

وجراء خلافات بين القوى السياسية لم يتم تشكيل حكومة جديدة منذ إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.

واختار تحالف قوى "الإطار التنسيقي" في 25 يوليو/ تموز الجاري، السوداني (52 عامًا) مرشحًا لرئاسة الحكومة المقبلة.

وجراء خلافات بين القوى السياسية لم يتم تشكيل حكومة جديدة منذ إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في 10 أكتوبر 2021.

والأربعاء الماضي، اقتحم متظاهرون، المنطقة الخضراء المحصنة في وسط بغداد، احتجاجًا على مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الوزراء، قبل أن ينسحبوا.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close