الجمعة 17 مايو / مايو 2024

الانتخابات الأميركية "الأكثر غرابة وتناقضًا".. لم غابت الموجة الحمراء؟

الانتخابات الأميركية "الأكثر غرابة وتناقضًا".. لم غابت الموجة الحمراء؟

Changed

للخبر بقية يسلط الضوء على نتائج الانتخابات النصفية الأميركية ويتطرق إلى معركة حسم مقاعد مجلسي النواب والشيوخ (الصورة: غيتي)
رغم الانتصارات التي حققها الديمقراطيون في بعض الولايات في الانتخابات الأميركية، إلا أن ذلك لا ينفي أن الجمهوريين يسيرون فعلًا نحو قطف ثمرة الفوز.

بعيد ساعات فقط من انتهاء المعركة الانتخابية في الولايات المتحدة، لم تقل النتائج النهائية كلمتها بعد، لا سيما في معركة حسم مقاعد مجلس الشيوخ.

مع ذلك، ثمة من يقول إنّ هذه الانتخابات هي "الأكثر غرابة وتناقضًا"، فالموجة الحمراء التي توعّد بها ترمب وأنصاره يبدو أنّها لم تأتِ كما كان يتمنى، وتساقطت معها التوقعات.

فوفقًا للنتائج الأولية وإن لم تُحسَم، لم يحقّق الجمهوريون فوزهم العريض المتوقَّع، ولا خسر الديمقراطيون خسارة ساحقة كما أشارت بعض التوقعات.

وبينما كان ترمب يحفّز أنصاره فقط على التصويت، كان في الوقت نفسه، هو نفسه على ما يبدو، حافزًا لتصويت أميركيين آخرين بكثافة ضدّ تياره السياسي.

الديمقراطيون "يتنفسون الصعداء"؟

ورغم الانتصارات التي حققها الديمقراطيون في بعض الولايات، إلا أن ذلك لا ينفي أن الجمهوريين يسيرون فعلًا نحو قطف ثمرة الفوز بغالبية مقاعد مجلس النواب.

بدورهم، تنفس الديمقراطيون الصعداء قليلًا، حيث يحاولون تصوير ما يحصل على أنه انتصار للإستراتيجية التي اتبعها بايدن في التعامل مع الرأي العام الأميركي.

فقد واجه بايدن التطرف السياسي اليميني كما اعتاد تسميته، من خلال تصوير الانتخابات على أنها تهدف إلى حماية الحق في الإجهاض والرعاية الصحية على سبيل المثال.

ويرى كثير من هؤلاء الديمقراطيين أنهم لم يُمنوا بخسارة كاملة، على الرغم من تراجع شعبية الرئيس بايدن والمشاكل الاقتصادية لا سيما وحش التضخم.

لكن مع أن النتائج لم تحسم بعد، ومع شعور بايدن بالارتياح، إلا أنه يعلم علم اليقين ما تنتظره من معاناة في العامين المقبلين. فالسيطرة المحتملة للجمهوريين على مجلس النواب يمكنها أن تضع مطبات كثيرة في طريق أولوياته التشريعية. 

وليس بعيدًا حتى أن يحفر الجمهوريون في تاريخ عائلة بايدن وإدارته، الأمر الذي قد يلقي بظلال ثقيلة على السباق الرئاسي لعام 2024.

"سيمثل صعوبات بالنسبة لبايدن وإدارته"

تتوقف أستاذة الإعلام في جامعة ميريلاند سحر خميس، عند عدم حدوث "الموجة الحمراء" التي  كان الحزب الجمهوري ينتظرها بأعداد وأغلبيات أكثر من تلك التي شهدتها الانتخابات.

وتشير في حديثها إلى "العربي" من واشنطن، إلى تقدم للجمهوريين في ما يتعلق بمقاعد مجلس النواب، بينما تقول إن النسب متقاربة بشدة بين الطرفين فيما يخص سباق مجلس الشيوخ.

وترى أن هذا التقارب يعطي بعض الأمل للحزب الديمقراطي بإمكانية تحقيق فوز في مجلس الشيوخ.

