الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

التوتر المتصاعد بين إيران وأذربيجان.. أيّ دور لإسرائيل؟

التوتر المتصاعد بين إيران وأذربيجان.. أيّ دور لإسرائيل؟

Changed

تؤكد إيران أنّها لن تقبل بوجود طرف ثالث على حدودها مع أذربيجان، في إشارة إلى إسرائيل، فيما تنفي باكو في المقابل وجود أيّ عناصر أجنبية على الحدود مع إيران.

يومًا بعد يوم، تتزايد أوجه التوتر بين إيران وأذربيجان متعددة، وتبدو إسرائيل ثابتة على رأسها.

في هذا السياق، تؤكد إيران أنّها لن تقبل بوجود طرف ثالث على حدودها مع أذربيجان، في إشارة إلى إسرائيل، التي تُعتبَر واحدة من أمكنة كثيرة تتعدد أمام تل أبيب، ترى فيها طهران حضورًا أمنيًا واستخباراتيًا لإسرائيل قد تستثمره كيفما شاءت.

لكنّ باكو تنفي في المقابل وجود أيّ عناصر أجنبية على الحدود مع إيران، التي كان وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان قد أكّد أنّ بلاده لن تتساهل مع أيّ وجود أو أنشطة إسرائيلية.

إزاء ذلك، تُطرَح العديد من علامات الاستفهام، فما هي مآلات هذا التراشق في التصريحات بين طهران وباكو؟ وهل لإسرائيل وجود فعلي على الحدود بين أذربيجان وإيران؟

لماذا دقّت طهران "ناقوس الخطر"؟

يرى مدير تحرير القسم الإنكليزي لوكالة فارس مصطفى خوش تشم أنّ العلاقات الإسرائيلية الأّذربيجانية كانت تتطور ضدّ إيران لا سيما في السنوات الأخيرة.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من طهران، إلى أنّ أذربيجان كانت تسمح، في عدد من الحالات، لطائرات الدرون الإسرائيلية بالعمل ضد المصالح الإيرانية.

ويلفت إلى أنّ أذربيجان زعمت حينها أنها لم تكن على علم بأن إسرائيل قامت بتلك العمليات، لكنّ النتيجة أنّ الإسرائيليين اخترقوا إيران من الحدود الأذرية.

ويشدّد على أنّ بعض استراتيجيات الجيش الأميركي وعملاء الموساد كانت تقوم على نشر التطرف في بعض المكونات الأذرية من أجل الحض على الأعمال المناوئة لإيران في المناطق المتاخمة للحدود الإيرانية.

ويلفت على أنّ العملاء الإسرائيليين وعملاء الموساد زادوا من عملياتهم على مقربة من الحدود أكثر فأكثر وحكومة باكو لم تتخذ أي إجراء، وهو ما دفع طهران إلى دقّ ناقوس الخطر.

علاقات "عميقة" بين إسرائيل وأذربيجان

من جهته، يؤكد مدير عام مركز مدى الكرمل للأبحاث في حيفا مهند مصطفى أنّ التقارير الإسرائيلية، وبمُعزَلٍ عن مضمون التقارير الإيرانية، تعتبر أذربيجان واحدة من الدول المهمة جدًا في علاقات إسرائيل الاستراتيجية في وسط آسيا.

ويشير مصطفى، في حديث إلى "العربي"، من أم الفحم، إلى أنّ أهمية أذربيجان تنبع من وجودها على الحدود مع إيران، لافتًا إلى وجود علاقات عسكرية واستراتيجية عميقة جدًا بين إسرائيل وأذربيجان.

ويلاحظ في هذا السياق أنّ إسرائيل لديها خط إنتاج طائرات بدون طيار في أذربيجان، إضافة إلى وجود عسكري واستخباراتي واضح، وهذا باعتراف تقارير إسرائيلية.

ويؤكد أنّ أذربيجان هي حلقة مهمة في الرؤية الاستراتيجية الإسرائيلية لمحاصرة إيران، موضحًا أنّ إسرائيل من خلال علاقتها مع أذربيجان تعيد إحياء سياسة كانت في الخمسينات تسمى سياسة الأطراف وهي محاولة حصار دولة معينة وهي في هذه الحالة إيران.

ما الذي يزعج المسؤولين الإيرانيين؟

أما أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة قطر محجوب الزويري، فيلفت إلى أنّ أذربيجان لعبت دورًا مهمًا منذ العام 2003، وحضرت بقوة على خط الملف النووي الإيراني.

ويشير، في حديث إلى "العربي"، من الدوحة، إلى أنّ الكل يجمع على أهمية أذربيجان العسكرية والأمنية بالنسبة لإسرائيل، لكنه يلفت إلى أنّ الأمر بالنسبة لإيران له ثلاثة أبعاد أساسية.

ويوضح أنّ البعد الأول له علاقة بالذاكرة التاريخية فيما يتعلق البعد الثاني بالقلق الإيراني من أن يكون هناك توطن لخصوم إيران على الحدود ومنهم إسرائيل.

ويلفت إلى أنّ البعد الثالث هو الذي يزعج المسؤولين الإيرانيين وهو بعد داخلي، فالأذريون في إيران يشكّلون حوالي 26 إلى 27% من مجموع السكان، وهذا يُعتبَر تحديًا ديمغرافيًا داخليًا بالنسبة لإيران، لأنّ أيّ مواجهة مع أذرببيجات قد تنعكس في الداخل الإيراني.

ويشدّد على أنّ إيران دائمًا كانت تتحدث عن وحدة الجبهة الداخلية وأنّ الهوية الوطنية الإيرانية قوية جدًا، "لكن الآن هناك خشية من ذلك وقد شاهدنا هذه الخشية في الصراع الأرميني الأذربيجاني".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close