السبت 27 أبريل / أبريل 2024

الانسداد السياسي يتحول إلى مواجهة عسكرية.. ما هي مآلات الوضع في ليبيا؟

الانسداد السياسي يتحول إلى مواجهة عسكرية.. ما هي مآلات الوضع في ليبيا؟

Changed

ناقشت حلقة "للخبر بقية" تطورات المشهد الأمني والسياسي في ليبيا بعد الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس (الصورة: غيتي)
يتصاعد التخوف في ليبيا من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية على وقع تصاعد الخلاف السياسي بين حكومتي باشاغا والدبيبة، وفي ظل عدم وجود بوادر حلول في الأفق.

عاد التوتر الأمني في ليبيا إلى الواجهة حيث دارت اشتباكات تزامنًا مع دخول رئيس الحكومة المكلف من قبل برلمان طبرق فتحي باشاغا إلى العاصمة طرابلس قبل أن يغادرها في وقت لاحق.

ويدفع الانسداد السياسي بين الأطراف إلى مواجهة عسكرية بين القوى المتصارعة على السلطة رغم تأكيد باشاغا في مارس/ آذار الماضي ألا نية لديه لاستلام السلطة بالقوة.

في المقابل يؤكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة أنه لن يسلم مقاليد الحكومة إلا لفريق منتخب، وهذا ما دعمته وزارة الدفاع الليبية التي وصفت دخول باشاعا إلى العاصمة بـ"محاولة التسلل الصبيانية المدعومة بأجندات حزبية".

وتتنازع حكومتا باشاغا والدبيبة على السلطة في ليبيا، فمنذ مارس الماضي منح مجلس النواب الليبي ثقته لحكومة جديدة برئاسة باشاغا الأمر الذي قوبل برفض من المجلس الأعلى للدولة ومن حكومة الوحدة الوطنية التي اشترطت إجراء الانتخابات قبل خروجها من السلطة.

إلا أن الحكومتين اتجهتا من جديد نحو المربع الأول الذي وضع البلاد على حافة الانفجار.

وفي المواقف، دعت المبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز إلى الحفاظ على الهدوء وحماية المدنيين وإلى ضبط النفس والامتناع عن الأعمال الاستفزازية والخطاب التحريضي.

بدورها، حثت الولايات المتحدة الجماعات المسلحة على الامتناع عن استخدام العنف، لافتة إلى أن على القادة السياسيين إدراك أن الاستيلاء على السلطة أو الاحتفاظ بها عن طريق العنف لن يؤدي إلا إلى الضرر بشعب ليبيا.

وفي ظل هذه التطورات، تنعقد جولة الحوار الثانية في العاصمة المصرية القاهرة بين ممثلي مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة بهدف الوصول إلى رؤية موحدة بشأن القاعدة الدستورية.

قوى مسلحة عدة في طرابلس

وفي هذا الإطار، أشار رئيس المكتب السياسي لحزب التغيير حازم الرايس إلى وجود العديد من القوات المسلحة في طرابلس، بينها من يعمل تحت إدارة حكومة الوحدة الوطنية وأخرى تابعة لحكومة باشاغا والتي ربما نسقت مع الأخير هذا الصباح بشأن زيارته.

وأوضح في حديث إلى "العربي" من طرابلس بأن هناك قوى عسكرية أخرى في العاصمة التقت بكل من الدبيبة وباشاغا في الأشهر الماضية حيث أبلغتهما بأنها ليست مستعدة للدخول بأي صراع مسلح، داعية إلى بقاء الصراع بين الحكومتين ضمن الإطار السياسي.

وقال إن "باشاغا ربما نسق مع بعض القوى في طرابلس من أجل الدخول إلى العاصمة بشكل مفاجئ فجرًا، إلا أن قوى تابعة لحكومة الوحدة الوطنية دافعت عن العاصمة لمنع زعزعة استقرارها".

"اتجاه للتسريع بالانتخابات"

من جهتها، رأت الباحثة السياسية ليلى بن خليفة أن حكومة الوحدة الوطنية فشلت في تنفيذ هدفين رئيسين يتمثلان بإجراء الانتخابات وتوحيد المؤسسات الليبية، لافتة إلى أن هذه الحكومة باتت متشبثة بالسلطة وأحد أطراف الصراع.

ولفتت من طرابلس إلى أن الاشتباكات التي دارت في العاصمة خطأ يتحمله كل من باشاغا والدبيبة، معتبرة أنه كان من المفترض أن يحصل حوار وتفاوض رغم الانقسامات والخلافات.

بن خليفة التي رأت أن دخول باشاغا وحكومته إلى طرابلس هو حق لا يمكن لأي كان منعهم منه، رفضت تمادي هذا الأمر إلى مرحلة الاقتتال بين الطرفين.

وأعربت عن اعتقادها بوجود مؤشرات دفعت بباشاغا للتوجه إلى العاصمة، متحدثة عن اتجاه للوصول إلى الانتخابات بأسرع من المتوقع.

"خيارات صعبة"

وشدد أستاذ العلوم السياسية في جامعة صقريا خيري عمر على أن المؤشرات الإقليمية والدولية لا تساعد على حل الأزمة السياسية في ليبيا.

ورأى من اسطنبول أن اعتراف الأمم المتحدة بالحكومتين لا يسهم في إيجاد حل بالبلاد، مشيرًا إلى أن ستيفاني وليامز كانت في الماضي منحازة لباشاغا ومجلس النواب، إلا أنها عدلت موقفها بعد الحرب في أوكرانيا.

عمر الذي اعتبر أن ليبيا أمام خيارات صعبة، لفت إلى أنه إذا لم يتم التوافق حول سلطة ما في الشهر المقبل، فقد تُفتح الاحتمالات على حرب أهلية.

وأعرب عن اعتقاده بأن باشاغا كان يرغب من خلال خطوته اليوم في توسيع سلطته وبمزيد من السيطرة على المنطقة الغربية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close