الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

الانتخابات اللبنانية.. هل ينجح المجتمع المدني في تغيير الواقع السياسي؟

الانتخابات اللبنانية.. هل ينجح المجتمع المدني في تغيير الواقع السياسي؟

Changed

تناولت حلقة "تقدير موقف" لهذا الأسبوع ملامح المشهد السياسي في لبنان بعد الانتخابات النيابية وخلفيات التغيير الذي تحقق ودلالاته (الصورة: تويتر)
أصبح البرلمان مختلفًا عما كان مألوفًا في السابق، وستدخل البلاد في دوّامة جديدة، ما سيؤثر على الاستحقاقات المستقبلية كتشكيل الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية.

نجح اللبنانيون في إحداث ثورة في صناديق الاقتراع، وصنع ثقب في الجدار السياسي في البلاد، خلال الانتخابات التي حصلت في 15 مايو/ أيار الجاري.

وبات لبنان يعيش اليوم على واقع جديد، وسط حضور قوي لأطياف المجتمع المدني والمستقلين، قد يكون له تأثير على الأجندة السياسية في بلد كانت المحاصصة تلعب دورًا أساسيًا فيه.

استحقاقات مستقبلية

وشكّلت الانتخابات مشهدًا سياسيًا جديدًا، جاء بعد ثلاثية احتجاجات 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، وانفجار بيروت في 4 أغسطس/ آب 2020، إضافة لأسوأ انهيار اقتصادي في العالم منذ عام 1850، حسب الأمم المتحدة.

وأحرزت قوى الثورة 13 مقعدًا نيابيًا، في تطور اعتبر خرقًا لجدار المحاصصة في البلاد. كما حصل المستقلون على 16 مقعدًا، والقوات اللبنانية على 19 مقعدًا، لتخسر قوى 8 آذار الأكثرية النيابية.

وبالتالي، أصبح البرلمان مختلفًا عما كان مألوفًا في السابق، وستدخل البلاد في دوّامة جديدة، ما سيؤثر على الاستحقاقات المستقبلية كتشكيل الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية، وسط مخاوف من تكرار المشهد العراقي.

وأيًا كانت التداعيات لنتائج الانتخابات، إلا أن اللبنانيين حركوا المياه الراكدة في الحياة السياسية اللبنانية، وكسروا القاعدة المعتادة القائمة على "الديمقراطية التوافقية".

تغيير قواعد اللعبة؟

في هذا السياق، يرى الباحث في مركز الجزيرة للدراسات شفيق شقير أن "ما حصل هو ثورة في الانتخابات، رغم أن التغيير لم يكن كبيرًا".

ويؤكد شقير، في حديث إلى "العربي" من الدوحة، أن "نتيجة التصويت جاءت لترجمة الحراك في الشارع عام 2019، ومن يعرف طبيعة الطبقة السياسية في البلاد، سيفهم وجود تغيّر عميق في مزاج اللبنانيين".

ويقول: "لن يغيّر الواقع الجديد قواعد اللعبة السياسية في لبنان، لكن شكلها قد تغيّر، فبعد أن كانت المواجهة مذهبية بين تيار المستقبل وحزب الله، أصبحت اليوم عابرة للطوائف".

ويضيف: "علينا انتظار كيفية ترتيب المجتمع المدني لصفوفه، لفهم التغيرات على الساحة السياسية".

تغيير حقيقي

من جهته، يشير الأستاذ الجامعي والناشط السياسي زياد عبد الصمد إلى أن "ما حصل تغيير كبير في المشهد السياسي العام، إلا أنه لم يرتقِ إلى مستوى تغيير قواعد اللعبة".

ويلفت عبد الصمد، في حديث إلى "العربي" من بيروت، إلى أن "المشهد السياسي اختلف ببعض المؤشرات، التي قد تكون حاسمة في إطار التغيير، وسط خطر عدم الاستفادة منها".

ويقول: "أثبتت الانتخابات أن هناك تحولًا جذريًا في مزاج الناخب اللبناني، وسط إحجام في المشاركة عند القواعد الحزبية".

ويضيف: "إذا ضُبط إيقاع العلاقة بين المزاج الشعبي والنواب الجدد، فقد يكون هناك تغيير حقيقي في لبنان".

تمثيل مستعار

بدوره، يؤكد الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي وليد فخر الدين أن "هناك تراجعًا هائلًا عند "التيار الوطني الحر" في الساحة المحلية، بينما حققت "القوات اللبنانية" نسبة تصويت عالية".

ويشير فخر الدين، في حديث إلى "العربي" من بيروت، إلى أن "القوات اللبنانية سوقت لنفسها على أنها القادرة على الفوز وعلى المواجهة في لبنان".

ويقول: "التيار الوطني الحر حصل على عدد من النواب الجدد على حساب الحلفاء، وبالتالي تمثيله يُعتبر مستعارًا".

ويضيف: "حاول رئيس التيار جبران باسيل اعتبار نفسه ضحية، وعندما فشل بإقناع الناس بذلك، اعتمد الكذب والمظلومية".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close