لم تقف وعود الرئيس البرازيلي الجديد لولا دا سيلفا لمواطنيه عند حدود السياسة والاقتصاد، بل تجاوزت إلى ملف حساس على الصعيد المناخي وهو حماية غابات الأمازون المطيرة، خزان الكربون الأكثر تنوعًا بيولوجيًا على سطح الكرة الأرضية.
وبلغة الأرقام، تخزن الأمازون والغابات الاستوائية الأُخرى ما بين 90 و140 مليار طن من الكربون، وتمثل غابات الأمازون المطيرة وحدها 10% من إجمالي الكتلة الحيوية للكوكب.
كما توفر غابات الأمازون أكثر من 10000 نوع من النباتات، وتحتوي على مكونات فعالة للاستخدام الطبي أو مستحضرات التجميل أو المكافحة البيولوجية للآفات.
إلا أن هذه الرئة الخضراء لكوكب الأرض تواجه الكثير من المخاطر وفي مقدمتها إزالة الأشجار، حيث تم قطع 3988 كيلومترًا مربعًا في حوض نهر الأمازون بين شهري يناير/ كانون الثاني ويونيو/ حزيران الماضيين.
12 ألف حريق في الأمازون
ويضاف خطر آخر إلى تلك المخاطر ويتمثل في انتشار الحرائق، إذ رصد المعهد الوطني لأبحاث الفضاء أكثر من 12 ألف حريق في منطقة الأمازون في الفترة من الأول إلى الرابع من سبتمبر/ أيلول الماضي فقط.
وفي هذا السياق، يقول استشاري الاستدامة والمناخ والباحث في المعهد الملكي للشؤون الدولية كريم الجندي: إن غابات الأمازون ليست مهمة للبرازيل فقط، بل هي كذلك للعالم أجمع، حيث هي مسؤولة كل عام عن امتصاص 5% من انبعاثات الكربون التي إن لم نقدر على امتصاصها عن طريق هذه الغابات فيجب إيجاد وسيلة آُخرى لامتصاصها.
ويضيف الجندي في حديثه إلى "العربي" من لندن": إن غابات الأمازون فيها ربع التنوع الحيوي الموجود على هذا الكوكب، ولهذا فهي غابات في منتهى الخطورة والحساسية من هذا الجانب.
لكن الباحث في المناخ يشير إلى أن المشكلة تكمن في ذلك النوع من التغاضي عن إنفاذ القانون في تحويل الأراضي من غابات إلى مساحات لرعي الماشية من أجل إنتاج للحوم.
وعليه يؤكد الجندي على أنه من الضروري السير في إنفاذ القانون ومنع التدهور الحاصل في قدرة غابات الأمازون على امتصاص انبعاثات الكربون.
