الإثنين 13 مايو / مايو 2024

الاعتقالات في تونس.. نقيب الصحافيين لـ"العربي": نشهد انزلاقًا خطيرًا

الاعتقالات في تونس.. نقيب الصحافيين لـ"العربي": نشهد انزلاقًا خطيرًا

Changed

نقيب الصحافيين مهدي الجلاصي يدين حملة الاعتقالات التي تشنها السلطات التونسية في البلاد (الصورة: غيتي- أرشيف)
أكد نقيب الصحافيين مهدي الجلاصي، في تصريح لـ"العربي"، أنّ ما حصل هو سابقة في تاريخ البلاد بعد الثورة، وتهديد حقيقي لمكاسب حرية الرأي والتعبير في تونس.

رافقت حملة الاعتقالات السياسية التي تشنها السلطات التونسية مؤخرًا، ضد سياسيين معارضين ورجل أعمال وإعلاميين حالة من البلبلة في البلاد، ولا سيما أنها جاءت من دون تهم واضحة.

وفي أول تعليق له على هذه الاعتقالات، قال الرئيس التونسي قيس سعيد: إن التوقيفات الأخيرة أظهرت تورط عدد ممّن وصفهم بـ"المجرمين" في التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي، مشيرًا إلى أنهم مسؤولون عن الأزمات المتعلقة بتوزيع السلع وارتفاع الأسعار.

وفي المواقف، شجب المفوض الأممي والسامي لحقوق الإنسان فولكر تورك ما وصفه بتفاقم القمع في تونس بعد عدّة اعتقالات لنشطاء وسياسيين وقضاة سابقين. وأعرب عن قلقه إزاء حملة القمع المتزايدة ضد المعارضين والمجتمع المدني من خلال إجراءات تتّخذها السلطات في البلاد تقوّض استقلال القضاء.

ودعا المفوض الأممي السلطات التونسية إلى الكفّ فورًا عن محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، مشدّدًا على ضرورة احترام الإجراءات القانونية ومعايير المحاكمة العادلة في جميع الإجراءات القضائية، والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين تعسفيًا.

"انزلاق خطر"

وفي سياق متصل، أدانت نقابة الصحافيين التونسيين في بيان لها، إيقاف مدير عام إذاعة موازييك أف أم نور الدين بوطار، معتبرة أنّ هذا الإيقاف يعكس استغلال رئيس الجمهورية لسلطته على حدّ وصفها، لتركيع الإعلام وتشويهه والتحريض عليه.

وأكد نقيب الصحافيين مهدي الجلاصي، في تصريح لـ"العربي"، أنّ هذا الإيقاف هو سابقة في تاريخ البلاد بعد الثورة، وتهديد حقيقي لمكاسب حرية الرأي والتعبير في تونس.

وقال الجلاصي إن النقابة تأكدت من وجود جملة من الخروقات رافقت اعتقال مدير إذاعة "موزاييك أف أم" نور الدين بوطار والذي تم من دون توجيه تهمة له، أو إعلامه بالتهمة التي على أساسها تم إيقافه.

وتابع الجلاصي في حديث إلى "العربي" من تونس، أن الفرق الأمنية حقّقت في المضامين التحريرية والإعلامية للإذاعة، وهو ما تعتبره النقابة انزلاقًا خطيرًا تشهده البلاد.

"رسالة إلى الصحافة التونسية"

ورأى أن هذا الاعتقال هو رسالة توجهها السلطة إلى الصحافة التونسية ومفادها أنها معرّضة لهذه الممارسات إذا لم تدخل "بيت الطاعة". وأضاف نقيب الصحافيين: "هذا المسار انطلق منذ أشهر وهناك خطاب تحريضي ضد وسائل الإعلام والمجتمع المدني والأحزاب يجرّم الرأي المخالف".

وأكد أن المرسوم 54 الذي سبق وأصدره سعيّد ليس هدفه مكافحة الإشاعات والأخبار الكاذبة بحسب ما تروّج له السلطة، بل هدفه إسكات الآراء المخالفة، مشيرًا إلى أن كل الذين تمت محاكمتهم وفق هذا المرسوم سواء من نشطاء سياسيين أو محامين وغيرهم، كان بسبب آرائهم عبّروا عنها.

وقال الجلاصي إن المطلوب من التونسيين أن يقفوا صفًا واحدًا للحيلولة ضد الرجوع إلى "مربّع الاستبداد"، وفق تعبيره.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close