وتعتبر أن وجود أغلبية جمهورية في مجلسَي النواب والشيوخ سيمثل كثيرًا من العقبات والعراقيل والصعوبات بالنسبة للرئيس بايدن وإدارته.

إلى ذلك، تعزو عدم حدوث "الموجة الحمراء" إلى أن للحزب الديمقراطي شعبية كبيرة لا يمكن إغفالها لدى فئات كبيرة من أبناء المجتمع الأميركي.

وتعدد من هؤلاء المهمشين والأقليات والأقليات العرقية والمهاجرين الجدد والنساء والفتيات، لا سيما بعد قضية تقييد الإجهاض التي تبناها الحزب الجمهوري، وخصوصًا الجناح المتطرف منه.

وتعتبر أن الحزب الديمقراطي أجاد الوصول إلى كثير من هذه الفئات والتعامل معها وكسب تأييدها.

"سيجبر الحزبين على العمل معًا"

بدوره، نائب رئيس التحرير في صحيفة "واشنطن تايمز" تيم كونستنتاين، وردًا على سؤال عما إذا كان فشل الجمهوريين في اكتساح الولايات الأميركية يُعتبر فشلًا ذريعًا له، يقول إن "النتائج ليست جيدة كما كان الناس يأملون، ولكن أعتقد أن الفشل كلمة قوية".

ويعتبر في حديثه إلى "العربي" من واشنطن، أن الحزب الجمهوري سيسيطر على مجلس النواب بشكل عام.

ويرى أنه في حال سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ، فإن هذا الأمر يجبر الحزبين على العمل معًا.

وبينما يلفت إلى أن ترمب شخص فظ، يؤكد أن "أجندته ليست راديكالية، بل هي الأجندة التي يريد أن يراها معظم الأميركيين".

وحول الانتخابات الرئاسية، يشير إلى أن معظم الشعب الأميركي يريد شخصًا مختلفًا. ويردف بأن معظم الديمقراطيين لا يريدون - بحسب استطلاعات الرأي - عودة بايدن، وأغلبية الجمهوريين يريدون شخصًا آخر غير ترمب.

ويعرب عن اعتقاده بأنه بحلول عام 2024 قد يكون هناك مرشح مختلف لكلا الحزبين، وليس فقط الحزب الجمهوري. 

"الحزب الجمهوري يهدد الديمقراطية"

من ناحيته، يلفت العضو في الحزب الديمقراطي الأميركي نعمان أبو عيسى، إلى أن فوز الحزب الجمهوري بأغلبية مجلس النواب كان أمرًا متوقعًا.

ويذكر في حديثه إلى "العربي" من ولاية آيوا، بأن الانتخابات النصفية غالبًا ما يسيطر فيها الحزب المعاكس للرئيس على مجلس النواب.

وفيما يشير إلى أن بايدن كان نائبًا لأوباما عندما حدث الأمر نفسه، يؤكد أن الرئيس الأميركي يعرف تمامًا كيف يتعامل مع الجمهوريين.

ويصف أبو عيسى، بايدن بأنه رئيس ديمقراطي متوسط وليس متطرفًا، موضحًا أن "علاقات واسعة تربطه مع الجمهوريين، ويعرف من منهم يستطيعون التصويت مع الديمقراطيين".

وفيما يرى أن بايدن سيغير بعض المشاريع بما يناسب الوضع الجديد، يقول إنه يعرف أن الحزب الجمهوري منقسم على نفسه، ويضم جزءًا يوافق ترمب وجزءًا آخر تقليدي لا يوافقه.

إلى ذلك، يرى أن الحزب الجمهوري يهدد الديمقراطية الأميركية، مذكرًا بأن ترمب نفسه لم يعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية، ومرشحون فائزون في مجلسي النواب والشيوخ لا يعترفون بالنتائج، إلا إذا ربحوا.

ويشدد على أن هذا الأمر جديد على السياسة في الولايات المتحدة، حيث تحظى العملية الانتخابية بثقة كبيرة من الشعب الأميركي.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close